صفات المنافقين وافعالهم قديمًا وحديثًا

ما هي صفات المنافقين وافعالهم قديمًا وحديثًا

اشد خطر توعدت به الأمة الإسلامية عبر الزمان هو النفاق ، ولذا فإن عقاب المنافقين يوم البعث أردأ عقاب فهم في القاع الأسفل من النار ؛ وذلك لأنهم أسوء من الكفار الصريحين ، فمحنة المؤمنين بهم أكبر من محنتهم بالكفار المجاهرين ؛ لأنهم لا يبدون ما يفكرون به ، يفعلون في الظلام ، ويبدون لباس الأشقاء والأصحاب ، فهم مستأمنون لا يعتبر لهم اعتبار ولا يرصدون ولا يحتاط منهم إلا الطفيف من المؤمنين ، والخصم المخالط المداخل المساكن أشد خطورة وكيدًا من العدو الواضح السحيق ، فهم أخطر من الجيوش الحربية ، والحيود العقائدية لأن أصحابها أخصام مشهورون صريحون لا يتقبل عديد من الناس كلماتهم.

فإن أخطر الكوارث في تاريخ الأمة الإسلامية قديمًا ومؤخرا حدثت بسبب المنافقين ، ولا نكاد نبصر زمنا في تاريخ المسلمين إلا ونعتبر المنافقين فيه ضلعا خطرا ، فقد أفسدوا عقائد عديد من الناس وقد حدثنا النبي أن

صفات المنافق ثلاث

، ومن أهم سماتهم ما يلي

قلوبهم مريضة

وهي من

صفات المنافقين في سورة البقرة

، فالمنافقون لا يقتنون الجرأة لمعرفة موقفهم من الجانب الديني ، فهم لا يقتنون المقدرة على إشهار إيمانهم وإسلامهم الصادق ، وفي نفس الحين لا يقتنون الاستطاعة على إشهار كفرهم ، فهم جبناء وكما نعتهم الله فإنّ أفئدتهم عليلة بعلة تستبقيهم في حلقة من التأرجح والكذب.

ومرضهم هو التشكك في واقعية هذا الدين وصلاحيته لحكم الأرض والكون بكافته ، وقال بعضهم أي في أفئدتهم رياء ، ففي فطرتهم آفة ، وفي أفئدتهم اختلال ، وهذا ما يميل بهم عن السبيل الصادق المستقيم ، ويصيرهم يستحقون من الله أن يزودهم مما هم فيه ، فالعلة تنشئ العلة ، والحيد يبدأ سهلا ، ثم تنبسط الزاوية في كل حركة وتتضخم ، ولهم عذاب أليم أي موجع لأجسامهم وأفئدتهم نتيجة لما انتهجوه في معيشتهم مع الناس ، تلك المعيشة البائسة، المعكرة بالكذب ، والضلال ، والمراوغة على البشر.

إخفاء الكفر وإظهار الإسلام

فهم في معاملاتهم وحلاوة لهجاتهم في القول تظنهم مؤمنين ، والله يفشي أمرهم ويفضحهم إلى الأبد ليقول وَمَا هُم بِمُؤْمِنِين بل أصالتهم الكفر وكره الدين.

الفساد في الأرض

فهم يزعمون تقويم كل انحلال في الأرض ، بينما هم المؤذون الذين يؤججون في الأرض الانحلال والطغيان ، ويسعون لتخريب كل صلاح وكل طيبة ماثلة في الأرض.

السفاهة

خصهم الله عز وتعالى وجل بأنهم سفهاء ومزورون ، فهم ملتوون وكاذبون ، وفي نفس الحين يتكبرون على الناس.

الخداع والتآمر

يقتني المنافق من سمات الحقارة والخداع العديد وهي

أشد صفات المنافقين خطراً

، فهم متواطئون وخبيثون خباثة السوء ، ويتعاملون بخبث حسب المواقف التي يعلقون فيها ، فهم يتحجبون بالإيمان قبالة المسلمين للنيل منهم والحض عليهم وإتباع الضرر بهم ، بينما يبينون حقيقتهم أمام أصحابهم من المشركين.

فيحصل الخداع منهم لله ولنبيه وللمؤمنين ، ويكون ذلك بإبرازهم ما أبدوه من الإيمان مع إخفائهم الكفر، فيفكرون بجهلهم أنهم يغشون الله بذلك ، وأن هذا نافعهم عند الله ، ولكن الله يعرف حقيقتهم وهدد وتوعد للذين يحاولون خداع المؤمنين والمكر بهم ، ونقل الضرر إليهم ، ووعيد لهم بأن قتالهم ليس مع المؤمنين فقط ، وإنما هي مع الله القوي الجبار القهار.

