اشهر مؤلفات ” بولس سلامة “
من هو بولس سلامة
الشاعر العربي اللبناني بولس سلامة، ولد عام 1902م في لبنان، اتبدأ قصة شاعر من أهم شعراء العرب، درس الحقوق وكان موهوب في الكتابة، واستطاع أن يرسخ اسمه بين شعراء الملاحم، لأنه كتب
ملحمة الغدير
، التي تعتبر أسطورة من أساطير العصر في الأدب والشعر، والتي تضمنت سيرة آل البيت الكرام، كما أن الشاعر بولس سلامة لوعكة تعرض لوعكة صحية الزمته الفراش، ولكنه لم يتوقف عن الكتابة وكان ذلك حافز له ليخرج طاقته الشعرية، فكان له العديد من المؤلفات ومن بينها:
- الأمير بشير
- على والحسين
- فلسطين وأخواتها
- حكاية عمر
- عيد الستين
- مذكرات جريح
- حديث العشية
- ليالي الفندق
- الصرع في الوجود
- خبز وملح
- مع المسيح
أشهر مؤلفات الكاتب بولس سلامة
فلسطين وأخواتها
أحد القصائد المميزة التي كتبها بولس سلامة، عام 1947م، وكانت تناقض أوضاع البلاد، وعهد بلفور الذي تأذى له العرب كلهم[1].
- يا منزلاً وجية في طور سينينا، رحماك أمطر سلاماً في فلسطين
- فمن يدس ارضها يبغى مناسكها، تفجرت حوله الدنيا براكينا
- دار السلام، وما للسلم من شبح، كيف انقلبت تلمست السكاكينا
- لا توقط الموت بالألغاز مستتراً، دع وجه عزريل في الغبراء مدفونا
- زيتونها باهت الأغصان يابسها، مصوح من طماع الاشعبينا
- والتين قد عشت كف الدخيل به، فالثعلب الوغد لم يترك لها تينا
- يعوي فيستنجد الذؤبان ضارية، ويقذف الشاطئ الباكي سراجينا
- يا زائراً مهد عيسى غير مضطرب، لا تأمن الدرب صار الدرب أتونا
- يا قاصد المسجد الأقصد أما لمحت، عيناك في حائط المبكى ثعابينا
- لانوا فما حاذر المغدور بأسهم، أراقم يلدغون الناس باكينا
- عزت على أحمد الأم أمته، ماذا أفي كل عصر خيربوتاا
- وهاج أتباع عيسى ذكر سيدهم، مضرجا بالدم السماح مطعونا
- أكلما دون التاريخ موبقة، تكشف الغدر عن أبناء صهيون
- أبناء صهيون والدعوى مزورة، أأنتم الأصفياء الوسويونا
- حاشاك موسى كليم الله من قذر، وأنت أول بدر في النبيبنا
- عصام ياليتها فينا فنبعثها، أفعى تلقف أصلالا يبثون
- قد لوثوا ذكرك الميمون ويحهم، وازعجوا في صميم القبر هارون
- أنت التقى العفيف النفس لو كسبت، كفاك فلساً لأدته قرابينا
- وعصبة الطامعين اليوم لو قدروا، بدرهم ربهم يهوه يبيعون
- طاحت بانسابهم كف الزمان فما، ندري أشمعون نلقى أم زبولونا
- أن ظل من تلكم الأسباط باقية، قأنها بعض سبط السامريينا
- دعواهم العنصر السامي مهزلة، فليس صهيون من أحفاد شمشون
- أن اليهود شتيت بات يجمعهم، دين كما يجمع الوجد المحبينا
- ومنذ ما عرف التأريخ مملكة، كانت فلسطين دار اليعربيينا
- كنعان من قبل موسى كان سيدها، وملك شاوول محدد بحبرونا
من شرفتي
تلك من مذكرات بولس سلامة، التي كتبها عن الطفولة والصبا، فخرجت تلك الكتابة بطريقة سلسة، وقصصية مميزة، حيث يقول[2]:
“أنا على شرفة البيت الذي أبتناه أبي متزل ريفياً يناظر البحر من جبل وسط، فينعم بالجمال زرقة وصفاء، بعيداً عن الرطوبة والملوحة والهدير، غريقاً في الكون والصمت الفصيح، بما ينطق بين يديه من مباهج، فالبحر من شرفتنا غيره مرئياً من الساحل، فهناك تشهده سهلاً أخضر مواراً، ينفتح مداه حتى تخاله سوياً، ثم يباغته الفلك فكأنما الأفق الزاهي قد بتر بتراً، او أرتجل أرتجالاً ومن بيتنا ترى البحر والفلك موصولين وصلاً عموديا فلا تدري أنهض البحر لعناق السماء واقفاً، أم تدلي الجلد فأقترنا قرانا أبديا”
“أراني قد أبعدت فحملتك إلى البحر في وثبة صاروخية، بيني وبينه قرابة عشرين كيلومتراً، في خط مستقي، لا تحسبن هذا الفاصل من اليابسة قفزاً أو أرضاً عاقراً، فهي مملكتي الصيفية، وإن لم أملك من ترابها سوى عقار زهيد، سأحدثك به كثيراً ولكنها معشر الشعراء نرمي بخيالنا الصخر هينهل ماء زلالاً فنرتوي باليسير ونستنبت الأرض العززاز ورداً ونسرينا وعنباً شهياً.
