قصة والتر كولينز والسفاح جوردن ستيوارت
قصة اختفاء والتر كولينز
تبدأ القصة من جنوب كاليفورنيا بالتحديد في بلدة وينفيل الصغيرة، كانت كاليفورنيا مزدهرة وأكثر حيوية في هذا الوقت، لكن سريعاً ما تحولت هذه الحيوية والسعادة إلى سلسلة من عمليات اختطاف الأطفال وقتلهم في المدينة، حيث قام رجلاً يُدعى جوردن ستيوارت نورثكوت باختطاف ثلاثة أطفال والإعتداء عليهم جنسياً وقتلهم وربما وصل عددهم فيما بعد لعشرين طفل، وقيل أن جوردن ستيوارت تلقى مساعدة من والدته وابن أخيه في ارتكاب هذه الجرائم.
في اليوم الموافق 10 مارس عام 1928 في تمام الساعة الخامسة مساءً اختفى صبي يُدعى والتر كولينز وكان يبلغ من العمر تسع سنوات، حيث شوهد من قبل أحد الجيران عند زاوية شارع باسادينا ونورث أفينيو في لوس أنجلوس، وقالت والدته أنها أعطته بعض المال لكي يذهب لمشاهدة فيلم في مسرح قريب من المنزل بينما كان والد والتر مسجوناً في سجن ولاية فولسوم بتهمة السطو المسلح، تم إبلاغ شرطة لوس أنجلوس باختفاء الطفل لكن كانت الشرطة تتابع وتحقق في بعض قضايا الفساد في البلاد فلم تأخذ الموضوع على محمل الجد، بحثت الشرطة عن الطفل حول بحيرة لينكولن بارك لكنها لم تتمكن من إيجاده أو العثور على أي شئ يفيد في حل لغز اختفاؤه، أما والد والتر فأعتقد أن نزلاء السجن السابقين هم المسؤولين عن اختفاء ابنه انتقاماً منه لأنه كان على عداء معهم.
قال أحد العاملين في محطة وقود أنه رأى صبيًا ميتًا وملفوفًا بجريدة في صندوق سيارة كان يقودها زوجان توقفا للسؤال عن الاتجاهات حيث تتبعهم العامل الزوجين بعد مغادرتهم لمحطة الوقود فوجد الزوجان قد توقفا بعض لحظات أمام مركز الشرطة ثم اتجهوا خارج المدينة، عرضت الشرطة صورة والتر كولينز وصورة للزوجان على عامل محطة الوقود وأكد أنه الطفل الذي كان في صندوق السيارة، وقال غيره من الشهود أنه رأى الزوجان يصطحبان طفلاً يتوسل إليهم أن يتركوه يذهب.
لم يكن والتر الطفل الوحيد المختفي في هذا الوقت، فاختفى معه صبيان يبلغان من العمر عشرة أعوام واثنى عشر عامًا حيث كانا في طريقهما إلى المنزل إلى أن وصلت لوالديهما بعض الرسائل الغريبة فقال أحدهم في الرسالة أنه في طريقه إلى المكسيك أما الثاني فقال في رسالته أنه هو وصديقه ينوون البقاء في عداد المفقودين لأطول فترة حتى يصبحوا مشهورين.
إتهام كريستين كولينز بالجنون
في شهر أغسطس من عام 1928 قامت الشرطة بالقبض على صبي أخبرهم في البداية أن اسمه آرثر كينت وقال أن والده تخلى عنه لذلك قامت الشرطة بإرساله للعيش مع عائلة مؤقتة لكنه أخبرهم فيما بعد أن اسمه الحقيقي هو والتر كولينز وأنه من لوس أنجلوس وبرر عدم رده على أسئلة الشرطة في البداية بأنه كان يحمي والده، اتصلت شرطة إلينوي على الفور بشرطة كاليفورنيا وأرسلت صورًا للصبي من ثم أرسلوا الصبي إلى لوس أنجلوس وقامت الشرطة بالإتصال على كريستين كولينز والدة والتر وعرضت عليها صور الصبي لكن نفت كريستين أن الصبي ابنها لكن نصحها المحقق في القضية أن تأخذ الصبي معها إلى المنزل لضعة أيام لكن بعد ثلاثة أسابيع فقط أعادت كريستين الصبي لمركز الشرطة، وأحضرت معها إثبات لسجلات أسنان والتر ابنها، كما شهد بعض الأشخاص الذين يعرفون والتر جيداً أن هذا الصبي ليس والتر لكن أين اختفى والتر ؟!
