فوائد سورة الطلاق الروحانية

اسرار سورة الطلاق الروحانية

نزلت سورة الطلاق في المدينة المنورة ، وتسمى بسورة النساء القصرى ، وتحتوي على اثنتي عشرة آية، أول سبع آيات تتعلق بالطلاق وحدوده، ومن هنا جاء اسم السورة ، أما الجزء الثاني فيناقش من يعصون أوامر الله ويعانون من عواقب المعصية، ومن يطيعون أمر الله ويعملون الصالحات ، فقد فازو بأجر الله وبنعمته.[1]

ومن فوائد سورة الطلاق الروحانية ان من قرأها ، وواظب على قراءتها ، يقوم الله تعالى بإلهامه الى التوبة الصادقة ، والرجوع لله تعالى.

ومن قرأ سورتي الطلاق والتحريم آمنه الله تعالى يوم القيامة ، وأدخله الجنة ، وكان من الذين لا يخافون او يحزنون يوم البعث العظيم.

كما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ان من كتب سورة الطلاق وغسلها ، ثم قام برش مائها في المنزل ، فلا يسكنه جن ، او ينزل به.

الدروس المستفادة من قراءة سورة الطلاق

ان سورة الطلاق جاء بها العديد من الدروس التي تعلم المسلمين الكثير ، ومن هذه الدوس ما يلي :

  • توقع الخير دائما من الرب الرحيم ، ففي جميع الأوقات سيكون الله معنا حتى في المعاناة ، والتأكد من رحمة الله وأنه معنا في السراء والضراء
  • التحذير من معصية الله ، والانحراف عن أوامره، والخوف من تحذيرات الله وعقابه، وتقوى الله في كل فعل وعمل وتقوى الله في قلوبنا، والوفاء بوعوده، واتباع حدوده، فمن يفعا ذلك يسهل الله أمره، ويكفر عنه، فقد وضع الله حكمه على كل شيء
  • معرفة أوامر الله ونواهيه، والعمل بأوامره -سبحانه -تعالى- فمن فعل ذلك فهو من أهل الفكر وأولي العقول، والذين لا يفعلون ذلك مثل البهائم
  • اتباع وصية الله، لأن الله عز وجل يجازي من يطيع أوامره بالجنة والفوز في الآخرة، وهذا أجر عظيم
  • التأكد من عظمة خلق الرب وعظمة قوته، فلقد خلق الكون بأسره، وخلق السماء، وخلق كل شيء على الأرض، فإذا كان هذا محددًا في قلب العبد، فإنه سيبث الرهبة في قلبه، فهو يعلم مجد الله وهيبته، وأن الله كلي القدرة على كل شيء، وأن الله أحاط بكل شيء من أعماله أو من ذاته الداخلية
  • تقوى الله عزّ وجلّ في موضوع الطلاق والعودة، فمن يفعل ذلك يوفّر له الله تعالى مخرجاً من الضيق، ويفرج عنه الضيق، ويمنحه نعما لا تُحصى فالله هو الوحيد الذي يعرف الناس، ويعرف المستقبل، والتأكد أن ما يفرضه الله تعالى، ويأمر به يمنع الناس من ارتكاب الجرائم، ومن يرتكب جريمة يخدع نفسه والآخرين، وهذا لن يضر أحداً، لأن الناس غارقة في نفوسهم، وإذا كنت تجاوز حد الله، تخدع نفسك، والتأكد من أن وعظ الله جاد، والأحداث خطيرة، والأمور ليست سهلة، لذلك لا تقلل من شأن أمر مجد الله، واتبع أوامره المذكورة في السورة. [1][2]

مقاصد سورة الطلاق

لم ينزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بلا هدف ، او مقصد ، وانما لكل حرف فيه مقصد ، ودرس ، وعن مقاصد سورة الطلاق ما يلي :

  • تتضمن أحكامًا تشريعية تتعلق بوضع الزواج، مثل أحكام الطلاق، والأحكام المتعلقة بكيفية الشروع في الطلاق، والأحكام المصاحبة
  • تعاملت مع حكم الطلاق، وأمرت المؤمنين باتباع أفضل الطرق عند عدم قدرتهم على الاستمرار في الزواج، ودعت زوجاتهم إلى التطليق شرعاً
  • ناشدت الناس التباطؤ وعدم التسرع في الانفصال، لأنه أكثر ما يزعج الله، كما ناشدت أن يحسب وقت الانتظار لضبط نهايته حتى لا يربك النسب، ولا تتضرر المرأة
  • تعاملت مع لوائح فترة العدة، مبينة فترة انتظار التي يأست، وفترة انتظار الشابات، وفترة انتظار الحامل، وأحياناً النداءات المتكررة لتقوى الله، وهو إغراء وتهديد، وأن الله ييسر بعد المعاناة
  • حذرت من عبور حد الله وضرب المثل بالأمم البغيضة وما حدث لها [3]

