الفرق بين النجاعة والفعالية

مفهوم النجاعة “فعالية” والفعاليّة

يهدف جميع الاشخاص، واصحاب المؤسسات الى تحقيق الاهداف المرجوة ضمن خططهم الموضوعة ، حيث يعملون على خلق التوازن بين رغبتهم في تحقيق اهدافهم وقدرتهم في العمل عليهما، وذلك من اجل زبادة معدلات ضمان تحقيق المكسب  بشكل لم يسبق له مثيل وذلك عن طريق رفع القدرة الانتاجية بأقصى درجة من النجاعة و

الفعاليّة

.

وبعبارة مختلفة ، النجاعة هي طريقة في اسلوب العمل تشمل وجهة منظمة لضمان الوصول الى هدف نفعي وتعمل كاسلوب يرتب وينظم طريقة العمل حتى تضمن المنفعة وذلك على اساس الاداء ، فالنجاعة تعني بمفهومها المختصر ، إنجاز الأمور المنشودة وتحقيق افضل الانجازات، وتستخدم في الغالب في المجال العلمي ، فالسؤال عن النجاعة ، هو السؤال عما إذا كان بإلامكان  تحقيق النتيجة المرجوة وأكثر منها، حتى لو كان ذلك في ظل ظروف محددة للغاية وخاضعة للرقابة، فالنجاعة هي القدرة على خلق التأثير المتوقع.

أما الفعالية فتدور حول مدى النجاح في العالم الواقعي ، بعيدًا عن الظروف الخاضعة للرقابة الكاملة لظروف النجاعة ، حيث تشير الفعالية إلى أدائها في ظل ظروف “العالم الحقيقي” [1]

الفرق بين النجاعة والفعالية

تقول المعاجم والقواميس أن  النجاعة والفعالية كلمتان مترادفتان، وهما يشتركان في العديد من الخصائص نفسها ، مما يجعل من الصعب التمييز بينهما، ولكن من الغريب أنه في العديد من المجالات العلمية  والتجارية تم فرض تفسير مصطنع لهذه المصطلحات ، لذا يختلف استعمال مصطلح النجاعة والفعالية على حسب  السياق المذكور فيه، فكلمة النجاعة تستخدم على صعيد واسع فى كافة المجالات ولكن باختلاف طفيف في معناها حسب كل مجال ، وذلك على عكس كلمة الفعالية .

هناك سلسلة من المعاني الاصطناعية حول استخدام مصطلح و

معنى النجاعة

والفعالية التي تعيق فهم الموضوع، وذلك في مجال الطب على وجه الخصوص ، حيث انتشر استخدام هذه الكلمات بمعنى مختلف عن معنى اللغة الحقيقي.

في قطاع الرعاية الصحية “النجاعة” اي فعالية الشئ ، تعني قدرة تدخل معين (أو التأثير العلاجي) على التغيير المفيد (على سبيل المثال ، دواء أو جهاز طبي أو إجراء جراحي أو تدخل للصحة العامة) في ظل ظروف مثالية على أن يكون له تأثير مفيد على المرضى في الظروف السريرية العادية ، قد يكون الدواء قادرًا على تحسين أعراض المريض في بيئة مثالية ، حيث تتم مراقبته عن كثب حتى يلتزم تمامًا بالوصفة الطبية ، لضمان حدوث افضل النتائج  ، ومن هنا ينجز الدواء المهمة ويثبت فعاليته، اي تحسين أعراض المريض ،  نظرًا لأنه مقياس محدد للغاية ولا معنى له في مواقف الحياة اليومية ، نادرًا ما ستسمع مصطلح النجاعة خارج التجارب الدوائية والسريرية وذلك في المجال الطبي.

اما “الفعالية”  فتعني في المجال الطبي ، القدرة على تحقيق النتيجة المطلوبة،  فعندما يتم إعطاء لقاح معين للمواطنين ، يمكن لعوامل اخرى ، مثل الأدوية التي يتناولها الأشخاص بجانب اللقاح بالاضافة الى الأمراض المزمنة الأساسية وعامل العمر وكيفية تخزين اللقاح وكيفية إعطاؤه في الظروف اليومية ، أن تقلل من فعالية اللقاح في الوقاية من المرض، حيث تقاس فعالية اللقاح فيما يسميه علماء الأوبئة بالدراسات القائمة على الملاحظة لأن المشاركين لا يتم تعيينهم عشوائيًا، ومن هنا تقوم دراسات الحالات والشواهد بتقييم الفعالية من خلال مقارنة حالة التطعيم للأفراد الذين يصابون بالمرض (الحالات) مع مجموعة من الأفراد غير المصابين بالمرض (الضوابط) والذين يمثلون أيضًا السكان الذين نشأت منهم الحالات، ومن هنا يتم تقييم الفعالية ، حيث لا تحتاج اللقاحات دائمًا إلى فعالية عالية بشكل استثنائي لتكون مفيدة ،ولكن تحقيق النتيجة المرجوة ، فعلى سبيل المثال لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة 40 : 60 ٪ ولكنه ينقذ آلاف الأرواح كل عام.

