ما هي الفلسفة العدمية
تعريف الفلسفة العدمية
الفلسفة العدمية تعتبر من
مجالات الفلسفة
،
وهي الاعتقاد السائد بأن كل القيم ، والاخلاقيات لا أساس لها من الصحة ، وهذا النوع من الفلسفة يوضح ألا يمكن نقل أي شيء بشكل جيد ، وأنه لا يوجد غرض لأي شيء ، مما يجعله مرتبط بشكل كبير بالتشاؤم والشك ، وهناك عدد من الفلاسفة الذين أمنوا بالعدمية بل ، وتحدثوا عنها بكل جرأة ومدى تأثيرها على الهدف الكوني . [1]
ما هو مفهوم العدمية
تأتي كلمة العدمية من الكلمة اللاتينية التي تعني “لا شيء” ، حيث الأشخاص الذين يؤمنون بالعدمية يؤمنون إنه لا يوجد أي قيم أخلاقية ، أو حتى مبادئ ، ولكن الشخص العدمي ليس هو الشخص المتشكك ، ولكنه يرتبط به بشكل ما ، ولكنهم قد يكونوا غير متفقين في بعض الأحيان . [2]
الفلسفة العدمية ونيتشه
فيما يخص الفلسفة سيكون هناك الكثير من
الاسئلة الوجودية
، وهنا جاء دور عدد من الفلاسفة ، ومنهم الفيلسوف نيتشه الذي اكتشف فلسفة العدمية ، ومدى أثرها على الحضارة ، والثقافة ، والقيم ، وفلسفة العدمية ، كان لها أثر سيء بدون شك ، حيث أنها ولدت الكثير من الكآبة ، والشعور بالقلق ، والغضب والخوف .
هذا كله جعل نيتشه يرتبط ارتباط وثيق بالعدمية ، فاستطاع أن يخترق جميع الواجهات وقال إن جميع القيم لا أساس لها من الصحة ، وقال إنه لا يوجد عالم حقيقي ، وقام نيتشه بـ نبذ كل القيم والمعاني وأن كل شيء يستحق الهلاك لأن العدمية مطلقة ، والقيم قد تقلل من قيمتها ، ومع الأسف هذه الفلسفة تقوم بتدمير كل المعاني والقوة ، مما قد يتسبب في ازمة بشرية مدمرة . [1]
العدمية الوجودية
قد ارتبطت العدمية الوجودية في القرن العشرين باعتقاد واحد ، وهو أن الحياة ليس لها معنى وهدف، وأن
الفلسفة الوجودية
، تحتوي على أفعال ومعاناة وشعور كلهم بلا أي معنى ، والفلسفة العدمية بدون شك يوجد في أعماقها تشاؤم شديد .
وفي
الفلسفة المعاصرة
جادل الكثير من الفلاسفة حول مفهوم العدمية ، وكيف أن السعادة مستحيلة ، وأن البؤس له تأثير أكبر من السعادة ، وفي عصر النهضة جاء شكسبير لكي يوضح منظوره العدمي هذا المرتبط بالوجودية . [1]
اقتباسات عن الفلسفة العدمية
- “لقد انجذبت إلى كل الأشياء الخاطئة : أحببت الشرب ، كنت كسولاً ، لم يكن لدي إله ، سياسة، أفكار ، مُثل ولقد استقريت في العدم ، وهو نوع من عدم الوجود ، وأنا قبلته ولم أجعل شخصًا مثيرًا للاهتمام ولم أكن أريد أن أكون ممتعًا ، ولقد كان الأمر صعبًا للغاية ، وما كنت أريده حقًا هو مجرد مساحة ضبابية ناعمة للعيش فيها ” . تشارلز بوكوفسكي .
