فضل صلاة التراويح

شهر رمضان المبارك هو شهر الخير ، والذي يجب أن يكثر الإنسان فيه من الأعمال الصالحة فهو شهر نزول القرآن الكريم، ويعتقد أيضًا أن الكتب السماوية الأخرى أنزلت فيه، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام أنه في هذا الشهر ينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر ولله عتقاء من النار في كل ليلة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإن قيام ليل رمضان أمر مستحب بل واجب على كل مسلم يبتغي رضا الله ويريد أن يفوز بفضائل هذا الشهر، وصلاة التراويح لها فضل كبير بجانب أنها تريح القلب.

ما هي صلاة التراويح

يقول المولى عز وجل في سورة الإسراء [أية 79] “ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا ” وهذا أمر من الله عز وجل للنبي بقيام الليل والتهجد فيه، وصلاة التراويح هي صلاة قيام ليل رمضان لكن

الفرق بين التراويح وقيام الليل

أنها تصلى في شهر رمضان وتصلى في جماعة، وقد صلى النبي عليه الصلاة والسلام صلاة التراويح في رمضان ثلاثة ليالي في جماعة، بعد العشاء ولم ينهيها إلا قبل صلاة الفجر.

وهناك بعض الأيات الأخرى التي تأمر النبي عليه الصلاة والسلام بصلاة الليل منها سورة المزمل، حيث يقول المولى عز وجل “يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلًا نصفه أو انقص منه كثيرًا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلًا”، وكان النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام عندما نزلت تلك الأية يقومون الليل كل الليالي مثلما يقومون في شهر رمضان حتى خفف الله عنهم ذلك عندما علم إيمانهم.[1]

وعن

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم

، لأن الناس كانوا يصلون ركعتين ثم يرتاحوا أو أربع ركعات ثم يرتاحوا، فالتراويح من الراحة.

فضل صلاة التراويح

تغفر الذنوب الماضية

وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلاة التراويح تصديقًا بفضلها وفضل الشهر الكريم واحتساب أجرها لوجه الله وحده وليس رياء للناس أو غيرها من النوايا غير الخالصة لوجه الله تعالى يغفر الذنوب الماضية.

تنجي من الفتن

ومن أفضال قيام الليل هي أنها تنجي الإنسان من الفتن وهي أفضل وأعظم الصلوات بعد الفريضة، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام استيقظ ذات ليلة وهو يقول “سبحان الله سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتحمن الخزائن ، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة”.

فقد رأى النبي عليه الصلاة والسلام الفتن التي ستتعرض لها أمته فأمر النبي عليه الصلاة والسلام زوجاته للاستيقاظ والصلاة والاستعاذة من الفتن، وذلك لفضل صلاة الليل وبالرغم من أنهن زوجات النبي عليه الصلاة والسلام وهن خير النساء وبالرغم من ذلك أمرهن النبي عليه الصلاة والسلام بصلاة الليل، وصلاة الليل في الشهر الكريم هي أعظم أجرًا.

قيام ليلة القدر

إن في

العشر الأواخر من شهر رمضان

المبارك ليلة هي أفضل من خير شهر، وهي ليلة القدر، فمن حرص على أداء صلاة التراويح في الليالي العشر الأخيرة من الشهر، فإنه سيوافق قيام ليلة القدر، وقيام ليلة القدر له فضل عظيم، فهي ليلة مباركة وقيامها أفضل من قيام ألف شهر، ويقول الله تعالى عن

ليلة القدر

” فيها يفرق كل أمر حكيم” صدق الله العظيم، ويقول المفسرون عن تلك الأية، أنها ليلة القدر وأن فيها يكتب من سيولد في هذا العام ومن سيموت ومن سيعز ومن سيذل، وأيضًا ففي تلك الليلة تتنزل الملائكة بالرحمات إلى أهل الأرض، لذلك فإن من قام تلك الليلة إيمانًا واحتسابًا فاز بخير الدنيا والآخرة.

المكانة العالية في الجنة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن في الجنة غرفًا لا يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها فقالوا: لمن يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: لمن أطاب الكلام، وأفشى السلام وأطعم الطعام وداوم على الصيام، وصلى بالليل والناس نيام” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه مكانة من يقوم الليل سواء في شهررمضان المبارك أو غيره.

عدد ركعات صلاة التراويح

و

عدد ركعات صلاة التراويح

ليس ثابت فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يتوسع في صلاة الليل قدر المستطاع، وفي حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعات ، يسلم من اثنتين ، ثم يوتر بواحدة”، فهذه هي السنة.

ويجوز أن يوتر المسلم بثلاثة ركعات ، ويجوز أيضًا القنوت في صلاة الوتر، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقنت القنوت في الركعة الأخيرة من الوتر بعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع.

ويمكن زيادة الركعات إلى ثلاثة وعشرين ، وإذا شق على المسلم صلاة التراويح يجب أن يصلي الوتر فهو

اقل عدد ركعات في صلاة التراويح

.

طريقة صلاة التراويح

وعن

كيفية صلاة التراويح

يجب أن تصلى ركعتين ثم يسلم المصلي، ثم يصلي ركعتين وهكذا، وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام” صلاة الليل مثنى مثنى”.

ويمكن أن يزيد المسلم كما يشاء، لكن اتباع سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو الأفضل، وقد قالت عائشة رضي الله عنها ” ما كان صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة”.

ويمكن أن يقل هذا العدد إذا كان المسلم لا يقدر على إتمام الركعات العشرة بخشوع وتدبر، لكن بشرط أن يصليهم مثنى مثنى، ويمكن أن يوتر المسلم بركعتين أو بثلاثة ركعات.

دعاء صلاة التراويح

إن من سنن

قيام الليل

الدعاء والتضرع لله عز وجل، ويجوز للمسلم الدعاء بما يشاء في صلاة التراويح، ففي الحديث الشريف يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر‏”، وليس أفضل من تلك الليالي المباركة حتى يسأل المسلم ربه عن كل حاجته، ولا يسأل الناس لأن الله وحده هو المعطي المانع، وأيضًا يفضل أن نسأل الله الفردوس الأعلى في صلاة التراويح وفي كل صلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم”إذا سألتم الله تعالى  فاسألوه الأعلى الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة وفوقه، عرش الرحمن ومنه”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن

دعاء صلاة التراويح

:

” اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك سبحانك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت نستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”.

ومن الأدعية الأخرى التي يمكن الدعاء بها في صلاة التراويح:

“اللهم إنا نشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم ياربنا ويا مولانا، ياسميع الدعاء، ياذا المن والعطاء، يارحمن الدنيا والأخرة ورحيمهما، يامن تسمع كلامنا وترى مكاننا، وتعلم سرنا وجهرنا، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون عليه بنا مصائب الدنيا، ومتعنا ربنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدًا ما أبقيتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا في ديننا وانصرنا على من عادنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، برحمتك يا أرحم الراحمين”.