فوائد تربوية من سورة الفرقان

سورة الفرقان


سورة الفرقان وهي سورة (مكية) ومعنى مكية أي نزلت في مكة ، وتأتي بعد سورة النور في ترتيب المصحف وعدد آياتها سبع وسبعون آية، و نزلت سورة الفرقان بعد سورة يس، إن سورة الفرقان تتحدث عن سوء عاقبة من يكذب بالله ورسوله وكتابه ومن أتبع دين الله الإسلام، وتتحدث عن إذاء كفار قريش للرسول وتكذيبهم للقرأن الكريم فقالوا أن محمد يلقي شعراً، وهي تتحدث عن ثلاث محاور أساسية وهم:


  • التحذير من سوء عاقبة التكذيب

  • تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

  • أنواع التكذيب التي لقيها النبي صلى الله عليه وسلم.


وتدور كل آيات السورة حول هذه المحاور الثلاث الرئيسية بشكل موضح، وتأتي سبب تسميتها بالفرقان، لأنها توضح  خلال هذه المحاور الثلاثة كيف أن الدين والقرآن هما الفرقان بين الحق والباطل، وقد نزلت هذه السورة الكريمة  في وقت كان المشركون من كفار قريش قد تمادوا في استهزائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.


فجاءت آياتها تثبيت للنبي وأصحابه ومن أتبعه، لذلك نرى في أول السورة قوله تعالى (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءاخَرُونَ فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُوراً \ وَقَالُواْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (4 – 5)، وفي ختام الآية السابقة نري أن الله سبحانه وتعالى بكونه مالكاً لما في السموت والأرض مصرفاً علي ما تقتضيه الحكمة والمصلحة، وأن الله سوف يحاسب عباده يوم القيامة على ما قدموا من العمل خيراً كان أو شراً ، وافتتح هذه الآيه بقوله ” تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ ” بما يدل على تعاليه في ذاته وصفاته وأفعاله وعلى حبه لخير عباده بإنزال القرآن لهم هادياً وسراجاً منيراً، وكان للكفار الذين كذبوا الرسول اعتراضاً، فنزل هذا في السورة في قوله تعالى“إنهم يكّذبون بالرحمن وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً” حيث

اعرض الكفار فى سورة الفرقان

بسبب أنهم يكذبون بالله ورسوله واصحابه، والدين الذي أنزل به الرسول، وكانو يضعون ايضاً دلائل علي صدق كذبهم.

لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم


كلمة الفرقان في هذه السورة المقصود بها القرآن الكريم الذي هو معجزة المسلمين وإرشادهم في الحياة ، لأن القرآن الكريم يفرق بين الحق والباطل، لذلك سميت الآية الفرقان وتشتمل كل آياتها على أن العبد إذا ارد اللجوء في أمر ما في الحياة يعود للفرقان وهو القرآن الكريم، ذلك جاءت السورة في أولى آياتها “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ” وهذا يعنى أن الفرقان والمقصود القرآن مبارك ولايمكن الرجوع إلى غيره لأنه الحكم الفيصل الذي نزل من الله سبحانة وتعالي .


فوائد سورة الفرقان

تهدف سورة الفرقان إلي دراسة استخلاص بعض المبادئ التربوية في جانب العقيدة والفكرية والأخلاقية وتطبيقاتها على الأسرة من خلال سورة الفرقان،وهناك فوائد تربوية من سورة الفرقان، ووجدت النتائج من دراسة سورة الفرقان على مقاصد وموضوعات تتعلق بالتربية الإسلامية التي يمكن الاستفادة بها في تربية الأبناء،كما احتوت سورة الفرقان على العديد من المبادئ التربوية في جوانب مختلفة منها الجانب العقائدي، الجانب الأخلاقي تضمن مبدأ التواضع والرحمة والصبر والامتناع عن القيل والقال، تحذر من أنواع الكذب بأنواعها والتكذيب ،والتحذير من سوء عاقبة التكذيب بالله والرسول،  فإن مبدأ التفكير في آيات الله الكونية، والنظر في هلاك الأمم السابقة ، والذكر.

