فوائد سورة القدر الروحانية
التعريف بـ سورة القدر
سورة القدر من السور المباركة التي تتحدث عن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ومعظم المفسرين يرون أن سورة القدر سورة مكية، وعدد آياتها خمس آيات، أهم مقصد من مقاصد سورة القدر الإشارة الى فضل ليلة القدر التي نزل فيها القرآن والإعلاء من قدر القرآن الكريم، وكذلك حث المسلمين على إحياء هذه الليلة بالعبادة والطاعة لله رب العالمين.
ما سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم
يُعرف القَدْرُ في اللغة، بمعنى القضاء والحكم كالقَدَر، ويأتي كذلك بمعنى الحرمة والمكانة، فلان له قدر، و أيضاً بمعنى التقدير، ولذلك اختلف العلماء في سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم ، ومنها أنه يقدر فيها ما سوف يكون في تلك السنة، وذلك لقوله تعالى:(فيها يفرق كل أمر حكيم)، والقول الآخر سميت ليلة القدر بذلك لشرف وعظيم قد هذه الليلة عند الله، وقد قال القرطبي: «إنما سميت ليلة القدر بذلك لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم: لفلان قدر أي شرف ومنزلة قاله الزهري وغيره»، وقال النووي: “وقيل سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها.
وقد قيل سميت ليلة القدر بهذا الاسم لأنه ينزل الله فيها ملائكة ذوات قدر، وقيل أيضاً لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر، كما قيل أيضاً لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا، كما قيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر، قال أبو بكر الوراق: سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها”، ومن المرجح أنها سميت بذلك لكل هذه المعاني مجتمعة وغيرها من المعاني.
روحانيات سورة القدر
- روي عن سيف بن عميرة ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السّلام ، قال : من قرأ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر : 1] يجهر بها صوته ، كان كالشاهر سيفه في سبيل اللّه ، ومن قرأها سرّا كان كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه ، ومن قرأها عشر مرّات غفر له على نحو ألف ذنب من ذنوبه.
- وقد روي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في العوذة ، قال : «تأخذ قلّة جديدة ، فتجعل فيها ماء ، ثم تقرأ عليها : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1] ثلاثين مرّة ، ثم تعلّق وتشرب منها وتتوضّأ ، ويزداد فيها ماء إن شاء».
- وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : «من قرأ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1] في فريضة من فرائض اللّه نادى مناد : يا عبد اللّه ، غفر اللّه لك ما مضى فاستأنف العمل .
فوائد قراءة سورة القدر
- من خواص القرآن الكريم : أنه روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنّه قال :(من قرأ هذه السورة ، كان له من الأجر كمن صام شهر رمضان ، وإن وافق ليلة القدر ، كان له ثواب كثواب من قاتل في سبيل اللّه ، ومن قرأها على باب مخزن سلّمه اللّه تعالى من كلّ آفة وسوء إلى أن يخرج صاحبه ما فيه)
- وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من قرأها كان له يوم القيامة خير البريّة رفيقا وصاحبا ، وإن كتبت في إناء جديد ، ونظر فيه صاحب اللّقوة شفاه اللّه تعالى».
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأها بعد عشاء الآخرة خمس عشرة مرّة ، كان في أمان اللّه إلى تلك الليلة الأخرى ، ومن قرأها في كل ليلة سبع مرات أمن في تلك الليلة إلى طلوع الفجر ، ومن قرأها على ما يدّخر ذهبا أو فضّة أو أثاث بارك اللّه فيه من جميع ما يضرّه ، وإن قرئت على ما فيه غلّة نفعه بإذن اللّه تعالى».
- و في الأمالي للصدوق عن الكاظم عليه السّلام قال : إنّ للّه يوم الجمعة ألف نفحة من رحمته يعطي كلّ عبد منها ما شاء فمن قرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر بعد العصر يوم الجمعة ، مائة مرّة. وهب اللّه له تلك الألف ومثلها.
- من فوائد سورة القدر عن أبيّ ، عن سعد ، عن النهديّ ، عن إسماعيل بن سهل قال :كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام علّمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدّنيا والآخرة قال : فكتب بخطّه أعرفه : أكثر من تلاوة إنّا أنزلناه ، ورطّب شفتيك بالاستغفار .
- من فوائد سورة القدر أيضاً عن محمّد بن عبد الله بن زيد ، عن محمّد بن بكر الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه السّلام وأوصى أصحابه وأولياءه : من كان به علّة فليأخذ قلّة جديدة ، وليجعل فيها الماء ليستقي الماء بنفسه ، وليقرأ على الماء سورة إنّا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرّة ، ثمّ ليشرب من ذلك الماء ، وليتوضّأ ، وليمسح به ، وكلّما نقص زاد فيه فإنّه لا يظهر ذلك ثلاثة أيّام إلّا ويعافيه اللّه تعالى من ذلك الداء.
- ومن فوائدها أيضاً، عن سهل ، عن عليّ بن سليمان ، عن أحمد بن الفضل أبي عمر الحذّاء قال : ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام فكتب إليّ أدم قراءة إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه ، قال : فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه أخبره بسوء حالي وأنّي قد قرأت {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [نوح : 1] حولا كما أمرتني ، ولم أر شيئا قال : فكتب إليّ : قد وفى لك الحول ، فانتقل عنها إلى قراءة إنّا أنزلناه ، قال : ففعلت فما كان إلّا يسيرا حتّى بعث إليّ ابن أبي داود فقضى عنّي ديني ، وأجرى عليّ وعلى عيالي ، ووجّهني إلى البصرة في وكالته بباب كلّاء وأجرى عليّ خمس مائة درهم.
من علامات ليلة القدر
- نزول أفواج من الملائكة في ليلة القدر، وتكون الملائكة كثيرة أكثر من الحصى ، فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، وقد رُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-:(وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى).
- اعتدال درجة حرارة الجو،فلا يكون حار أو بارد ،كما رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ.
- عند طلوع الشمس،تطلع دون شعاع في صباح اليوم التالي لليلة القدر،وقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ.
- تصف ليلة البدر بالنقاء والصفاء،حيث رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ.
- قد وصف بعض العلماء أن من علامات هذه الليلة أن يحدث للإنسان سكون في النفس.
- في ليلة القدر يشعر الإنسان بإقبال شديد على الله عز وجل.
- لا تنزل الشهب أو النيازك في ليلة القدر.
- من علامات ليلة القدر أن يوفق الإنسان فيها بدعاء لم يدعي به من قبل.