ما أحب الأعمال في رمضان


فضل صيام شهر رمضان


رمضان هو شهر عظيم مبارك، وهو الشهر الذي يقوم العبد فيه باالصيام وقيام الليل وتلاوة القرآن والاستغفار، وهو شهر العتق من النار والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وهو الشهر الذي  يستجاب فيه الدعاء وتغفر فيه السيئات، يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات فى هذا الشهر، فيه ما تقدم من ذنب وماتأخر، فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام، فصامه سيدنا محمد وأمر الرسول الناس بصيامه.


فيجب استقبالة بالفرح والسرور والعزيمة على صيامه وقيامه و التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال تعالى فى كتابة الكريم  [


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]،


فبين لنا الله  سبحانه أنه كتب علينا الصيام ويجب علينا طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه.


الأعمال الصالحة في رمضان


إن الله بين لنا ف آياته البينات في كتاب الله الكريم، ووصايا رسولنا الكريم يؤكدان في مجموعهمـا على تعليمنا وإرشادنا وحثنا وتشجيعنا، على أن لا يكون كل ما نفعله هو مجرد أداء المطلوب منا، في هذا الشهر مجال تنافس كبير بين عباد الله، يقول تعالى : (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، ويقول سبحانه : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).


وهذا يوضح أن يكون كل مسهم  في هذا الشهرالمبارك على وجه الخصوص تحقيق أقصى قدرٍ يمكن أن يكسب منها رضوان الله تعالى ونيل عظيم الأجر والثواب في كل لحظة من لحظاته، ويجب أن يكون لكل إنسان عمله الصالح الذي ينفرد به عمن سواه في شهر رمضان ويتميز به عن غيره مثل:


  • فهناك بعض الناس يقومون بتوزيع ماء الشـرب على الناس في المنازل وفي المساجد والجوامع أو توزيع العصائر والتمر،  وهم بذلك يطمعون في نيل الثواب العظيم.

  • هناك من الناس ايضاً الموفقين للخير، والذين نراهم يقومون بصنع مؤاد الرحمان لإطعام الصائمين، وهناك من الأشخاص يقومون بتوزبع الطعام ويحرصون على إفطارهم بإرسال الطعام في البيوت والمساجد والجوامع وغيرها، فيكسبون بإذن الله تعالى أجر إفطار الصائمين، ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِماً كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَعِتْقُ رَقَبَتِهِ مِنْ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا نُفَطِّرُ بِهِ الصَّائِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِماً عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِماً سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ


    )

  • يوجد بعض الراغبين في الأجر والثواب، فيقوم بعض الأشخاص بالمرور على المحلات التجارية ليقوموا بتسديد الديون المسجلة على بعض الأسر الفقيرة، دون أن يعلم أصحابها بذلك، لأنهم لا يقصدون بذلك العمل إلا وجه الله تعالى وابتغاء رضوانه.

  • هناك ايضاً أشخاص في مجتمعنا موفقين للخير الذين يسعون في تسديد  احتياجات المساجد والجوامع ، يقومون بتوفيرها على حسابهم الخاص مثل المصاحف والفرش ومكبرات الصوت والمراوح والمكيفات، وتفقد الأبواب والنوافذ، وإصلاح مصابيح الكهرباء وأدوات السباكة فهم يعمرون بيوت الله في الأرض حسياً ومعنوياً.

  • واحدة من أهم الأعمال التي تاتي مرة كل عام صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان، وصلاة القيام في العشـر الأواخر من الشهر الكريم، وعدم التفريط فيها أو في شيء منها لما فيها من الفضل والثواب،  وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).[1]


أعمال الصحابة في رمضان


من أهم الأعمال التي كان يقوم بها الصحابة واتباع رسول الله والتى يجب ان نقتدي بها، ونتبع سنة رسول الله ونأخذ بها، من

اعمال ايام شهر رمضان

،كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين، ويحافظ على فعل ذلك  باستمرار فإذا منعه أهله عنه لا يتناول السحور تلك الليلة، وكان ايضاً إذا جاءه سائل وهو يفط يأخذ نصيبه من الطعام ويقوم  بإعطاء السائل نصيبه فيعود وهو يعلم أن لم يتبقى له من الطعام شيء فيصبح صائما ولم يأكل شيئا.


وقد روى ايضاً عن ابن ابي عدي عن داود بن أبي هند رحمهما الله تعالى  أنه قال: “صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، فقد كان خزازا يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم”.


وكان هناك بعض كانوا يختمون القرآن الكريم  في قيام رمضان فقط كل عشر ليليً وآخرين كانوا يختمون في كل سبع ليليً وبعضهم في كل ثلاث ليليً، وقد كان الصحابي الجليل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان  رضي الله عنه، يختم القرآن الكريم كل يوم مرة.[2]


ليلة القدر هي أفضل الليالي


إن ليلة القدر هي أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن الكريم، وأخبرنا الله  سبحانه أنها خير من ألف شهر، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [


من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه]


، ويمكن للعباد الأكتاف فى المساجد والمنزل ايضاً ويقوم العبد بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والتدرع إلى الله، ومن الأدعية المستحبة في شهر وفى ليلة القدر، ومن أمثلتها دعاء الرسول الأقرب إلى قلبه وعن عائشة رضي الله عنها أنها  سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أدركت ليلة القدر ماذا أقول قال صلى الله عليه وسلم (‏اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني)، ومن

ادعية لأيام شهر رمضان

ايضاً مثل:

  • رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
  • رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .
  • رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ . رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ .
  • اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، وهذا من افضل ادعية

    اليوم السادس من رمضان

    .
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ منه عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا .
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي .
  • كما يستحب أن يقول بعد إفطاره : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )[3]