ثم وضح سبحانه أن هؤلاء بجهلهم وخيلاؤهم وخداعهم إنما يغشون أنفسهم السيئة والمحدودة في ذات الوقت ، تلك الأنفس التي ما علمت عظمة الله ومقدرة علمه ، وبصره  ، فالشعور بحقيقة الأمر عندهم محدود ، ولكن الحقيقة أنهم يغشون أنفسهم ليضعوها في الفناء ، فمن هو الله حتى يُخدع ، ومن هؤلاء حتى يخدعوا الله ، لقد أساؤوا الحسبان بالله منتهى الإساءة ولو قدروه حق تقديره لما صار منهم ذلك.

الغدر ونقض العهد

فهم أناس لا ميثاق لهم ولا وعد ، يعاهدون الله على عمل الخير ، وفي نفس الحين يكنون في القلب الكفر والانحلال ، وهي من

صفات المنافقين في سورة التوبة

.

بالاضافة الى انهم يسرون لتعاسة المسلمين ويغمون لفرحهم ، يرجعون يوم الزحف ، يتقاضون بالطاغوت ويأبون حكم الله عز وجل ، يأمرون الناس بالبغيض ويمنعونهم عن المعروف والصلاح ، تبديل الحقائق ونشر الرائجات والأنباء الملفقة.

أهم صفات المنافقين التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم

إذا تكلموا كان كلامهم كذب ، والمشهور بهذا الأمر أن المؤمن من المعتبر ألا يكذب أبدا ، لأن الله مطلع على كافة أعماله ، ومهما صنع فلن يتوه الله في أفعاله ، وأما المنافق فهو الذي يخفي الكفر ، فتجده يتنوع في الكذب ، وفي تعميم الإعلانات الكاذبة التي صارت رمزا لمعيشته بطابع عام.

المنافق إذا وعد خان ، أي يوعدك ولكن ينكث ، مثل أن يقول لك سألاقيك في الموقع الفلاني ، ويتركك تستنظره ولا يحضر بتاتا ، فمنذ

متى يحافظ المنافق على وعوده

، وفي هذا الشأن نبذ للعهد ، وخرق له .

خيانة الأمانة ، فالأمانة شيء مهم ، وحمل ثقيل لم تقدر الجبال حمل الأمانة ، ولكن الإنسان حملها ، لذا صير الله من خيانة الأمانة سجية من سجايا النفاق ، ونحن نعلم ما هي عقوبة المنافقين.

الفجور عند المخاصمة ، ويعني بالفجور أن يبعد عن الحق قصدا حتى يجعل الحق زورا والباطل صحيحا ، وهذا مما يتضرع إليه الكذب ، فإذا كان الشخص ذا مقدرة عند النزاع سيان كان خلافه في الدين أو في الدنيا على أن يظفر للكذب ، ويهيأ للمستمع أنه حق ، ويضعف الحق ، ويستنبطه في صورة الباطل ، كان ذلك من أشنع المحظورات ، وأخبث سمات النفاق ، والفجور في الخصومة نوعين أحدهما أن يزعم ما ليس له ، والثاني أن ينفي ما يجب عليه .

تعريف النفاق وانواعه

النفاق في اللغة يعزي إمّا إلى النفق في الأرض ، حيث يخفي المنافق كفرَه بالنفق ، ويخفيه به ، وإمّا يعزي إلى نافقاء اليربوع ، الذي ينتهك الأرض ، ويحفرها ، ولا يتبقى بينه وبين ظاهرها عدا قشرة رفيعة ، فهو بذلك يخفى نقيض ما يبدي ، أمّا تعبيرا فالنفاق هو إبداء ما يعارض الداخل والاقتناع من الكلمات ، والأعمال ، أمّا المنافق فهو الذي يخفى كفره ، ويضمره ويبدي إسلامه ويصرحه ، فتنافر سريرتُه بذلك جهره ، ولم يكن يقدم النفاق بهذه الدلالة عند العرب ، فهو مسمى جاء مع نزول الإسلام ، وينعتهم الله عز وجل في كتابه الكريم بالبهتان.

وأنواع النفاق هي :

  • النفاق الأكبر ويتم تعريفه بأن يستر الشخص الكفر ويعتبره ، ويبدي الإيمان بالله عز وجل ، وبملائكته ، وكتبه ، وأنبيائه ، ويوم القيامة قولاً ، ومع ذلك يخفى خلاف ذلك ، وعندئذ يتم وصفه بالمنافق نفاقاً أكبرَ.
  • النفاق الأصغر ويتم تعريفه بأنه النفاق في الفعل ، حيث يبدي الشخص في الجهر الأفعال الصالحة ، ولكنّه يخفى نقيضها ، والمغزى الآخر له أن تتباين سريرة الشخص عن جهره ، أو أن يتسم بأحد سمات المنافقين.[1][2]