فوائد سورة الروم الروحانية
فضل سورة الروم
عن أبي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله في السماء والأرض وأدرك ما ضيع في يومه وليلته ” [1] .
وقوله صلى الله عليه وسلم:” يا على من قرأ غلبت الروم كان كمن أعتق بعدد أهل الروم وله بكل آية قرأها مثل ثواب الذين عمروا بيت المقدس ” .
وقيل في المقصود من الآية أنه إثبات لوحدانية الله وقدرته، ونصره لأوليائه ، وجاء في السورة الكريمة كيف كانت هزيمة الفرس على يد الروم، وأخبار من السنون الماضية كما ضمنت السورة الكريمة ذكراً عن قيام الساعة والبعث .
وفصل أخر في التوحيد ومترادفات عده للذات والصفات، كما صورة الآيات الحال الذي كان عليه كل من المؤمنين والكفار، والأمر بالمعروف، والإحسان وأداء الزكاة وكيف يكون الثواب عليهم .
وبينت السورة الفساد الذي ظهر في الأرض سواء في البر والبحر ، وذكر الله سبحانه وتعالى العجائب التي صورها الأمطار وصنع السحاب والريح ، وغيرها من الصور والقصص التي تم سردها في الآيات الكريمة ، وقد جاء في الصورة آية واحدة منسوخه وهي أية ” فاصبر إن وعد الله حق ” .
فوائد سورة الروم
- عودة المشركين إلى الله عندما إصابتهم الشدة وكيف أنهم نسوا أصنامهم ولجأوا إلى الله ، وعندما رفعت الغمة من عليهم، عادوا إلى شركهم [3] .
- من أسباب التوفيق والوصول إلى الحق؛ الجهاد في سبيل الله .
- ذكر أمور من الغيبيات، ومعنى ذكرها في القران تعني أنه منزل من عند رب العالمين .
سبب تسمية سورة الروم
سميت سورة الروم بسب ذكر السورة لتلك المعجزة والتي بينت مدي صدق ما جاء في القرآن الكريم ، وهي بعض من المعجزات بسم الله الرحمن الرحيم ” آلم غلبت الروم …” [2] .
وهي سورة مكية عدا ١٧ آية منها مدنية وعدد آياتها ٦٠ أيه ، وهي من السور المثاني وهي السورة رقم ثلاثون في ترتيب السورة القرآنية .
وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الانشقاق ، وتهدف هذه السورة الكريمة إلى معالجة قضايا التوحيد والعقيدة ، وكذلك البعث والحساب .
سبب نزول سورة الروم
في قول أحد المفسرين، قيل أن كسري بعث بجيش إلى الروم قائدة يدعى شهريران، وقد جاء الروم فقتلهم وخرب كنائسهم وانهزم الروم، وعندما بلغ هذا الخبر النبي شق ذلك عليه وأصحابه وشمت الكفار بالنبي وأصحابه .
وكان النبي يحزن عندما يهزم المجوس أحدا من أهل الكتاب، فنزل عليه النبي السورة الكريمة ، وقيل عن عكرمة أن الكفار قد تعجبوا من إحياء الموتى لذا نزل الله هذه السورة .
وفي قول آخر أن الكفار كانوا يرددون، لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ، فجاء هذه السورة الكريمة رداً على المشركين .
المتشابهات في سورة الروم
قول ابن جماعة
قال تعالى ” أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة ” ، وجاء في سورة فاطر قوله تعالى ” وكانوا ” ، وفي أول سورة المؤمنين قوله تعالى ” كانوا هم أشد منهم قوة وآثاراً فى الأرض ” .
وكما جاء على لسان ابن جماعة لتفسير تلك المتشابهات قوله: أن الآية في سورة الروم لم يأتي قبلها سردا لأي قصص لذا جاءت بإجمالها وتبعها قوله تعالى ” وجاءتهم رسلهم ” .
أما الآية في سورة فاطر، فقد جاءت بعد قوله تعالى ” وما زادهم إلا نفوراً واستكباراً في الأرض ” ، ثم جاء قوله ” ولن تجد لسنت الله تحويلاً ” وهو ما كان مناسباً لوجود حرف واو العطف، وهو ما أعقبه قوله تعالى ” .
وما كان الله ليعجزه من شئ في السماوات ” وفى موضع آخر من سورة الروم: قوله تعالى ” أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ” ، وقد جاءت في سورة الزمر قوله ” يعلموا ” .
وقيل في هذا الفصل: أن تقدير الرزق من الأشياء التي يمكن رؤيتها ومشاهدتها ، أما في أية سورة الروم فقد جاءت بعد قول الله تعالى ” قال إنما أوتيته على علم ” وهو ما كان مناسبا لتأتي بعدها ” أولم يعلموا ” .
وفى موضع آخر في سورة الروم قال تعالى ” ولتجري الفلك بأمره ” ، وقد جاءت الآية في سورة الجاثية ” لتجري الفلك فيه بأمره ” .
وقيل في هذا السياق أن الآية الأول ذكر فيها الريح ولم يذكر البحر ، أما الآية الثانية فقد تم ذكر البحر وبعودة المضاف إليه ، قال تعالى في سورة الروم ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين ” .
وجاء في سورة آل عمران قوله تعالى ” أولما أصابتكم مصيبة ” ، وجاء في ذلك أن المراد من التقديم هو توضيح أن العاقبة ستكون لهم .
وفى قوله تعالى ” أولم يسيروا في الأرض ” جاءت في سورة فاطر وأول سورة المؤمنين مضاف إليها حرف الواو ، وجاءت في موضع آخر مضاف إليها حرف الفاء ، وهو ما توافق مع ما جاء قبلها وكذلك ما جاء بعدها .
حيث قال تعالى ” والذين يدعون من دونه ” وقد جاء فيما بعدها وهو آخر سورة المؤمنين وهو ما وافق ما قبله ووافق ما بعده مثل قوله تعالى ” فأي آيات الله تنكرون ” ، وما جاء بعده ” فما أغني عنهم ” .
وكذلك في سورة فاطر ما جاء قبله كان يوافق مع بعده ، فكان الآية الأولى ” ولن تجد لسنة الله تحويلا ” والآية التي جاءت بعدها ” وما كان الله ” ، وقوله سبحانه وتعالى ” كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة ” .
وهو ما جاء متصلا بآخره كما جاء في قوله تعالى ” كانوا أشد منهم قوة ” ، وهو إخبار لما كانوا عليه قبل هلاكهم، وقد خصت هذه السورة للإخبار لما كانوا عليه كما جاء في قوله تعالى ” وأثاروا الأرض وعمروها ” .
وقد جاء في سورة فاطر قوله تعالى ” كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم وكانوا” و٤د جاء هنا بزيادة حرف الواو وذلك بسبب التقدير للآية ” فينظروا كيف أهلكوا وكانوا أشد منهم قوة “.
_ وفي سورة الروم قوله تعالي: ” أو لم يسيروا في الأرض “، وقد جاء في سورة فاطر وأول سورة المؤمنين مسبوقة بحرف الواو، وفى موضع آخر جاءت بحرف الفاء، وقد جاءت في هذه السورة قوله تعالى ” أو لم يتفكروا “، وما جاء بعدها قوله تعالى ” وأثاروا الأرض ” فوافق ما قبلها وما بعدها لذا جاءت بالواو، وفي سورة فاطر وافق أيضاً ما قبله وهو قوله تعالى ” ولن تجد لسنة الله تحويلاً ” وما بعده قوله تعالى ” وما كان الله ليعجزه من شيء “.