  • وفي قولة تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ) أن الله هو الذي أنزل هذا الفرقان، فإذا اردت أن ترقي في درجلات الكمال، وتتحلى بالذكاء التام، فعليك بحفظ هذه السورة.
  • و قال الله تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا” لَوسمي الله كتابة الفرقان، لينبهنا أن كتابة جاء بالفرقان بين الحق والباطل، ولقول الفصل بين كل يلنعرف ايهما الحق وايهما الباطل فى قول أول عمل أو عقد بينهم.
  • ومن قولة تعالا نستفاد: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ” إذا ارد أن يتبين للأنسان أمور ، فليرجع إلى الفرقان وهو القرآن الكريم، فداء معني الفرقان أنه يفرق بين الحق والباطل.
  • وقال تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا” لَويوجهنا الله تعالى في هذه الآية أن يكون عبده نذيراً، ويقتضي ذلك أن يكون مرجعة إلى القرآن الكريم، وأنه رسول للخلق إلى يوم القيامة، ولذلك يكون هو خاتم الرسل والأنبياء.
  • وقال تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا” نستفيد من هذه الآية فيى الناحية التربويةا: أن تزداد محبتنا لقائماً بإبلاغ الرسالة التى أوحي له بها من الله ، وتنبيه إلى إنذار الحق، فإن رسولنا الكريم هو قدوة لنا ويجب أن نتبع قدوتنا.

  • في قوله تعالى: “

    نَزَّلَ الْفُرْقَانَ




    يوضح أن القرآن نزل كله كان واضحاً صريحاً ليس فيه أي عدم وضوح.

  • قَولُه تعالى:




    لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا




    وهذا يدل على أن رسالة الرسول قد أتي بها تحذيراً لجميع الناس، من الإنس والجن؛ ومعنى قوله : “

    لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا




    فهو يوضح انه لجميع المكلف بيهم الرسول من الجن والإنس.[1]


فوائد سورة الفرقان الروحانية


ومن أبرز المقاصد التي تضمنتها سورة الفرقان، التنبيه القرآن وإثبات أنه منزل من عند الله تعالى، والتنويه بالرسول المنزل عليه (صلى الله عليه وسلم)، وبيان دلائل صدقه، والتنبيه للذين اتبعوه،

تتميز سورة الفرقان سورة بسياق متميّز فتبدأ بآيات ما قاله المكذبون (وقالوا)، ثم تليها آيات تهدئة الرسول وتعقيب على ما قالوا، وتحقق بمنازلها الربانية من كنوزه الوفيرة فضلا عظيما،إذ فيها من الأسرار العجب والعجائب، وعند قرائتها تأتي بالأنوار واللطائف والبركات، من بدايتها إلى نهايتها، ومن قرأها قبل النوم دخل الجنة، ومن كتبها في ثلاث مرات جاءه الرزق، و تأتي بالبركة في البيع والشراء.

مقاصد سورة الفرقان

وبين لنا أهل العلم أن القصد من نزول هذه السورة العظيمة هو تمجيد عظمة القرآن الكريم، ولقد كذب المشركين في قريش بنزول القرآن الكريم، وقالوا أن الرسول صلي الله عليه وسلم كاذباً وشاعراً، وايضاً كانت تمجيداً لله عز وجل وتعظيماً له والثناء عليه.


ومن أبرز مقاصد سورة الفرقان هو التنويه بالقرآن الكريم ، وإن القرآن الكريم هو وحي منزل من الله إلى سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وأن يسير على نهج من سبقه من الرسل والأنبياء الذين، إثبات أنه منزل من عند الله تعالى، والتنويه بالرسول المنزل عليه القرآن الكريم صلي الله عليه وسلم، وبيان الدلائل على صدقه والتنويه بالصحابة والذين اتبعوه من أهل الكتاب، تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم،والتسرية عنه. وايضاً تمجيد الله، بعض أقوال المشركين وشبهاتهم حول القرآن الكريم وحول الرسول صلي الله عليه وسلم، المقارنة بين أعده الله للمؤمنين وما أعده للمشركين، توضيح صفات عباد الرحمن، وأخلاقهم.[2]