ما فوائد سورة الجن الروحانية

سورة الجن من سور القرآن الكريم ، وهي سورة مكية ، سميت باسم سورة الجن ، وسميت قل أوحي إلى ، عدد آياتها ثمانية وعشرون آية ، وسميت سورة الجن بذلك لذكر حال الجن فيها وتكراره ، وتتعدد الفوائد في سورة الجن وتقدم للمسلم فوائد معنوية ودروس عملية عديدة ، منها فوائد روحانية أيضاً.

و من المعروف أن القرآن كله بركة ولم يقف على سورة الجن فضل خاص بها عن باقي السور إلا أن بعض الرقاة قد قرأوها أثناء الرقية ووصوا بها الناس في وقت الرقية والانتفاع ببركتها ، وهو ما لا يتعارض مع المنهج الإسلامي ، حيث أنه لما سأل الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الرقية لم يمنع صحابته رضوان الله عليهم ، فقط دلهم على تجنب الشرك و البدع. [1] ، [2]

فوائد سورة الجن

من حيث الفوائد الدينية الشرعية الإيمانية فيمكن ذكر بعضها في الآتي :

إثبات وجود الجن فعلياً ، وأنها من مخلوقات الله ، وليست خرافة كما يعتقد البعض.
إقرار الجن وتعجبهم من جمال القرآن الكريم ، وتعظيم أثره على نفوسهم.
القرآن الكريم هداية و طريق الفلاح ، فمن استمع واتبع ، نال الجنة ونجا من النار.
الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوث من ربه بالرسالة للإنس والجن ، على السواء.
إقرار الجن بوحدانية الله ، و عدم الشرك به سبحانه.
استعانة الجن بالإنس لن تزيد الإنس إلا زيادة في الإثم ، والذنب.
في مجتمع الجن يوجد العاصي والصالح ، كما يوجد بين البشر.
البعد عن ذكر الله يورث الشقاء والعذاب ، و جفاء الذكر يحجب المغفرة والرضا.
تحريم الشرك بالله ، والاستعانة بغير الله ، وأن المساجد لله فقط، لا يجوز الشرك فيها.
حتى نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يملك ضر ولا نفع لأحد، وهو ما أقره النبي نفسه في الآيات.
الغيب لا يعلمه إلا الله ، ولا يطلع عليه أحد ، إلا من شاء من رسله فقط. [1]

مقاصد سورة الجن

إثبات الكرامة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تخطت دعوته الإنس حتى وصلت للجن، وهم الذين كانوا أسرع في تلبية النداء عن غيرهم و أسلموا لله سبحانه وتعالى ، بل إن الامر تخطى أنفسهم فقد كانوا دعاة لقومهم ، و أقروا بوحدانية الله وأنه لا شريك له من ولد أو صاحبة .

التأكيد على ضلال الذين يجحدون الحقائق مثل البعث والنشور، ويقولون ما لا يعلمون على رب العالمين ، بل ويضلهم الله أكثر على ضلالهم.

التأكيد على بطلان أي معبود كان يعبد غير الله سبحانه وتعالى، و إبطال عمل السحر والكهانة و أن علم الله لا يصل إلا لمن أراد من رسله، وأن المسجد بني لله فلا يجوز التوسل لإنسان ، حي أو ميت في بيت من بيوت الله. [1]

مضمون سورة الجن

إن القارئ لسورة الجن ، سيجد أنها حقا سورة ممتعة، سواء في ذلك الاستماع إليها، أوحتى قراءتها ، أو الاطلاع على تفسيرها ، فهي تحكي عن عالم أخر وهو عالم الجن ، والذي لا يعرف البشر عنه الكثير، وتحكي أن هؤلاء الجن صادف أنهم كانوا يستمعون لاخبار السماء، حتى يبلغوا بها السحرة والكهنة الذين يستعينون بهم ، ليسيطروا بعلمهم على ضعاف البشر ، ولما جاءت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، منعت الجن والشياطين من معرفة أخبار السماء.

