المدرسة ما بعد التأثيرية إلى المستقبلية
المدرسة ما بعد التأثيرية وصولًا إلى المستقبلية
تميزت المدرسة التأثيرية باللجوء إلى ما تراه العين ، وذلك من خلال الألوان التي يراها الفنان بعينه، و وضعوا بذلك نوع جديد من القراءة الفنية لأساليب وفنون الرسم ، والذي كان منصب سابقا في
المدرسة التي مهدت للتأثيرية
على التاريخ والمعركة و الحرب ، و تميزوا برؤية للفرشاة تظهر في رسوماتهم على عكس ما كان سائد من نعومة الفرشاة التي لا تكاد تظهر في الرسم، وكان للضوء عامل ظاهر وواضح في رسوم تلك المدرسة وفنانيها.
ثم انتقل الفن من تلك المرحلة إلى مرحلة جديدة تسمى ما بعد المدرسة التأثيرية ، وكان سبب ظهور تلك المدرسة فنانين ، أصبح صيتهم الفني بعد ذلك مسموع ، وذو شهرة عالمية من أمثال فان جوخ، جوجان، روسو، هنري، لوت ريم، بول سيزان، و كانت رؤية تلك المجموعة من الفنانين وغيرهم تقوم بالأساس على عامل هام ، يرتكز بالأساس على وجهة نظرهم بوجود خطأ في المدرسة التأثيرية والتي أعطت للتأثير الذي يفعله الضوء إسلوبا للرسم ، وقد بنيت هذه المدرسة رؤيتها في الفن على ما يعبر عنه الفنان بوجهة نظره الشخصية ، وذلك من خلال ما يراه في العالم كله من وجهته هو بشكل شخصي.
وأهم ما يميز المدرسة ما بعد التأثيرية أن ما في الفنون من جماليات هي جزء أصيل من وعي الفنان وليس مجرد ناقل له ، والتعبير بعين الفنان ورؤيته ، لا بما يفرضه الواقع كما هو، ولم يكن لتلك المجموعة من الفنانون أسلوبًا موحدًا يجمعهم ، بل اختلفوا فيما بينهم وفي لوحاتهم ، لكن هذا لا ينفي وجود الصفات العامة التي جعلت من توحيدهم تحت مسمى مدرسة واحدة أمر طبيعي ، وهي المدرسة ما بعد التأثيرية. [1]
ما قبل المدرسة المستقبلية
عاش الفنانون الفترة ما بعد المدرسة التأثيرية ووصولا إلى ظهور المدرسة المستقبلية ، حالة من انتقاء الإسلوب ، والذي استخلصوه من المرحلة ما بعد الانطباعية و استمرت محاولاتهم المتفرقة حتى ظهور
المدرسة المستقبلية
،
و ظلت المحاولات التي يقدمها الفنانون ، للخروج من المدرسة التأثيرية مستمرة حتى إعلان جديد ببدأ التغير في مدرسة جديدة ، لها طابع غير نمطي ، كما رأى أصحابها ، محاولين وضع
مميزات وعيوب المدرسة المستقبلية
في ميزان بعيد عن النمطية ، وإنهاء لحياة المدرسة ما بعد التأثيرية.
وبهذا يكون قد عاش الفنانين في وقت المدرسة ما بعد التأثيرية في ظلال تلك المدرسة ، ولم يخرجوا منها بشكل مباشر ، إلا محاولات كما سبق توضيحها ، شملت تلك المحاولات بعيداً في روسيا المدرسة التكعيبية وصولًا إلى مرحلة المدرسة المستقبلية ، و هذا عرض للمدرسة التكعيبية. [1]
المدرسة التكعيبية
عملت المدارس اللاحقة على المدرسة التأثيرية ، وما بعد التأثيرية و التي سميت بالتكعيبية عملت على تغيير مفهوم هام وراسخ لدى الفنانين والعامة ، وهو جعل كل شئ مسطح ، و سطحي ، ومزج أمور هندسية كثنائية البعد ، و تجنبت ما كان قبلها من الاهتمام بالأعماق ، و الرؤى، مما جعلها تؤسس لثورة في عالم الفن التشكيلي ، بابتعادها عن النمط الغربي المتصدر في أوروبا، وتميزت كذلك المدرسة التكعيبية بنظرة مختلفة من خلال عمل اللوحة بشكل أقرب للتفكيك ، مما يساهم في إمكانية رؤية اللوحة بشكل مختلف كل مرة وكل شخص يراها من زاويته الخاصة. [3]
خصائص المدرسة ما بعد التأثيرية
كان للمدرسة ما بعد التأثيرية ، وضوح ملموس في الخصائص ميزها عن ما بعدها من المدارس ، وجعلها تختلف تماما عن ما قبلها من مدارس وما قبلهم من فنانين وخاصة
فنانين المدرسة التأثيرية
،
ومن تلك الخصائص:
-
لمسات الفرشاة
أول ما يلفت الانتباه إلى لوحات الغالبية من الفنانين في المدرسة ما بعد التأثيرية ، هو فرشتهم ، تلك الفرشاة التي تعبر عنهم وتميزهم ، فهي ليست كالمعتاد من قبل ناعمة بل على العكس صارخة ، ظاهرة ، كما أنها تعمل على توصيل رسالة خاصة للعين توحي بالتعمق، و الاعتماد على الخيال ، و التأكيد في عدم الاتصال بالواقع.