- “الافتقار إلى الأصالة ، في كل مكان ، في جميع أنحاء العالم ، منذ العصور السحيقة ، كان دائمًا يعتبر الصفة الأولى والتوصية من الرجل النشط والفعال والعملي .” فيودور دوستويفسكي
- “إذا كان بإمكانك أن تكون إما أسوأ عدو لله أو لا شيء ، فماذا ستختار ؟” تشاك بالانيك
- “هل تعرف ما هي العقوبات التي تحملتها على جرائمي وخطاياي ؟ لا أحد فأنا دليل على سخافة أكثر تجريدات الرجال قيمة ، والكون العادل لن يتسامح مع وجودي “. برنت ويكس
- “إذا لم نؤمن بأي شيء ، إذا لم يكن لأي شيء أي معنى وإذا لم نتمكن من تأكيد أي قيم على الإطلاق ، فكل شيء ممكن ولا شيء له أي أهمية .” ألبير كامو
- “أعتقد أننا مجرد حشرات، نعيش قليلاً ثم نموت ، وهذا كل شيء ، ولا توجد رحمة في الأشياء ، وليس هناك شيء .” جون فاولز
- “العدمية هي نتيجة طبيعية لثقافة (أو حضارة) ، تحكمها ، وتنظمها فئات تخفي التلاعب ، والسيطرة على الشعوب والطبيعة .” كورنيل ويست [3]
العدمية الأخلاقية
قد يُطلق على العدمية الأخلاقية ” الشك الأخلاقي ” ، وتحتوي على مجموعة من الآراء التي تنكر دور العقل فيما يخص الأخلاق ، ومن المثير للدهشة أنه لدى الكثير من الاشخاص مشاعر قوية للغاية اتجاه العدمية الأخلاقية ، حيث أن يكون لدى كل شخص معرفة جيدة بالأخلاقيات ، وحتى إنه يعلم الحقائق التي تتناسب مع العالم المادي . [4]
والعدمية الأخلاقية ، هي عبارة عن نظرة فوقية تقول إنه لا يوجد شيء أخلاقي ، أو غير أخلاقي ، وهذا ينطبق على كل شيء ، والأشخاص الذين يتبعون العدمية الأخلاقية يرون أن الأخلاق تخيلية ، وأنها مجموعة معقدة من القواعد التي قد لا تتوافق مع الواقع ، ولكنها تعطي مزايا للأشخاص نفسية ، واقتصادية ، واجتماعية . [5]
العدمية في الإسلام
هناك بعض الأشخاص التي تؤمن بـ “زوال الله” ، وهذا الفكر والاعتقاد مرتبط بالعدمية كثيرًا ، ومن خلاله يتم إزالة كل من الأفق المكانية والزمانية ، وهذا الاعتقاد قد يبدو سخيفًا للغاية بالنسبة للكثيرين ، ولكن فكرة زوال الله عز وجل قد تمثل مشكلة بحتة ، وقد اظهر الإسلام العدمية على أنها ميول غريبة تعمل على إبادة الذات . [6]
العدمية في الأدب
يرتبط الأدب بشكل كبير بالفكر الفلسفي الخاص بالعدمية الوجودية ، وقد رأينا هذا مع الكثير من الفلاسفة والشعراء ، حيث أوضحوا أن الحياة خالية من أي غرض ذو أهمية، ويتبقى السؤال الأهم ” هل للحياة معنى؟ ” ، هذا التساؤل شغل الانسان كثيرًا ، وحاول الفلاسفة ورجال الدين وحتى علماء الرياضيات إيجاد العديد من الإجابات ، ومنها أتت العدمية الوجودية لكي تقول إن الحياة ليس لها معنى ، وانحن غير مهمين في الكون .
وتم ذكر الفلسفة العدمية في العديد من الاعمال الأدبية ، ومن أبرز الفلاسفة والأدباء الذين تحدثوا عن العدمية الوجودية هم : جان بول سارتر وفريدريك نيتشه ، فتحدثوا عن العدم ، وأن الحياة خالية من أي هدف أو معنى ، وأن البشر ليس لهم أي علاقة بمخطط الكون الكبير هذا . [7]
العدمية السياسية
من المتعارف عليه أن السياسة المعاصرة قد تواجه ركود سياسي بجانب نقص في الرؤيا الخاصة بالسياسات التقدمية ، ولقد حدثت على مر السنين حركات اجتماعية مختلفة ، أوضحت الكثير من المفاهيم التي تخص السياسات المؤسسية ، والغير مؤسسية .
حتى العدمية لها علاقة بالسياسة ، حيث أن العدمية السياسية هي عبارة عن هدم ، وفشل ، وابتلاع كل شيء إيجابي ، ومن الضروري اقتراح دراسات تشمل تطور العدمية على مر التاريخ ، والتي تؤيد بشكل كبير المعارضة والبائسين ، وهذا جعل النقد السياسي أقل تشددًا . [8]