كيف انجح في تحمل المسؤولية
مفهوم تحمل المسؤولية
نصادف في حياتنا اليومية ، الأحداث والأشخاص ، وتسمع أذننا كلمة المسؤولية وتحمل المسؤولية بشكل متكرر ، وتبقى الكلمة تحتاج لتوضيح أكثر ما هي المسؤولية ، وكيف يتحمل الشخص المسؤولية ، بل وأبعد من ذلك كيف ، ينجح الشخص في تحمل هذه المسؤولية، إن معنى المسؤولية في اللغة العربية، يشرح جزء كبير من مفهوم مصطلح المسؤولية ، وهو تحمل تبعات العمل ، وهو حال أو صفة من يوجه له سؤال عن أمر هو مسؤول عن تبعاته، و الشخص المسؤول هو الشخص المنوط به تحمل تبعات عمل ما ، وتعتبر المسؤولية في معناها الاصطلاحي ، وإن اختلف مجال استخدامه إلا إنه في العموم ، تعني الالتزام بشكل مختصر ، ويضاف له ما يزيد معناه وضوحا حسب المجال، إذا فالمسؤولية مما سبق هي الالتزام. [1]
كيفية النجاح في تحمل المسؤولية
إذا كان الشخص يبحث بجدية عن الطريقة التي تعينه في حمل مسؤولياته بل والوصول إلى مرحلة النجاح في ذلك فعليه أن يتبع بعض الخطوات والنصايح الهامة التي تجعله يدرك ما يصبو إليه ، وهذا عرض لبعض النصائح والخطوات و
مهارات تحمل المسؤولية
الهامة في سبيل الوصول إلى النجاح في ذلك.
تحديد المسؤوليات
إن أول شئ يحتاج الفرد النجاح فيه هو أن يعرف مسؤولياته جيدا و يحددها بشكل دقيق حتى يعرف كيف ينجح بها ، فلا يمكن النجاح في شئ غير معروف ومحدد، إذا كان الفرد الذي يبحث عن النجاح في تحمل المسؤولية ، يكثر على نفسه فيما لا يفيد من تحمل مسؤوليات كثيرة لا تتبع اختصاصه ، أو ليس وحده المسؤول عنها ، فلن يحقق نجاح والعكس أيضا تحمل مسؤوليات لا تخصه وترك ما يجب عليه سوف يتسبب في فوضى وضوضاء على مستوى حياته، فلو كان الشخص مثلا يعمل في قسم معين من أقسام شركة ، فعليه أن يتحمل مسؤولية عمله في الذهاب في الموعد المناسب ، وما يتطلبه ذلك من نوم مريح كافي للجسم ، مع تجهيز ما يلزم من ملابس وأدوات، وما يعينه على الاستيقاظ بالميعاد ، وفي داخل عمله يقوم بما يجعل الجزء الخاص من العمل المنوط به أفضل ، فلا ينشغل بعمل غيره ، ويشتت مجهوده ، لذلك فإن تحديد المسؤولية أكثر وأهم وأول خطوة من خطوات النجاح في تحمل المسؤولية. [2]
التوقف عن اختلاق الأعذار
أول ما يجعل المرء يخفق في تحقيق نجاح في تحمل المسؤولية ، هو تقديم التبريرات والحجج والأعذار ، ليس شرط أن يكون هذا التقديم للغير ، فربما يقدم لنفسه الأعذار حتى يتهرب من إحساس المسؤولية تجاه أمر أو شئ ما، لذا إذا كان الفرد يسعى للنجاح في تحمل المسؤولية فعليه التوقف على الفور عن الاعتماد على الأعذار والحجج الواهية والمتوهمة ، والنهوض لتحمل المسؤولية ، والشعور التام تجاه مسؤولياته بالخصوصية ، يجب إيقاف أي نداء داخلي أو حوار يدور حول تقديم عذر أو الالتجاء إلى إيجاد ظروف يعلق عليها الفرد نكوصه عن تحمله للمسؤولية، والتفكير الجاد في مسؤولياته وكيف يؤديها بنجاح ، الخوف من الفشل ، عدم توفر الوقت، عدم امتلاك الخبرات كلها من الأعذار التي تقدمها النفس نوع من أنواع الكسل للتهرب من تحمل المسؤولية، لذلك إذا كان في كل مرة يحاول فيها الفرد تحمل المسؤولية ، فيسمع تلك الأعذار تدور في رأسه أو بينه و بين نفسه عليه أن يوقفها في وقتها ، وان يرد على الحوار بأنها تلك مسؤولياته وهو قادر على المرور والنجاح ، لأن نجاحه لن يؤديه غيره بالنيابة عنه.