-
الأحاسيس
عمل فنانو تلك المدرسة على تأكيد مفهوم هام ، وهو إهمال الطريقة والأسلوب على حساب الرموز و المعاني التي تكمن في النفوس ولا تترجم بشكل مباشر ، وذلك للابتعاد عن
المدرسة التأثيرية
حيث حولوا لوحاتهم من موضوعات تعمل على نقل الواقع الذي تراه العين مجرد في شكل فني، إلى لوحات تعبر عن مكنون المشاعر الداخلية ، حتى قال أحد فنانيها معبرًا عن ذلك أن العمل الفني الذي لا يبتدأ بالعاطفة ، لا يعد عملًا فنيًا.
-
اللون
عمل الفنانون في المدرسة ما بعد التأثيرية على الاعتماد على ألوان تتسم بالاصطناع ، والتكلف ، حتى يظهر للناس بوضوح رؤيتهم للحياة ، ونظرتهم للعالم، و اعتمدوا على التعدد في استخدام الألوان، فظهرت النزعة الابتكارية ، و الخيالية في لوحاتهم تجاه الأمور ، والأدوات. [1]
فنانين المدرسة ما بعد التأثيرية
يعد فان جوخ ، من أشهر فنانين المدرسة ما بعد التأثيرية ، ويعد أحد أشهر الفنانين المنتمين والمصنفين تبعا للمدرسة ما بعد التأثيرية ، بل له اليد في المشاركة في تأسيس تلك المدرسة ، وذلك بالشراكة مع الفنان سيزن ، تميزت ألوان فان جوخ بالجمال ، والروعة ، وكان للمسات فرشاته وقع ملموس ، و شكَل من لمسات الفرشاة ، تحديدا لأشكاله ، ووصفت أعماله بأنها لوحات تعبيرية لما تضمنته بشكل ملحوظ ، من التعرض الشديد للأحاسيس ، و المشاعر، وقد ظهرت لوحاته التي تحاكي الطبيعة في رسم كل ما يعبر عنها وعن جمالها من الأشياء الجميلة ولكنها من الطبيعة ، اهتم بالرسم للزهور ، و للحقل وغيرهم من أشكال الطبيعة ، التي لا توحي بالصوت والحركة ، لكن تعبر عن المشاعر. [2]
خصائص المدرسة التكعيبية
كان من أسباب ظهور المدرسة التكعيبية انفرادها بخصائص ميزتها ، ولونت إسلوبها بلون فني مميز ، تشمله الحداثة ، و يغمره التغيير ، ليقدم بذلك لون فني مختلف عما سبقه في
رسومات المدرسة التأثيرية
، وما بعد التأثيرية ، و تقدم نوع من أنواع ما جاز اعتباره تحديًا ، و من خصائصها أيضاً مراهاة الأشكال الهندسية ، واستخداماتها ، والتعبير بالخطوط ، بل أن تلك هي كانت الخاصية ، والميزة الأعظم لها دون باقي المدارس السابقة.
فنانين المدرسة التكعيبية
أشهرهم هو الفنان بابلو بيكاسو وحمل جنسية أسبانيا موطنه ، و يصنف بيكاسو باعتباره الفني أنه من الرسامين ، وكذلك له يد في النحت و كل من التصميم والشعر ، و له كتابات في المجال الخاص بالمسرح ، هو من أكثر الفنانين في العصر الحديث شهرة على مستوى العامة وعلى مستوى الفن التشكيلي والرسم ، وعلى نطاق أوسع من مشاهير الفن، وضع لمساته في عدة أشكال ، فهو من أشهر مؤسسي المدرسة التكعيبية، و له في الفنون طريقة مختلفة و مميزة ، و له من اللوحات المشهورة الكثير منها الجيتار. [3]