ما معنى كلمة ” الاسوة “

ما معنى كلمة ” الاسوة “

لقد ذكرت كلمة اسوة في الكثير من المعاجم ، والقرآن الكريم ، وفي الأحاديث النبوية الشريفة ، لكن اختلف معناها من مكان لأخر ، وهذا ما سنبينه فيما يلي :-

معنى الاسوة في اللغة

كلمة الاسوة هي عبارة عن اسم مصدر من مأخوذ من الائتساء، وهي مشتقة  من مادّة (أس و) والتي تعني المداواة والإصلاح، حيث يقول البعض : أسوت الجرح إذا داويته، ولذلك يطلق على الطّبيب: الآسي، كما يقال أيضًا أسوت بين القوم إذا أصلحت بينهم .

ولذلك من هذا المنطلق يقال لي في فلان أسوة (بالكسر والضّمّ) قدوة ، أي هذا الإنسان لي فيه قدوة، ويقال كذلك وأسّيت فلانا إذا عزّيته .

  • كما قال اللّيث : “فلان يأتسي بفلان ” ويعني هنا أي يرضى لنفسه ما رضيه على هذا الشخص ويقتدي به في أقواله وأفعاله .
  • وقال ابن منظور في معنى كلمة الأسوة : “الأسوة والإسوة ” : أي القدوة .
  • كما يقال من قبل البعض: إئتس به أي اقتد به واحتذي بأفعاله وأقواله وكن مثله .
  • وقال البغويّ : الأسوة هي فعلة من الائتساء وفي ذلك مثلها القدوة من الاقتداء وهذا يعني أنها عبارة عن اسم تم وضعه موضع المصدر، أي به اقتداء صالح وحسن للمقتدي .  [1]

معنى الأسوة في القرآن الكريم

الأسوة هي كلمة جميلة محببة ومقربة للكثيرين وتم ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع ، حيث ذكرت في في سورة الأحزاب ، [الآية: 21] (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

ومعنى كلمة الاسوة هنا هي قدوة صالحة في كل شيء ، وفي كل أمر حيث يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالاقتداء بالرسول في كل الأمور بدون تردد ن واتباع نهجه .

كما تم ذكرها ثلاثة مرات في سورة الممتحنة في مواضع مختلفة ، [الآية: 4] (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ، وفي [الآية: 6] (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيّ الحَميدُ) .

أما هنا فقد جاء الأسوة بمعنى صالحة في كل الأمور وعبرة لمن بعده ، وكل هذه الأيات تحث على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجتناب نواهيه .[2]

معنى كلمة الاسوة في معجم الوسيط

تم تفسير  معنى كلمة اسوة في المعجم الوسيط بأنها القدوة  ، وكذلك ما يُتَعزّى به ، والمثْل ، لذلك فإن


أهمية القدوة


كبيرة جدًا.

معنى الأسوة في معجم المعاني الجامع وبعض المعاجم الأخرى

تم تفسير معنى الاسوة في معجم المعاني الجامع بعدت تفسيرات ، فهي (أُسوَةٌ) ،  وهذه الكلمة اسم ، وجمعها : أُسَى ، وكذلك (أُسْوة ، إِسْوة) : أي تعني القدوة ، وهي نموذج حسن وصالح لأجل التشبه به .

والمعنى الأخير هو أُسوةً به : أي يمشي على دربه وعلى مثاله ، وعلى غراره ، ومثال على ذلك ( أصبح بلاءه أُسْوة لغيره ، وكذلك كانت زوجته أُسوة له بعد وفاة أمّه )

كما أن الأسوة ذكرت في معجم المتن بانها القدوة وما يجلبه الحزين ، ويتعزّى، والجمع لها الإسا والأسا .

وتعنى كلمة الأسوة في شمس العلوم  كما يلي : الكلمة: الأُسْوَة. الجذر: ءسو. الوزن: فُعْلَة

الأُسْوَة : لغة في الإِسْوة.

وقرأ عاصم: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

معنى الأسوة في أمهات الكتب القديمة

ذكرت الاسوة في أمهات الكتب القديمة بأنها اسم علم مؤنث يدل على شيء جميل ومبهج ، لذا كان العرب قديمًا يطلقونه على الفتيات لديهم ، ومازال حتى الآن الكثيرين يطلقون اسم اسوة على بناتهم وذلك لجمال الاسم  ، لذا يجب أن نعلم


كيف نكون قدوة


وأسوة حسنة .[3]

مواضع ذكر كلمة اسوة ومشتقاتها في القرآن الكريم

لقد ذكرت كلمة الاسوة ، وبعض مشتقاتها في القران الكريم في أكثر من موضع ، وهذه الآيات كالتالي :-

  • قوله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) ، وقد اختلف القراء في قراءة كلة اسوة في هذه الآية ، فمنهم من كان يقرأها أسوة بالضم ، ومنهم من كان يقرأها إسوة بالكسرة ، وقد ذكر في ذلك أن أهل الحجاز هم الذين كانوا يقرأونها بالضم ، أما قيس هم الين كانوا يقرؤونها بالكسر .
  • قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴿٤ الممتحنة﴾

وفي هذه الآية جاء معنى كلمة الأسوة بما أنها القدوة أي أنه الله سبحانه وتعالى يقول للمسلمين أن لهم قدوة حسنة في سيدنا إبراهيم لذلك يجب عليهم اتباعه ، وكذلك يجب اتباع الأنبياء من بعده .

  • لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ ﴿٦ الممتحنة﴾ ، في هذه الآية يقول الله تعالى للمؤمنين أن لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين اتبعوه من الأنبياء ، وذلك لمن كان يرجو رحمة من ربه ولقائه .

أما عن مشتقات كلمة الاسوة في القرآن الكريم فهي كالتالي :-

  • لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴿٢٣ الحديد ﴾
  • يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦ المائدة﴾ ، وهنا جاءت كلمة تأس وهي من أحد مشتقات كلمة الاسوة .
  • فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨ المائدة﴾
  • فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٩٣ الأعراف﴾ [4]

الفرق بين القدوة والاسوة

لقد ذكر الكثير من العلماء


الفرق بين القدوة والأسوة


فيما يلي :-

  • القدوة : يتم ذكرها بشكل متكرر في نفس الوقت وفي نفس الحالة التي ينبغي على الإنسان اتباع غيره بها ولابد أنتكون هذه الحالة حسنة ، وذلك مثل قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ … } الأنعام90 ، وفي قوله “الذين اقتدوا به”
  • الاسوة : أما عن الأسوة فهي غير القدوة فهي قد تكون اسوة حسنة مثل قوله تعالي {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ … } الأحزاب21 ، أو قد تكون أسوة سيئة ، لذا فإن


    أهم صفات القدوة


    أن تكون حسنة أما الأسوة ففي بعض الأوقات تكون سيئة وبعضها يكون حسنة لذا يجب علينا اتباع الاسوة الحسنة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى . [5]

وكما أنه هناك فرق بين الأيوة والقدوة يوجد أيضًا


الفرق بين التأسي والطاعة والاتباع


وقد وضحه الكثير من العلماء .