أتهمت الشرطة والدة والتر بالجنون وزعموا أنها تحاول التخلي عن الإعتناء بطفلها، لذلك أمروا بوضعها في مستشفى للأمراض النفسية تابعة لـ “لوس أنجلوس”، في نفس الوقت قبضت الشرطة على صبي يبلغ من العمر 15 عامًا كان مهاجراً غير شرعياً يُدعى “سانفورد كلارك” والذي أتى برفقة خاله جوردن ستيوارت نورثكوت الذي كان عمره 21 عامًا فقط في ذلك الوقت، لكن طلب سانفورد الحديث مع المحقق فربما كان لديه ما يقوله، وبالفعل أخبرهم سانفورد أن عمه خطفه واعتدى عليه جسديًا وجنسًا وقال أيضًا أنه كان يجبره على مشاهدة الإنتهاكات والقتل التي تعرض لها والتر كولينز ونيلسون ولويس وينسلو وغيرهم من الأطفال وفي بعض الأحيان كان يجعله يشارك في هذه الأعمال، فكان جوردن يقوم باغتصابهم وعندما يشعر بالملل كان يقودهم إلى غرفة مزرعة الدواجن ويقتلهم بفأس ولتغطيته الأدلة والآثار كان يغطي أجسادهم بالجير الحي.
وأكمل سانفورد حديثه عن وحشيته وسادية جوردن الذي قتل صبيًا لاتينيًا في لا بوينتي، واشترك كلاهما في قتل الصبي البرئ والتر كولينز فأخبر سانفورد الشرطة أنه يمكنهم العثور على قبور بالقرب من مزرعة الدجاج للأخوين وينسلو ووالتر كولينز وبالفعل تم العثور على قبرين ولكن لم تكن الجثث موجودة فقد وجدوا فقط قطع من العظام المتناثرة في المزرعة والفؤوس التي يغطيها شعر بشري ودماء لكن لم يجدوا شيئاً يخص والتر.
القبض على جوردن ستيوارت
في 20 سبتمبر 1928 ألقى القبض على جوردن ستيوارت نورثكوت في كولومبيا البريطانية واعتقلوا والدته سارة لويز نورثكوت التي ساعدته في جريمته عندما تسللت إلى مزرعة الدواجن الخاصة به لتجد والتر كولينز وبدلاً من أن تعنف ابنها وتطلق سراح الصبي اقترحت عليه قتله بل وساعدته أيضاً في التخلص منه! حيث اعترفت أنها وجهت الضربة الأخيرة للصبي ثم دفنته في حفرة بالقرب من مزرعة الدواجن، وأنها أخبرتهم أنهم إذا تعاونا في قتل الصبي لن يعترف أحداً فيهم على الآخر فأعجبتهم الفكرة واتجهوا نحو والتر المسكين وإذ به نائماً حيث اتجه جوردن إليه بضربة على رأسه بالفأس فانتفض والتر وتناثرت دمائه في المكان ثم أصابه سانفورد بالضربة الثانية وكانت الضربة الأخيرة من والدة جوردن التي حُكم عليها بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل والتر كولينز.
بدأت محاكمة جوردن ستيوارت في يناير عام 1929، لكنه أقال العديد من محامين الدفاع وشرع في الدفاع عن نفسه، حيث ادعى أن لديه علاقة سفاح مع والدته سارة لويز وأن والده تحرش به وأنه كان يقتل الأطفال لأنه كان يحبهم! فكان دفاع جوردن عن نفسه غريبًا إلى حداً ما إلى جانب ذلك لم تثبت والدته أنها شاهد موثوق للغاية لأن الكلمات التي رددتها بإستمرار كانت أنها ستفعل أي شيء من أجل ابنها جوردن، لذا تم الحكم على جوردن بالإعدام شنقاً أما سانفورد فحكم عليه بدخول الإصلاحية.
وبعد فترة طويلة أتى شاب ليخبر المحققين أنه كان مخطوفاً في مزرعة جوردن، لكنه استطاع الفرار منه وأخبر المحقق أنه كان معه طفلين آخرين لكنهم افترقوا ولم يراهم بعد ذلك حيث قال أن أحد الذين هربوا معه هو والتر كولينز! ففرحت والدته وعاشت على أمل كبير في إيجاده لكن إلى يومنا هذا لم يظهر للصبي والتر أي أثر، كان لقصة والتر صدى عالٍ حيث تم تجسيد قصته ضمن
افلام مستوحاة من قصة حقيقية
وأصبح واحد من أفضل
افلام
الرعب الدرامية. [1]
فيلم والتر كولينز
تعد
قصة فيلم Changeling
واحدة من
افلام رعب حدثت بالفعل
، تدور قصة فيلم والتر الدرامي عن أحداث مؤلمة ومخيفة، تم عرضه عام 2008 حيث ترتب الفيلم ضمن قائمة
افلام رعب من قصص حقيقية
، وكانت بطولة الفيلم لـ أنجلينا جولي مجسدة شخصية الأم التي تبحث عن صغيرها المفقود دون جدوى لكنها لم تفقد الأمل في إيجاده، وتم تصنيفه بأنه
الفيلم الذي حقق اعلى ايرادات في العالم
. [2]