فلجأت إلى الانتشار على الأرض ربما تعرف سبب المنع، فصادفت مجموعة من الناس كان من بينهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن الكريم، فكانت سورة (قل أوحي إلي) أي سورة الجن لتحكي ما حدث معهم ، وعاد الجن إلى قومهم مسلمين مؤمنين بوحدانية الله كافرين بما كان يفعله كبارهم من الجن واستعانة بالإنس ، ناكرين ما قيل لهم من بهتان وافتراء على الله، من أن له ولد، و عادوا ليعلموا قومهم ويهتدون.

أسباب نزول سورة الجن

نزلت سورة الجن كما في حديث صحيح رواه البخاري ومسلم من رواية ابن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل سوق عكاظ ، وقد كان معه مجموعة من أصحابه، وكانت الشياطين قد منعت من الاقتراب ومعرفة أخبار السماء التي كانت تعرفها وتتناقلها من قبل، بل وقد أرسلت عليهم الشهب تحرقهم لتمنعهم من الاقتراب من السماء والابتعاد، كما ورد في السورة أن من يستمع الآن يجد له شهابا يترصده.

فقال كبار الشياطين لهم أن منعكم هذا يعني أن هناك أمر في الأرض يعد هو السبب ، فاتجهوا إلى الأرض حتى يتعرفوا على السبب، وتفرقوا بين مشرق الأرض وبين مغاربها باحثين عن سبب الحرمان من معرفة أخبار السماء، حتى إذا وصلت منهم مجموعة عند النبي صلى الله عليه وسلم في سوق عكاظ وكان يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، وكان النبي يقرأ القرآن في الصلاة ، واقتربوا من النبي صلى الله عليه وسلم، واستمعوا للقرآن فتعجبوا من كلام الله تعالى ، ومن حلاوته ، ومن المعاني التي أقرت وحدانية الله عكس ما كان يقول لهم كبيرهم ويضلهم أن لله تعالى سبحانه له ولد أو صاحبة.

عادت الجن إلى قومهم مؤمنين بالله يقصوا عليهم ما حدث ، و يخبرهم بما فيه كبارهم من ضلال وكفر، ويدعوهم للإيمان. [2]

دروس مستفادة من سورة الجن

يستفاد في الحياة العملية من سورة الجن ، وكذلك في الجانب الشرعي الكثير من الأمور ، منها مثلاً بعض الدروس التي تؤثر في النفس والعقيدة والحياة، ومن تلك الدروس أن الاستماع إلى القرآن يهدي ، فقد اهتدى به الجن، مما يؤكد على ضرورة التعامل مع القرآن عن طريق ست خطوات أو طرق وهي الاستماع إلى القرآن الكريم والتلاوة، الحفظ لمن استطاع ، والتدبر للمعاني ، والقراءة والعمل به.

يستفاد كذلك من سورة الجن ، توحيد الله سبحانه وتعالى، وأنه لا شريك له، لا من ولد ولا من صاحبة له ، وأن الاستعانة بالجن كفر ، ولن يزيد أصحابه إلا ضلال وذنوب ، و أن الجن بنفسه يعترف بقدراته الضعيفة ، وأنه لا يملك لنفسه من الله شئ ، وهو ما يعلم البشر أن القادر هو الله وان لا استعانة إلا بالله، وأن غير الله من السحرة والجن أضعف ما يكون على عباد الله إذا صلح العبد ولجأ إلى ربه.

الإعراض عن ذكر الله يورث صاحبه أن يعيش في عذاب شديد، والأعراض هو البعد والامتناع ، وأن المساجد لله يحرم إشراك العبادة لغير الله سبحانه وتعالى معه، وأنه لا يملك أحد المنفعة ولا الضرر غير الله ، حتى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم هو ذاته يبلغنا أنه لا يملك ضرر و لا نفع ، وأن النفع بيد والضرر بيد الله ، فلا يجوز التوسل بالنبي ولا بالصالحين، وأن معصية الله تورث نار جهنم. [1] ، [2]