مواضع يستحب فيها قراءة آية الكرسي
آية الكرسي
نزل جبريل عليه السلام بأمر من الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى ليالي الشهر المبارك شهر رمضان ، ومن وقتها واعتبر القرآن الكريم هو المعجزة التي تفرد بها النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ الله لها وبقائها، وانتشر الإسلام و تلاوة القرآن الكريم من شبه الجزيرة العربية، إلى كل أرجاء المعمورة ، يعلم القرآن الكريم الناس ويزكيهم.
وجاءت سور القرآن الكريم بعدد أربعة عشر سورة بعد المائة، ولكل سورة آياتها وعدد الآيات ستة ألاف ومائتان وست وثلاثون آية، لكل سورة فضلها ، ولكل أية معنى عظيم الأثر لمن يتدبره ، وتبقى من بين كل الآيات ، آية اشتهرت بين الناس بحفظها ، وتكرارها، وهي آية الكرسي ، كما أن لها في
سورة البقرة
فضل خاص بالسورة كلها ورد في مواضع متعددة.
أوقات يستحب فيها قراءة آية الكرسي
تقرأ آية الكرسي كما باقي آيات القرآن الكريم، و سوره ، في أي وقت وحين لا يختلف في ذلك بين العلماء ، إلا أن لتلك الآية خصوصية في مواضع ذكرت إما في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو في أثر صحيح عن صحابته ، وهو ما جعل لها خصوصية عن غيرها ، لا يمنع قرائتها في أي وقت ، ولكن يزاد عليها ما ذكروه عن
الاوقات التي يسن فيها قراءة اية الكرسي
من ذلك:
-
وقت النوم
قبل النوم ، إذا اتجه الشخص إلى فراشه لينام ، يستحب قراءة
اية الكرسي
، وذلك لما أتى الشيطان إلى أبي هريرة رضي الله عنه في صورة إنسان في الليل ، وظنه أبو هريرة رضي الله عنه سارق وأمسك به قال له أخبرك سر وتتركني إن قراءة سورة الكرسي قبل النوم ، تجعل لك حفظ من الله .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة صدقك وهو كذوب ، أي قال لك قول حق مع أنه موصوف بالكذب، وفي قصة أخرى تؤكد فضل قراءة سورة الكرسي قبل النوم لما جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره أن من الجن من يكيد لك فاقرأ آية الكرسي قبل النوم.
-
وقت الخوف من الشيطان
إذا كان الإنسان في موضع خوف على نفسه أو أهله من الشيطان أو من مخلوقات الجن ، وهو ما قد يتعرض له الشخص في سفره ، أو في مكان ما ، وربما لحادث ما ، هنا يقرأ آية الكرسي ، و الدليل على ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كما سبق التوضيح ، مع زيادة أخرى في بعض الروايات.
والزيادة هي أن أية الكرسي تمنع اقتراب الجن و الشياطين ، لتحفظ النفس و البيت من الشيطان تقرأ آية الكرسي بغرض الحفظ للبيت ، من مكائد الشياطين ومن أفعالهم ، ومن إدخال الهموم على أصحاب البيت ، وتقرأ لحفظ النفس من المس والشرور.
-
دخول المنزل
جاء في الأثر أنه إذا جاء عبد الرحمن بن عوف إلى منزله دخل إلى كل ركن فيه ، وقرأ آية الكرسي ، وهو صحيح الإسناد ، وتقرأ لحفظ البيت ، و قد تكون سبب في طرد الشياطين.
-
بعد الصلاة
وقد يتساءل المسلم
متى تقرأ اية الكرسي
فيما يخص الصلاة ، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال من قرأ أية الكرسي بعد كل صلاة مفروضة ، لم يمنعه من الجنة إلا أن يموت ، وقيل في رواية أخرى كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى.
-
في الصباح والمساء
وذلك في أذكار الصباح والمساء و هي ما اعتاد عليه الناس ، في التحصين من كل شر ، و يقال أنه في زيادة حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن الشيطان قال باللفظ أقرأها عند كل صباح ومساء ، وهو من
فضل اية الكرسي
أنها جزء في كل يوم وليلة من الذكر. [1]
فوائد أية الكرسي
يوجد العديد من
الدروس المستفادة من اية الكرسي
، ومن الفوائد المستخلصة من قرائتها و تعلمها وحفظها ، ومن
فضل تكرار آية الكرسي
الكثير ، كما لفضل القرآن الكريم كله ، ومن ذلك:
-
تجعل الفرد في حفظ من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الأحاديث، فهي تجعل المسلم محفوظ من الشرور كافة ، وهي أعظم الفوائد.
-
تحمي من شر الجن ، كما ورد في حديث أبي هريرة ، ومن مكائدهم ، ومن أذاهم.
-
تحفظ النفس ، وذلك من خلال قراءتها في الأذكار والأدعية في الصباح والمساء ، كما هي باقي الأذكار التي حض النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة على قراءتها.
-
تحفظ البيت من خلال تحصين المنزل بها.
-
تكون سبب في دخول الجنة ، كما جاء في الحديث ، من قرأها بعد الصلاة المفروضة ، لم يكن بينه وبين الجنة إلا الموت.
-
مثل كل آيات القرآن ترفع الدرجات.
-
آية الكرسي هي من آيات القرآن الكريم التي قال النبي فيها بكل حرف من حروفها حسنة.
قراءة آية الكرسي في الصلاة
حين سأل النبي أحد أصحابه عن
اعظم اية في القران الكريم
أجاب بأنها الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وقصد بذلك سورة الكرسي ، وأكد النبي على كلامه وعلمه ، وبذلك تكون قراءة أية الكرسي في الصلاة مثلها مثل باقي الأيات والسور ، أمر جايز ، لا خلاف فيه ، ولا موانع ، ويجوز للمسلم المصلي أن يقرأ أية الكرسي في صلاته باعتبارها سورة قصيرة بعد الفاتحة في الركعة الأولى و الثانية من الصلاة.
تفسير أية الكرسي
أية الكرسي هي الآية المئتان وخمس وخمسون من آيات سورة البقرة ، و
سبب تسمية آية الكرسي
بهذا الاسم لورود كلمة الكرسي فيها [ ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ ] ، سورة البقرة آية 255.
وتوضح الآيات أن الله سبحانه وتعالى لا إله غيره ، وهو الحي الذي لا يموت ، الباقي الذي لا يفنى ، ولا معبود سوى الله سبحانه وتعالى، ولا يصيبه النوم أو النعاس ، له ملك كل شئ في السماوات والأرض وما بينهما وما سواهما ، لا يشفع عنده أحد ، ولا يأذن بالشفاعة لمخلوق إلا لمن أراد له الله ذلك.
وهو العليم بكل ماضي ، وحاضر ومستقبل من أمور لا يخفى عليه شئ ، وعلى كل ذلك من علمه ، لا يحيط أحد من خلقه بعلمه ، إلا بالقدر والكيف الذي يريده الله سبحانه وتعالى ، و أن كرسي الله الموجود على عرشه سعته تساوي السماوات والأرض ، فماذا عن سعة العرش نفسه ، ولا يصعب عليه ، ولا يثقل عليه شئ من حفظ ما خلق من سماوات وأرض ، وهو العظيم فوق كل ذلك. [2]