تشريعات سورة الطلاق

هناك نظرة عامة إرشادية يمكننا الاستفادة من السورة، وهي أن الإسلام اهتم بموضوع الطلاق ، والقرآن كله نزل ولا يوجد به سورة كاملة للزواج لأن الناس يقبلون الزواج ويستعدون له ، ولكن في غضون ثوانٍ قليلة ، قد يدمرون المبنى بأكمله ، فيقوم الله بتقييد عبيده برحمته حتى لا يقعوا في هذا المأزق، فيأتي الإسلام ويجد المخرج ، فهدى الله تعالى نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – وأمته، وعلمهم تفاصيل التعامل مع أزواجهن وهي كالتالي:

لا يقع الطلاق إلا إذا كانت المرأة في انتظار، ولا يجوز لها الطلاق إلا إذا كانت طاهرة ولم يمسها، وعلى الزوج أن يحسب فترة الانتظار ما لم تكن مشمولة، وهذا حتى لا يسبب البلبلة في الأيام والقروء، و إذا طلقها على الزوج أن لا يسمح للمطلقة بمغادرة المنزل، ولا يجوز للزوج إرغامها إطلاقا، وإذا اقتضى الأمر منه الخروج، يخرج ويغادر ويترك لها المنزل، مثل كثير من النساء، لا يُسمح لها بالخروج ووضع ملابسها في حقيبتها ثم الخروج والهروب إلى منزل الأسرة، وذلك بسبب قوله عز وجل لا يخرجونهم من بيتهم إلا إذا جلبوا فاحشة ظاهرة.

أن تعيش المرأة في بيت زوجها توقع وأمل له أن يرجع زوجته، لأنه عندما يراها تأتي وتذهب، ورتب لها البقاء في منزله لمدة ثلاثة أشهر أو أثناء الحمل، فربما يعيدها، وإذا كانت المرأة على وشك بلوغ الموعد النهائي، فللزوج الحرية في أن يرجعها أو يطلقها وألا ينسى الفضل بينهما، وإذا رجع الزوج إلى زوجته وجب على الزوج إثبات ذلك، فيجب على الشهود، ويعرفوا وقتها وبدايتها ونهايتها؛ حتى لا يوجد عيب في الشهادة بعد ذلك.

عدة من انقطع عنها الحيض اليائس ثلاثة أشهر، وألا تصل مدة الانتظار الصغيرة إلى ثلاثة أشهر، وللمرأة الحامل انتظار الولادة، فإذا طلقها في بداية الحمل تستمر العدة حتى ولادتها، وإذا طلق وكان لا يزال أمامها لحظات قليلة، فإن عدتها لحظات.

يجب على الرجل أن يسكن زوجته المطلقة، إلا إذا كانت مطلقة نهائية، أي الطلاق الثالث، وهذا أمر مختلف عند العلماء، ولكن إذا كان الطلاق هو الطلاق الأول، فحينها بإجماع العلماء عليه أن يعيش معها، وأن البيت الذي طلقت فيه هو بيتها، والمسكن الذي يجب أن يمتلكه الزوج يتوقف على قدرته.

الزوج لا يستطيع أن يؤذي زوجته أو يجرحها، والمطلقة حتى لو طلقت طلاقا لا رجوع عنه وهي حامل، فعليه أن ينفق عليها مالاً حتى تلد، وإذا أرضعت ولدها ولو طلقها فعليه أن ينفق عليها مالاً حتى لو كان طلاق دائم نعم هذا الولد هو ابنها، لكنه عليه أن ينفق، كما قال الشاعر: تمت كتابة جرائم القتل والمعارك على جسدنا، والمغنون يجرون ذيولهم أيضًا.[1][2]

دروس سورة الطلاق في الحياة الزوجية

الدروس المستفادة من القرآن الكريم كثيرى ومتعددة ، وبالنسبة لسورة الطلاق فقد قدم الله تعالى دروسا لعباده في الحياة الزوجية ، كما يلي :

لقد أظهرت هذه السورة خطورة شؤون الأسرة في النظام الإسلامي، فالإسلام هو نظام الأسرة، ويعتبر المنزل مكانًا للتشابه والإقامة، حيث تلتقي النفوس، مليئة بالشفقة والرحمة، والستر، وصوَّر العلاقة الأسرية على أنها صورة شفافة، ينكشف منها التعاطف، وهذا هو الرابط بين الروح والروح، العلاقة بين السكن والقرار، الرابط بين العاطفة واللطف، وهذا تعبير كامل عن حقيقة الافتراض الإسلامي للارتباط بالشركاء الحميمين والروابط البشرية.

على الزوجين أن يساعد كل منهما الآخر، أي يأمر كل منهما الآخر بالطيبة، وحب بعضهم البعض، وإذا لم يتفق الزوج أو لم يتفق الطرفان، سيجد الرجل والمرأة من يطعم الطفل فالنساء كثيرات.

إنفاق الزوج على كل شيء في شؤون زوجته، والزوجة والزوج معًا، وفي الطلاق، وفي الرضاعة، والنفقات التي يجب أن يتحملها الزوج تتوقف على قدرته.

ومن أنفق المال على قدر طاقته وخاف الله تعالى، وعده الله تعالى به وعد حسن، وهو وعد لا شك فيه ولا ريب فيه، ولا ينقض الله تعالى بوعده، فعنده خزائن السماء والأرض. [2]