وأول ما يواجهك من الشرفة خبث من الأرض، بعضه صمان وبعضه لين يدعي البقروق، ولكن دعني أطوف بك قليلاً قبل الوقفة الطويلة التي سأقفها على البقروق الذي أملك، فاول ما يبدوا لك من شرفتنا بعد أن تنتقل عينام من خضرة البحر إلى البر، إقليم الخروب، وهو أصدق صفة لموصوف، فإن تلك الشجرة تؤاخي تلك البقهة البحرية الهواء النادرة الينابيع والماء.
بيد أن أبهج ما ياخذ العين هو مرج بسري وواديه، وإنه لأحب إلى من مرج دابق ومريح راهط، فإن أبيت إلا تذكار المعامع فلقد شهد هذا المرج أيضاً سنابك الخيل وسمع صهيلها، وغطاة العجاج في الوقيعة بين القيسية واليمنية، وكان النصر فيها لفخر الدين بطل عنجر وصوفر بل بطل لبنان غير مدافع.
وإني لأعتذر إليك أيها القارئ، إذ أنا وقفت قلمي على مرج بسري في صفحات طوال، فلقد وقفت عليه عيني نحواً من ستين حولاً، أي في إبان طفولتي، ومنذ أدركت أن العالم الخارجي هو غير الطفل بولس، ولن أتناولة بدقة المؤرخ، فما التأريخ والأرقام سبيلي، بيد أني، وإن الممت بشؤونه شاعراً، فلست عن تاريخه ببعيد”
في حق الإمام علي
كان بولس سلامة غريب في كتاباته، فبرغم إنه رجل مسيجي، إلا إنه امتدح آل البيت، وكتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتب عن الحسين وعن الامام علي، وكانت تلك القصيدة في الإمام علي رضي الله عنه.
- لا تقل شيعة هواة على إن كل منصف شيعيا
- هو فخر التاريخ لا فخر شعب يصطفيه ويدعيه ولياً
- ذكره إن عري وجوم الليالي شق في فلقة الصباح نجيا
- يا علي العصور هذا بياني صغت فيه وحي الإمام جليا
- يا أمير البيان هذا وفائي أحمد الله أن خلقت وفيا
- يا امير الإسلام حسبي فخراً أنني منك مالي أصغريا
- جلجل الحق في المسيحي حتى صار من قرط حبه علويا
- أنا من يعشق البطولة والإلهام والعدل والخلق الرضيا
- فإذا لم يكن على نبيا فلقد كان خلقة نبوياً
- أنت رب للعالمين الهي فـأنلهم حنانك نبوياً
- وأنلني ثواب ما سطرت كفى فهاج الدموع في مقلتيا
- سفر خير الأنام من بعد طع ما رأي الكون مثله أدمياً
- يا سماء اشهدي ويا أرض قرى واخشعي إنني ذكرت عليا
مذكرات جريح
تلك القصيدة كتبها الشاعر بولس سلامة، من شدة مرضة، وهو راقد في فراشة يتمنى الموت من كثرة الألم، وهو يدعي الله أن يخلصه من كل الألم الذي فتك بجسده وأنهكه. فكتب تلك القصيدة تجسيداً للألم[3]:
- يا خالق الإنسان كيف خلقته، من معدن دنس ومن أحقاد
- اخلى من الفقر الجديب فؤاده، وإذا يرق فرقة الجلد
- الوصل طبع أبيه فهو مغلف، بالطين بئس البرد في الابراد
- جسد وسفك دم وعين منافق، جاءت مع الدنيا على ميعاد
- أواه لو كان الرقاد يزورني، لا يلتقي جفناي إلا خلسة
- لرضيت من دنياي بالإغفاء، فكأن بينهما قديم عداء
- يا موت يا حلم الخيال النائي، شوقي إليك أشد من غصص الهوى
- في كل قطر منك غيث وأفق، ما الموت إلا رقدة سحرية
- أبدية سكراتها فنعيمها، يا صبح آمالي وحلو رجائي
- وأشد من ولع الهجير بماء، وضائع غر وكف سخاء
- فحضرة الأحلام غب شتاء، أمواج لذات ومهد صفاء