الفرق بين ليت ولعل “ومتى تستخدم كلاً منها”

طريقة التفرقة بين ليت ولعل في اللغة العربية

يتم التفرقة بين ليت ولعل  في اللغة العربية من خلال بعض الإختلافات بينهما وسوف نذكرها في السطور القادمة:
  • تستخدم ليت لتقديم معنى ” التمنّي ”  و هي من الحروف الناسخة و تستخدم لعل : للترجّي وهي أيضاً من الحروف الناسخة و لها تفرّعات أيضاً كالإشفاق ، و الاستفهام ، و التعليل
  • ليت من حروف  التمني وهو الأمر المستحيل حدوثه توقّعاً أو متوهّم حدوثه أو أمر يصعب تحقيقه بسبب الكسل ، الخمول ، والتواكل أما لعل فمن حروف الترجّي في لانها تستخدم للأمر المتوقّع حدوثه أو يمكن أن يحدث في المستقبل بالعمل ، والإجتهاد ، والسعي.
  • التمني هو طلب أمر من الصعب بل المستحيل حدوثه، وهناك حروف متعددة للتمني أبرزها هو ليت وهو حرف مشبه بالفعل ويعرب كإعراب الحروف الناسخة ومعناه (أتمنى) وقد يأتي التمني على سبيل المحبة المجردة، ويمكن استخدام لعل بدلاً من استخدام ليت وتفيد نفس المعنى وكذلك   الحروف هل ويخرج حرف الاستفهام (هل) للتمني أما الترجي هو طلب أمر محبوب ممكن حصوله ومرغوب فيه .
  • أما لعل فهو من حروف الترجي وكذلك الأفعال(عسى، حرى) ،  وهي أفعال ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ اسماً لها وتنصب الخبر، وليس ليت وهل هما فقط من أدوات التمني بل عسى أيضا ويعرب على أنه فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدّر.
  • يتم التفرقة بين ليت ولعل في القرآن حيث ورد في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على

    الفرق بين التمني والترجي

    فقد جاء في القرآن الكريم آيات تحمل مفردات تدل على كل أسلوب فمثلاً يدل حرف ليت على التمني مثلما ورد في قول الله تعالى(ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً)  أما في أسلوب الرجاء فيتمثل في قول الله تعالى ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)[1]


متى يتم استخدام الحروف ليت ولعل في اللغة العربية

الفرق الأساس بين التمنّي والترجّي أن التمنّي يأتي فيما لا يرجى حصوله، ممكناً كان أم ممتنعاً سواء في الخير أو الشر، والترجّي فيما يرجى حصوله.

  • يتم استخدام ليت عند طلب أمر لا يرجى حصوله وهذا الحرف موضوع للتمني نحو قول الله تعالى( ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً) ، وأيضاً قول الشاعر ليت الجبال تداعت عند مصرعه دكاً فلم يبق من أركانها حجر
  • وقد يكون الطلب ممكن الحصول نحو:فليتك تحلو والحياة مريرةً وليتك ترضى والأنام غضاب ، وقد يأتي التمني على سبيل المحبة المجردة من الطمع نحو:ليت الشباب يعود يوماً أو ممكناً غير مطموع في نيله نحو: قول الله تعالى:(فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) سورة مريم.

  • وقد تتمنى بـ( لعلّ ) وتعطي معنى ( ليت ) وهي حرف مشبه بالفعل أيضاً نحو:لعلّ الذي يقضي الأمور بعلمه سيصرفني يوماً إليها على عَجل.
  • أما استخدامات الحرف لعل فهو للترجي وهو طلب أمر يرغب الفرد في حدوثه نحو  قول الله تعالى:  (وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ومن الإختلاف بين التمني ، والرجاء أن التمني يكون مصاحبه التراخي ، والقلق وعدم بذل جهد أما الرجاء فيكون مصاحباً له الجهد والتعب والعمل وبذل كل ما في جهده لتحقيق الهدف المرجو منه.
  • كذلك قال تعالى:  (كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )، وقال الله عز وجل:(  يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ويحدث الترجي أيضاً من خلال حروف الرجاء مثل  ( عسى، حرى، اخلولق ) وهي أفعال ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ أسماً لها وتنصب الخبر خبراً لها