تقليل التوتر
يعمل التوتر الزائد على إضعاف أجهزة الجسم عن القيام بعملها، وتشتيت الذهن ، وبعض العوارض الصحية ، وبدلا من أن يكون التوتر مفيد في دفع الشخص للقيام بالمسؤوليات على العكس يجعله أكثر إخفاق وفشل، و عدم القدرة على
تحمل المسؤولية وتقدير الذات
، لأن التوتر الزائد سيعود بنتائج سلبية على كل الاتجاهات ، مثلا لو كان طالب مقدم على الاختبارات ، فإن قدر بسيط من التوتر سيساهم في تحمله لامسؤولية ، أما التوتر الزائد فيتسبب ، في نسيان المعلومات و ضياع الوقت ، وتشتيت الذهن
فهم المسؤولية و العواقب
إن الأمر يحتاج أولا أن يفهم الشخص ذاته ، ويعرف نفسه جيدا ، ويتعرف على مميزاته وعيوبه ، حتى يعمل على التركيز على المميزات وعلاج العيوب أو على الأقل تقليل أثر حدتها ، ثم يحدد مسؤولياته جيدا ويعرف حدودها ، ويتوقف عن التوتر الزائد والاعذار ثم يخبر نفسه بحقيقة هامة ، وهي أن مسؤولياتك لن يتحملها غيرك ، ولن تقع على عائق شخص أخر، ولن يقبل غيرك تحملها دون مقابل ، ولن يؤديها مثلك حتى لو بمقابل ، ربما يساعد الأخرين أحيانا لكنها في النهاية ليست مسؤولياتهم مثال المرأة التي لديها طفل ، تعلم جيدا أنه مسؤولياتها رعايته ، فإذا أمكنها أن توفر لها مساعدة أو جليسة للاهتمام به لن يكون هناك بديل لها في إعطاء الطفل الحنان والتربية السليمة ، ذلك لأن كما سبق واتضح انه يمكن الاعتماد على مساعدات الغير في جزء من المهام لكنها تبقى في النهاية مسؤولية الشخص ذاته ، في المثال السابق ، للمرأة الأم فإذا لم تقدم الأم مسؤوليتها وتحملها فيجب عليها معرفة العواقب التي ستنتج عن عدم تحملها للمسؤولية وهي أكبر بكثير من حصرها ، وهذا لا ينفي وجود ظروف طارئة أحيانا تجعل الأمر صعب في الطريق لتحمل المسؤولية ، لكن من يفهم أن حياته ملكه وحده وهو القائم على إدارة شؤونها يمكنه أن يدير تلك الظروف بأقل خسائر.
التعود على صغائر المسؤوليات
تعتبر
أهمية تحمل المسؤولية
هي نتاج تربية ، وتنشئة سليمة ، إلا أنها خبرة يمكن اكتسابها مع الوقت لمن فاته تعلمها في الصغر، إن من يتعود على تحمل المسؤوليات الصغيرة ، سوف يكون الأمر عليه سهل جدا في تحمل المسؤوليات الأكبر والأكثر تعقيدا ، فمن يتحمل مسؤولية ، تنظيف مكانه بعد الانتهاء من تناول الطعام ، ومن يتحمل مسؤولية تنظيم غرفته ، ويهتم برعاية شؤون نفسه ونظافته الشخصية ، سيكون أمر تحمل مسؤولية الأمور الأكثر تعقيدا أقل صعوبة من غيره ، و من المعروف أن أي عادة بتكرارها والمواظبة عليها سوف تكون جزء من الشخصية ، لذا إن كان الشخص يفتقد للقدرات النفسية والتنظيمية على تحمل المسؤولية ، فعليه أن يعتاد من الأن ذلك أن ما يفسده عليه إصلاحه ، وأن ما لا يمكن ولا يجب لغيره فعله أن يفعله هو و لا يتركه تحت أي عذر أو حجج واهية. [2]
نصائح للمساعدة في النجاح في تحمل المسؤولية
عليك بداية أن تتحكم في أمورك النقدية أو المادية بشكل سليم عن طريق وضع خطة للميزانية الشخصية توضح فيها كتابة حجم ما يدخل لك من ربح أو مكسب أو مرتب دوري ، ثم قم بتقسيم ذلك على الأساسيات والضروريات قبل غيرها ، والأساسيات هي التي لا تقوم بدونها حياة كريمة سوية ، مثال نفقة إيجار المسكن ، وفواتير الماء والكهرباء ثم يليها الطعام ، ويجب أن تتضمن قائمة ميزانيتك جزء خاص بالادخار ، حتى تحقق نجاحات أفضل في المستقبل.
نفذ ما عليك قبل أن يوجهك له شخص أخر ، أو يطلب منك، مثال إذا كنت أنت طالب توجه إلى دراستك وكتبك ، ولا تنتظر إلحاح الوالدين ، أو توبيخ المعلم على تقصيرك ولا تؤجل واجباتك للحظات الاخيرة.
إنتبه لأخطائك واعتذر عنها فهو دليل قوي على تحملك مسؤولية ما فعلت ويدفعك الإعتذار على عدم التقصير مرة أخرى في مسؤولياتك. [3]