من هم الذين حرمت عليهم الصدقة
اهمية الصدقة
تعتبر الصدقة من الأعمال الواجبة والتي تعود على مخرجها بالخير والنفع في الدنيا والآخرة ، فهي سبب في زيادة الرزق والبركة في الدنيا ، كما أن الصدقة ترد البلاء وتقي من السوء [1] .
وذلك وفق ما جاء في الحديث النبوي الشريف:” صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر ” .
وفي رواية أخرها الحاكم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله علبه وسلم قد قال:” صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ” .
وعن
فضل الصدقة
: فأجر إخراجها يكون مضاعفا ، وقد جاء في صحيح السنه النبوية أن النبي قال بأن من يتصدق في السر يكون ممن يظلهم الله بظله يوم القيامة ولكن لابد من ملاحظة
الفرق بين الزكاة والصدقة
.
من تحرم عليهم الصدقة
-
الأغنياء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ” ، والغني هو ما يكون لديه ما يكفيه من مسكن وملبس ومأكل هو من يعولهم ، لذا فقد تم تحريم الصدقة علي الغني [2] .
وتحرم الصدقة أيضا على المرأة الفقيرة والتي يكون زوجها غني ، حيث أن نفقتها تكون على زوجها وقد قال ابن عثيمين في هذه المسألة لأن المرأة التي تكون تحت ولاية زوجها الغني لكنه من أبخل الناس فتعطي من الزكاة لأنها فقيرة فيجوز إخراج الزكاة لها وليس الصدقة .
وهناك حالة يتم فيها استثناء الأغنياء في الأخذ من الصدقة وذلك فيما جاء به الحديث النبوي عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :” لا تحلُّ الصدقة لغني إلا لخمسة العامل عليها ، أو رجل اشتراها بماله ، أو غارم ، أو غاز في سبيل اللَّه ، أو مسكين تصدق عليه بها فأهدى منها الغني ” .
-
القادر المكتسب
فقد جاء في الحديث النبوي والذي ذكرناه سابقا ” ولا لذي مرة سوي ” ، وذلك يكون في حالة أن يكون معذورا ولا يجد عملا يكفيه ويكون هذا العمل مناسبا .
-
آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقد حرمت الصدقة على آل النبي صلى الله عليه وسلم وهم بنو هاشم وبنو المطلب ، فقد حرمت عليهم الصدقة ولكنهم يأخذون خمس الفيء حيث يوجد تساؤل عن
لماذا حرمت الصدقة على أهل البيت
وكانت هناك أسباب عده من أهمها الطعن في زمة النبي صلى الله علية وسلم .
وذلك كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس:” إنها لا تحل لآل محمد؛ إنما هي أوساخ الناس ” ، كما حرمت الصدق على موالي النبي وذلك وفق قول النبي صلى الله عليه وسلم:” إن مولى القوم من أنفسهم، وإنَّا لا تحلُّ لنا الصدقة ” .
-
تحرم الصدقة على الكافرين
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” فأخبرهم أن اللَّه افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم ”
والقصد هنا أغنياء وفقراء المسلمين .
ويستثني من ذلك المؤلفة قلوبهم ، كما يمكن التصدق لغير المسلمين من صدقات النافلة وليس الصدقة المفروضة لقوله صلى الله عليه وسلم:” تصدّقوا على أهل الأديان ” .
هل تجوز الصدقة على أهل بيتي
جاء اتفاق المذاهب الأربعة الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة بأن تجوز دفع صدقة التطوع إلى الفقراء من آل البيت ، وقد جاءت الأدلة على ذلك من السنة النبوية الشريفة فقد جاء عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال [3] :
” عن النبي صلى الله علية وسلم انه قال للفضل بن عباس وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث رضي الله عنهما حين سألاه الإمرة على الزكاة وأخذ ما يأخذ الناس: إنها لا تحل لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ” .
فقد حرم هذا الحديث الصدقة المفروضة وليست النافلة ، حيث أن الصدقة الواجبة أو المفروضة يتطهر بها من يخرجها وذلك كما قال سبحانه وتعالى ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ” .
أما الصدقة التطوع أو النافلة تكون بمنزلة الماء البارد حيث
فضل الصدقة على الاقارب
كبير ولا أحد يستطيع نكرانه
هل الصدقة من حقوق آل البيت
قال الله تعالى في كتابة الكريم:” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” [4] .
وامرنا نبينا بالتشهد في كل صلاة أن صلى عليهم آل البيت، فقد فضل الله سبحانه وتعالى آل البيت ، كما جاء في الكثير من الآيات والأحاديث، كما كان هناك تفضيل خاص مثل تفضيل أزواج النبي وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم .
وعلى بن أبي طالب ، والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن العباس ، كما اختصتهم الشريعة بحقوق خاصة لا تكون لغيرهم .
وقد جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:” ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهم كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ” .
وقد عمل الكثير من أهل السنه على تنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم وألفوا كتبا سجلوا فيها فضائلهم ومرئتهم ، وتعتبر حقوق آل البيت هي حق المحبة وحق مادي:
-
حق المحبة:
يستحق آل البيت زيادة المحبة والمولاة والتجليل وكذلك أن يتم الدعاء لهم والتكلم عنهم بالخير ، وكذلك الدفاع عنهم والدفع عن ما يسئ إليهم .
فقد جاء في سنن الترمذي أن العباس بن عبد المطلب دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أغضبك ” قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا بغير ذلك فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتي أحمر وجهه ثم قال:” والذي نفسي بيده، لا يدخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يحبَّكم لله ولرسوله ” .
وفي حديث أبو بكر لعلى رضي الله عنه حين قال له: والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي .
وفي قول آخر لعمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما: يا عباس ، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب ، وما لي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
-
حق مادي
جاء في قوله تعالى:” وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” .
فالآية الكريم توضح أن لآل البيت حق الفيء ، ويرجع تحديد المقدار العيني للفيء للإمام ، وهو لا يعمل به في عصرنا هذا ، ويعتبر الفيء فضل من عند الله امتن به على آل البيت فقد قال سبحانه وتعالي:” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” .