حرُوفُ التَّمنِّي  والترجي والإشفاق

حروف التمني هي  {ليتَ ، ولو ، وهل} فليتَ موضوعةٌ للتّمني وهو طلبُ ما لا طمعَ فيه أي الأمر الذي ليس بمستحيل حدوثه أو كل ماهو يمكن الحصول عليه بالتعب ، والعمل ، والمثابرة وقد يتم بذل جهود كبيرة من أجل معرفة ماهي الأمور التي يتم بها استخدام التمني والأمور التي يتم فيها استخدام أساليب الرجاء أما حروف الترجي والإشفاق فهو الحرف لعل وهو مقتبس من مادة رجو ويعني مدى رغبته وأمنيته في الحصول على أمر ما لذلك يعتبر التمني عكس الرجاء .

فالترجي طلبُ الممكنِ المرغوب فيه، كقوله تعالى {لعلَّ اللهَ يُحدِثُ بعد ذلك أمراً}.

الإشفاقُ هو توقُّع الأمر المكروهِ، والتخوُّفُ من حدوثهِ، كقوله تعالى {لعلَّكَ باخعٌ نفسَكَ على آثارهم}.[2]

أمثلة لأحرف التمني

  • قال تعالى: « يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون»  من سورة القصص واستخدام حرف التمني ليت لأنه ما أوتي قارون صعب التحقيق، لذلك قال أصحاب هذا القول إن قارونا ذو حظ عظيم.
  • قال الشاعر: ألا ليت الشباب يعود يوما * * * فأخبره بما فعل المشيب، المتمني في هذا المثال هو عودة الشباب، وهو شيء غير ممكن تحققه وقد استخدم الشاعر في هذا البيت أسلوب التمني ليت لأنه يتمنى حدوث ذلك الطلب ولكنه صعب تحققه أو مستحيل حدوثه .
  • هل من أحرف التمني ومن أمثلتها قول الله تعالى « فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا»؟  من سورة الأعراف والحرف هل هنا يستخدم للتمني حيث  يتمنى الكافرون يوم القيامة من يشفع لهم ولا يجدونه .
  • لو من أحرف التمني ومن أمثلتها قول الله تعالى « فلو أن لنا كرَّةً فنكون من المؤمنين» من سورة الشعراء فبعد انقضاء الفرصة في الحياة الدنيا ليس هناك فرصة ثانية مما يجعل الأمر مستحيلا .
  • قول الشاعر: فليت طالعةَ الشمسين غائبةٌ * * * وليت غائبةَ الشمسين لم تغب؛ يعبر الشاعر عن شوقه لمحبوبته، فهي شمس تمنى عدم غيابها.
  • قال تعالى: « فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين » من سورة الشعراء يعبر المثال عن حالة الندم التي تعتري الناس الذين فشلوا في امتحان الدنيا.
  • قول جميل بن معمر: ألا ليت أيام الصفاء جديد * * * ودهرا تولى يا بثينَ يعود؛ يتمنى الشاعر عودة أيام الصفاء.

أمثلة لأحرف الترجي

  • قال تعالى: « فعسى الله أن يأتي بالفتح » من سورة المائدة وفي تلك الآية يرتقب المؤمنون الفتح لأنه ممكن الوقوع لذلك تم استخدام حرف الترجي عسى.
  • قال مجنون ليلى: وإني لأستغشي وما بي نعسة * * * لعل خيالا منك يلقى خياليا؛ يرجو الشاعر أن يرى صورة حبيبته في المنام، وخذا ممكن.
  • كذلك من أمثلة الترجي قول الله تعالى: « وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى »  من سورة غافر  وتم استخدام لعل لأن فرعون أحس بأنه يسىتطيع الاطلاع إلى إله موسى.
  • ليت السماء تمطر فينمحي الحذب، هنا الأمطار ممكن الوقوع، وبالتالي تؤدي هنا (ليت) وظيفة التعبير عن الترجي وهنا تم  استعمال ليت للترجي مجازاً لإهداف بلاغية.