هل تعلم ” لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم “
شهر رمضان المبارك هو شهر نزول القرآن الكريم ، وهو شهر الصيام والقيام، وقيل أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر شهر رمضان، فقال : شهر كتب الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.[1]
لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم
صلاة التراويح هي عبادة يؤديها المسلمون من شتى بقاع الأرض في كل ليالي رمضان للاستفادة من
فضل صلاة التراويح
العظيم ، وصلاة التراويح سنة مؤكدة حيث حثنا النبي عليه الصلاة والسلام على قيام ليل رمضان إيمانًا واحتسابًا، إيمانًا منا بفضله، واحتسابًا لأجره عند المولى عز وجل، ويمتد موعد صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر.
التراويح هي جمع ترويحه، ومعناها في اللغة إيصال الراحة، ويقال أنها سميت بالتراويح لأن الناس كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات من الصلاة، ويقال أنهم كانوا يستريحون بين كل ركعتين.
صلاة التراويح كم ركعة
وأما عن
عدد ركعات صلاة التراويح
فقد ورد في السنة النبوية عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي لم يكن يزيد صلاة الليل عن إحدى عشر ركعة في رمضان أو غيره، وقد وردت
كيفية صلاة التراويح
في الحديث الشريف ” صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة .
أصل جمع الناس على صلاة التراويح كان في عهد النبي صلى الله عليه، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة، الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد، فإنه لم يخف على مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا دليل أن النبي عليه الصلاة والسلام قد صلى التراويح في جماعة ثلاثة أيام، لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقيم الليل إلا قليلًا كما أمره المولى عز وجل في سورة المزمل، فخشي أن تشق الصلاة على الناس فيتركونها كلية، لذلك امتنع عن صلاة التراويح في الجماعة.
وكان أول من جمع الناس لصلاة التراويح في الجماعة بعد النبي عليه الصلاة والسلام هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما جمع سيدنا عمر الناس جعل أبى بن كعب رضي الله عنه إمامًا للناس في صلاة التراويح، وصلى أبي رضي الله عنه التراويح ثلاثة وعشرون ركعة، ولا يجوز أن ننكر على المصلين الزيادة في عدد ركعات التراويح ، فالأمر فيه سعة.
وإذا حضر شخص الجماعة، ولم يستطيع أن يكمل الصلاة حتى
الوتر
، فلا حرج من الاكتفاء ويصلي الوتر عند العودة لمنزله، أو يكمل الركعات عشرة أو عشرون ثم يوتر.
ومن زاد فهو جائز، وإذا زاد بعض الأئمة الركعات على ثلاثة وعشرين ركعة فهو جائز، لكن الأفضل أن نصلي كما صلى حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويجوز للإمام أيضًا أن ينقص عدد ركعات التراويح عن إحدى عشرة ركعة إذا كان ذلك أصلح للجماعة، وإذا كان ذلك سيحقق الخشوع في الصلاة، لأن هذا هو الأصل في الصلاة.
أما عن
اقل عدد ركعات في صلاة التراويح
، فهي ركعة الوتر، وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام” “الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.[2]
حكم صلاة التراويح في جماعة
الأصل في صلاة النوافل هو ألا يجمع لها، لكن في الشرع بعض النوافل التي يمكن أن يجمع لها مثل صلاة الخسوف والكسوف، والتراويح أيضًا من النوافل التي يجمع لها، وهذا هو
الفرق بين التراويح وقيام الليل
.
وكما ذكرنا فإن النبي عليه الصلاة والسلام صلاها في جماعة ثلاثة ليالي أو أربعة فقط، حتى كانت السنة الثانية أو الثالثة من ولاية عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل
أمير المؤمنين
المسجد فوجد الناس يصلون فرادًا، فجمعهم على إمام واحد وهو أبي بن كعب وتميم بن أوس، بالرغم من أنه رضي الله عنه كان يصلي بالناس الفروض، ولم يصلي معهم فذهب لبعض شأنه، وعندما عاد وجد الناس يصلون في جماعة خلف إمام واحد فقرت عينه، وقال نعم البدعة هي.
ويفضل للإنسان أن يصلي مع الناس في الجماعة خاصة في الشهر الكريم وينتظر حتى ينتهي الإمام، فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان المسلم يصلي في مسجد فيه إمامان، فإنه ينتظر حتى انتهاء الوتر من أيًا من الإمامين ليكتب له قيام الليل كاملًا، لكن لا مانع من أن يترك الوتر في الجماعة، ليجعل لنفسه حظ من الصلاة في منزله أخر الليل.
فضل صلاة التراويح
ارتبط شهر رمضان المبارك بالصيام وقراءة القرآن وقيام الليل، فالصوم وقراءة القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، والصيام وقيام الليل يغفران للعبد ما تقدم من ذنبه.
ومن فوائد التراويح أن مصلي التراويح يستحق منزلة الصديقين والشهداء” فقد أتى رجًلا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال له يا رسول الله أرأيت إني شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسوله، وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته، فممن أنا، قال: من الصديقين والشهداء”.
ومن فضائل صلاة التراويح أنك إذا صليت خلف الإمام حتى ينصرف، حتى لو نصف ساعة، فبذلك يحسب له قيام الليل بأكمله، أي أنه يكسب حسنات وكأنه يصلي من أذان المغرب وحتى أذان الفجر، فصلاة التراويح في جماعة كنزًا من الحسنات.
الموقع الصحيح لدعاء القنوت في التراويح
يتم الدعاء في صلاة التراويح، والسنة أن يكون القنوت قبل
الركوع
، لكن ثبت أن بعض الصحابة كانوا يقنتون بعد الركوع، لذلك لا مانع من القنوت قبل أو بعد الركوع.
أفضل أدعية صلاة التراويح
ومن أفضل الأذكار في صلاة التراويح ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان يقول في ركوعه وسجوده “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي “، ومن
دعاء صلاة التراويح
دعاء القنوت
كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام لما قال له حفيده الحسن بن علي رضي الله عنه علمني دعاءًا أدعو به في صلاتي فقال عليه الصلاة والسلام ، قل :” اللهم اهدني فيمن هديت وتولني فيمن توليت، وقني برحمتك واصرف عني شر ما قضيت، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت”
كما يفضل أن نسأل الله الفردوس الأعلى كما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام.
وفي دعاء صلاة التراويح يجوز للإمام أن يبكي متأثرًا بالقرآن والدعاء، لكن لا يفضل أن يرفع الإمام صوته بالبكاء ليبكي المصلين من خلفه، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك.
وأيضًا يجب أن يكون صوت الإمام معتدلًا فلا يرفع صوته كأنه يصرخ لأن ذلك يذهب
الخشوع
ولا يجب أن يخفت فلا يسمعه المصلين، ولا يجوز أن يطيل أيضًا في دعاء القنوت فيصبح الدعاء أطول من الصلاة نفسها.