حقائق عن ” أسطورة أفروديت ” عند اليونان
حقائق عن أفروديت
إن أفروديت واحدة من
ملوك الاساطير اليونانية
والتي تكون إلهة الحب والجنس والجمال في اليونان، ويوجد الكثير من الأساطير التي تحكي عن كيفية قدرتها على إغراء كلًا من الآلهة والبشر للشهوة وراءها، وفي العديد من صور الإلهة الشهيرة تبين مدى جمال شكلها وهي تخرج من البحر والصور تُشير إلى إحدى قصص أصلها ومولدها، في حين أن الأصول الصحيحة للإلهة تكون قبل وقت طويل من الإغريق،
وقد كانت أفروديت أحد أجزاء البانتيون اليوناني القديم، ومن أشهر رموزها كانت (مرآة، صدفة أسقلوب، حمامة، حزام، تفاحة)، كما أنها كانت تمتلك الكثير من الرموز الأخرى التي ترتبط بها وتتعلق تلك الرموز بأساطير وصفات الإلهة.
وتتميز عدة
اساطير قديمة
بأنها تميل لكي تُظهر دور أفروديت في الحب بين الآلهة والبشر، وفي بعض الأوقات كانت تؤثر خارجيًا على قصص الآخرين، وفي العديد من الأحيان كانت عنصرًا أساسيًا في القصص كذلك، وبينما كان من الشائع مع الآلهة الأولمبية فقد كانت أفروديت تمتلك جانبًا أكثر سوادًا والانتقام كان أحد سماتها الأقل جاذبية.
وعلى الرغم من ذلك فإن جمال أفروديت وانتشارها في الأساطير القديمة قد منحت العديد من الأعمال الفنية والأدبية العريقة إلهامها، وكان ذلك منذ أن قامت الإلهة بفتنة العقول البشرية لمرتها الأولى. فقد كانت كذلك الإله الراعي للبحارة والمحظيات والبغايا، كما أن الرومان كذلك اتخذوا أفروديت كإلهة لهم وكان فينوس وهو أيضًا الكوكب الذي يرتبط بها. [1]
قصة أصل أفروديت الأولى
في تلك القصة القديمة عن ولادة أفروديت يُذكر فيها أن هناك امرأة ناضجة خرجت من البحر، أبيها يكون أورانوس إله السماء ولا يوجد لها أم، وأحداث تلك القصة تدور قبل جيلين من زيوس، حينما تولى أورانوس مع زوجته جايا حكم إلهة الأرض، فشعر أورانوس بالكره تجاه أبنائه وأخفاهم في أعماق الأرض، وكذلك غايا قد كرهت زوجها، ولذلك قامت هي وابنها كرونوس بوضع خطة، فجهزت ابنها بمنجل وعندما جاء أورانوس بعد ذلك للنوم إلى جانب جايا، فقام كرونوس بقطع أعضائه التناسلية، ثم وقعت الأجزاء المقطوعة في المحيط ولفها رغوة البحر، من تلك الرغوة جاءت الإلهة أفروديت.
وقد تم تناقل تلك القصة من قبل هسيود وهو واحد من الشعراء اليونانيين الأوائل، وقد أوضح هسيود أن اسم أفروديت يأتي من الكلمة اليونانية (أفروس) والتي تدل على “الرغوة”، والتي من الممكن أن تكون إشارة على زبد البحر أو السائل المنوي الخاص بأورانوس، وتلك الأسطورة هي التي تسببت في ولادة أفروديت من الرغوة والتي تُبين أصل اسمها، ومن الجدير بالذكر أن ذلك كله من اختراع شعري، وعلى الرغم من ذلك فإن أصل اسم أفروديت الحقيقي ما يزال غير معروف.
وفي حكاية هسيود كانت أفروديت تطفو فوق سيثريا وخرجت في قبرص باليونان القديمة، وقد امتلكت المدينتين كلتاهما عبادات هائلة لأفروديت، إذ أن معبد أفروديت الموجود في قبرص قديم قدم القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أي أنه قبل وقت طويل من حياة الشاعر هسيود، وكما قام الشاعر باستخدام أحد الكلمات اليونانية في شرح لغز اسم أفروديت، فإنه عمل كذلك على استخدام التفاصيل الجغرافية في شرح سبب عبادتها في هاتين المدينتين.