تأخذ “النجاعة ” و “الفعالية” في الامور اليومية وفي المناقشات الرسمية ، معاني مختلفة للغاية عن المستعملة في المجال الطبي ، “فنجاعة” الهدف او “فعالية” الهدف تعني القيام بالأشياء “الصحيحة” ، على سبيل المثال تحديد الأهداف المطلوبة لتحقيق هدف شامل التأثير، وبمعنى اخر  هو مدى تحقيق النتائج أو الأهداف أو المصلحة المخططة لنشاط ما أو تدخل أو مبادرة وتحقيق اكثر من التأثير المطلوب ، في ظل الظروف العادية (الظروف غير الخاضعة للرقابة كما هو الحال في المختبر) ، اما “الفعالية” هي إنجاز الأمور ، اي القدرة على الهدف المطلوب من التأثير المطلوب ، أو النجاح في تحقيق هدف معين بالطريقة الأكثر راحة. [2]

النجاعة والفعالية في المجال الاقتصادي

تعتبر فعالية الاقتصاد والفعالية الاقتصادية كلها مكونات أساسية للإدارة السليمة في مجال الاقتصاد، والهدف منها هو تحقيق أهداف البرنامج المحددة في السياسات واللوائح والتشريعات العامة.

هذا يعني أن مديري البرامج والمسؤولين المكلفين بالموارد العامة مسؤولون عن تنفيذ الوظائف وتقديم الخدمات للجمهور “بالنجاعة ” “والفعالية” المطلوبة ، فالنجاعة اي “فعالية” الاقتصاد هي عبارة عن توزيع الموارد و الامكانيات المتاحة في المؤسسة  ولكن بالشكل المناسب ، وتشمل هذه الامكانيات الدخل والثروات ، من اجل تضخيم الانتاج والوصول الى اقصى مراحل القدرة الانتاجية سواء كانت سلع او خدمات ، والوصول الى الرخاء والرفاه ايضا ، اما  المفهوم الاقتصادي “للفاعلية” ، هو مقياس مدى تحقيق المؤسسة لأهدافها المنشودة  والمطلوبة بأقل تكلفة وأقل وقت ممكن.

خصائص النجاعة “فعالية” والفعالية الاقتصادية

فعالية الاقتصاد: تساعد “فعالية” الاقتصاد على توفير كافة المعلومات المتنوعة لتحقيق الأهداف المرجوة من قبل المؤسسة الاقتصادية وذلك بتنفيذ المهام المطلوبة بشكل فوق المثالي، بالاضافة الى ان فعالية الاقتصاد لا يمكن تحجيمها او قياسها .

وبالنسبة للفعالية الاقتصادية : يتم اعتبار خاصية التداخل من اهم خصائصها ، والتي توضح  الفعالية في الترابط بين الروساء والعاملين والمؤسسة، حيث يلزم التناغم بين كل عنصر من العناصر السابقة ، لان من المرجح ان تكون الفعالية الانتاجية للموظفين رائعة وممتازة الى حد كبير بينما تكون بيئة العمل عكس ذلك فتعمل على تقليل الفعالية الخاصة بهم ، وقد يتواجد ايضا عمال غير فعالين ضمن فريق العمل الواحد ، لذا يجب ان يكون هناك تناغم وتناسق بين كافة العناصر للوصول إلى النتائج المطلوبة.

ومن خصائص الفعالية الاقتصادية ايضا ، النسبية والتفاعل بين المعايير ، حيث تعمل النسبية على قياس الى اي درجة والى اي مدى تتأثر الفاعلية بالتقييم الخاص، لان وجود اي خطأ او خلل في عنصر معين يعمل على  اضعاف باقي العناصر ، وايضا وجود العناصر القوية تقوي باقي العناصر الأخرى.