قصة ثانية عن ولادة أفروديت
وفي القصة الثانية التي تحكي عن كيفية ولادة أفروديت قيل أنها كانت ابنة زيوس، و(زيوس) يكون حفيد أورانوس وابن كرونوس، وقد قام زيوس بإطاحة أبيه حتى يكون الحاكم الخاص بالسماء، وفي تلك القصة تكون والدة أفروديت هي إلهة تُعرف باسم (ديون) ولا يُعرف عنها إلا القليل من المعلومات، ومن الواجب ذكره أن اسم ديون عبارة عن شكل مؤنث من لقب زيوس. [1]
أسطورة أفروديت وأدونيس
عندما يتم ذكر
أساطير يونانية عن الحب
تكون أسطورة أفروديت وأدونيس أحد أشهر تلك الأساطير اليونانية، إذ أنها ترتبط بصورة مباشرة مع الحب وإيروس، والتي توضح أن الآلهة لم تتمكن من الإفلات من سهام إيروس القوية ووقعوا في حب البشر والذي ترتب عليه حدوث نتائج كارثية. [2]
وأدونيس عبارة عن تجسيد للجمال الذكوري الذي يدين بمصيره له بناءً على الأساطير اليونانية، إذ يوجد خرافتان شهيرتان عن أدونيس وأفروديت، أحدهما تشير إلى السنوات الأولى لأدونيس، والأخرى تُشير إلى موته ودور أفروديت فيه،
وتشتمل أول أسطورة عن أفروديت وأدونيس على والدي أدونيس، وهي أحد القصص التي تُعبر عن الجمال، الحب، الغيرة، فكانت والدته الجميلة ميرها أو Smyrna، أما والده كان ملك قبرص سينيروس، وقد كان سينيروس في الواقع هو والد ميرها.
والسبب في ذلك النسب الغريب الخاص بأدونيس هو أن أفروديت كانت تشعر بالغيرة الشديدة من جمال والدته ميرها وتسببت في زواجها من والدها سينيروس،
وحينما قام سينيروس باكتشاف بأنه قد تعرض للخداع، عمل على مطاردة ميرها بالسيف مُتعمدًا قتلها هي وابنها الذي لم يولد بعد، وحتى تتوب أفروديت عن فعلتها قامت سريعًا بتحويل ميرها إلى شجرة مر.
ثم أخفت ابنها (أدونيس) داخل صندوق ومنحته إلى (بيرسيفوني) ملكة العالم السفلي، وحينما فتحت الملكة الصندوق شاهدت جمال أدونيس، فرفضت أن ترجعه لأفروديت، على الرغم من أن أفروديت قامت بالنزول إلى العالم السفلي لتفدي أدونيس من قوة الموتى، وبعد ذلك
قام زيوس بحل الخلاف الناشب بين آلهة الحب والموت بإصداره مرسومًا ينص على التزام أدونيس ببيرسيفوني في العالم السفلي لوقت من العام، ويكون بجانب أفروديت في العالم العلوي لوقت آخر، وحينما كان يمكث في العالم السفلي يكون الشتاء، وحينما يعود تزدهر الأرض في الربيع والصيف، وهي عبارة عن أسطورة يونانية عن فكرة الاختفاء والظهور السنوي للربيع والشتاء،
وتلك الأسطورة توضح التنافس بين أفروديت وبيرسيفوني حول الحصول على أدونيس وتوضح كذلك الصراع الناشب بين الحب والموت وهو من الموضوعات الشائعة في الأساطير اليونانية.
وقد كانت أفروديت تطارد أدونيس لتتزوجه، في حين أنه كان يهتم اهتمامًا كبيرًا بالصيد، فقامت أفروديت بالتوسل إليه حتى يتخلي عن الرياضة الخطرة التي كان يحبها لأنها لن تتحمل ألم فقدانه، فتجاهل أدونيس نصيحتها ومات وهو يصطاد من قبل خنزير بري، والذي كان في الواقع الإله آريس.
وحينما مات أدونيس سمعت أفروديت صراخه وهرعت إلى جانبه بعربتها التي تجرها بجعة، وظل أدونيس بين ذراعي أفروديت، وحولت قطرات دمائه التي سقطت من جروحه على التربة إلى زهور الرياح (شقائق النعمان قصيرة العمر) لتكون ذكرى على حبهم،
ثم نبتت شقائق النعمان من دم أدونيس ورجعت روحه إلى العالم السفلي وكرد على الإلهة البكاء قرر زيوس أن يظل أدونيس لمدة نصف السنة فقط في العالم السفلي،
وتبعًا لأقوال العلماء فإن موت وقيامة أدونيس يُعبر عن اضمحلال السنة النباتية وإحيائها، إذ أنه كان إله للذرة ومحاصيل الحبوب المتنوعة، والتي كانت ذات أهمية كبيرة عند سكان اليونان القدماء والأراضي الأخرى. [2]