ما يستفاد من سورة الفيل


سورة الفيل

هي سورة مكية عدد آياتها خمسة آيات ، ترتيبها في المصحف الشريف رقم مائة وخمس.


الدروس المستفادة من سورة الفيل


  • بداية السورة بالاستفهام ، هي درس عملي للإنسان يتعلمه من رب العالمين حين يستخدم في إسلوب الحوار الذي يريد به ، لفت انتباه المستمع وتحفيزه للسماع ، فبدأت السورة بأداة الاستفهام ألم ، وهو درس عملي يمكن استخدامه مع الطالب من المحاضر ، ومع الأبناء في المنزل.

  • بدأت السورة في أول آياتها استفهامين الأول ألم والثاني كيف ، وجاء الاستفهام الثاني ليكون أكثر تشويقا عن سابقه كيف فعل ربك ، وهو درس مستفاد لكل محاور أو خطيب أن يتعلم منه.

  • كلمة ربك وإضافة حرف الكاف المقصود به المخاطب ،هي دليل قرب وهي من الأساليب المستفادة في طريقة الحوار مع من يبتغي الفرد إمالة قلبه أكثر.

  • التعلم من ( أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ (2) وَأَرۡسَلَ عَلَیۡهِمۡ طَیۡرًا أَبَابِیلَ (3) ) أن لله جنود تفعل ما يشاء سبحانه وتعالى مما يزيد في القلب اليقين بقدرة الله ، وعظمته ، والاعتراف بضعف الإنسان ، وقلة حيلته أمام عظمة الله ، و ضعف الإنسان أمام وهن جنود الله في ذاتهم ولكن قوتهم يستمدها من تنفيذ أوامر الله.

  • ( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) ، شدة هلاك الله سبحانه وتعالى لمن يحارب الله.

  • هذه النهاية التي كتبها الله سبحانه تعالى على كل فاجر حارب ربه ، و يستحل حرمات الله ، كل طاغية يحارب الله ويستحل حرماته، وفي الصحيحين مِن حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد ﴾.

  • يستفاد من السورة بشكل عام دراسي تربوي شديد الاهمية وخاصة في العقيدة أن النصر والغلبة ليست بالقوة رغم أهميتها ، وليست بما يملك ، ولكنها أولا وأخيرا ، إرادة الله.

  • أكدت السورة على أهل الإيمان ، كيف أن الله ينصر دينه ، وبيته ، مهما كانت قلة حيلة المؤمنين ، ولكن على المؤمنين أن يبذلوا ما بوسعهم ، ليستحقوا النصر.

  • الثقة واليقين في نصر الله واقترابه ، مهما طال الوقت ، لكن من المهم أن يأتي النصر في وقت مهيأ فيه المسلم له ومستعد ، وذلك لا يتم إلا بالصبر والسعي.

  • قد تكون المعجزات أمر غير وارد في الزمن الحالي ، لكنه سبحانه قادر على تحقيق المعجزات باليقين في الله والتوكل عليه ولكن بالأسباب الدنيوية ، ذلك لان الله مدبر للكون كله وهو القادر على قلب موازين الأمور لصالح عبد من عباده يستحق.

  • إظهار الشكر لمن يستحق ، فقد حمى الله قريش ومكة والعرب من بطش أبرهة والسورة لتذكيرهم بأنعم الله سبحانه وتعالى. [1]


مشاهد قصة سورة الفيل


تعتبر قصة سورة الفيل من أكثر القصص التي يتيسر روايتها على الناس ، وخاصة للأطفال لما بها من دروس وعبر تربوية ، وكذلك لسهولة حفظها ، وتفسيرها ، وكونها كذلك تتضمن قصة قصيرة لا تبعث على الملل ، ولما فيها من عبر وعظات ، ولا تخلو من ذكر حيوان يعد من الحيوانات التي تحب الأطفال رؤيتها ، لذلك تعد السورة في مضمون الآيات و كلماتها الأسهل والأقرب في الاستماع والتلاوة.


  • المشهد الاول من هذه القصة يحكي عن قصة أصحاب الفيل عن بيت الله الحرام، وعن مكة المكرمة والتي كانت تعيش فيها قبيلة قريش في منطقة الجزيرة العربية ، وكانت الحياة في تلك المنطقة عبارة عن قبائل تعيش على التجارة وكان في مكة بيت الله الحرام ، الكعبة المشرفة، والتي كان يحج الناس إليها من وقت أن بناها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام مصداق لقول الله تعالى ( وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ (27) لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ (28) ثُمَّ لۡیَقۡضُوا۟ تَفَثَهُمۡ وَلۡیُوفُوا۟ نُذُورَهُمۡ وَلۡیَطَّوَّفُوا۟ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ (29)) [الحج27- 29] ، فكانت مكة المكرمة قبلة الناس التي يحجون إليها من كل مكان ، و يقدسونها ، وكانت كذلك سببا في أن قريش تنعم برواج اقتصادي نتيجة الذهاب والعودة منها وإليها.

  • المشهد الثاني من مشاهد قصة سورة الفيل هو مشهد لأبرهة ، وهو كان قائد مملكة حمير ، وكان قد أغضب منه النجاشي ملك اليمن من قبل بسبب نزاعه ومنازعته على الحكم مع أمير آخر ، فأرسل إلى ملك الحبشة يسترضيه ووعده ببناء عظيم كنيسة ضخمة ، وبالفعل بنى الكنيسة لكنها لم يحج إليها الناس كما يحجوا إلى الكعبة فعزم على هدم الكعبة ، ليصرف الناس إلى الحج لكنيسته ، وجهز جيشا لذلك وزود الجيش بالفيلة تقوم بهدم الكعبة.

  • المشهد الثالث لعبد المطلب بن هاشم ، وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يعد من كبار سادة قريش ، أرسل له أبرهة برسول يعلمه بقدومه ويخبره بنيته لهدم الكعبة ويطلب منه والجميع الاستسلام دون قتال ، فلما خاطبه الرسول قال عبد المطلب أنه لا قوة له بحماية البيت من أبرهة ، وللبيت رب سوف يؤمنه ويحميه.

  • المشهد الأخير من القصة حين دخل أبرهة بجيشه ومعه من الأفيال ما لم تشهده العرب من قبل من ضخامة الحجم وقوة ذلك الحيوان فلم يقف في طريقة أحد ، حتى وصل لمنطقة بين مزدلفة ومنه ورفض الفيل التقدم ، وكلما وجهه تجاه مكة رفض ولم يتحرك وإذا أزاحوا تجاه غيرها تحرك ، واستخدم معه كل أساليب الإجبار ولم يتحرك وتوجه إلى مكان بعيد وأصابته الطيور المرسلة من عند الله التي قيل عنها طير أبابيل كما أصابة الكثير من ذلك الجيش وقتل كل من أصيب وعاد أبرهة مصاب بمرض تتساقط فيه أطراف جسده واحدة تلو الأخرى حتى وصل اليمن ومات هناك ، انتصر الله لبيته ، وكان هو عام ولادة خير الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم. [2]


موضوعات سورة الفيل


  • قصة أصحاب الفيل.

  • الخوف من بطش وقوة الله.

  • ينتصر الله للحق ، وأصحابه.

  • مقاليد الكون بيد الله.

  • هلاك الظالمين نتيجة محتمة.

  • كل ما في الكون جنود الله ، وقتما يريد يستخدمهم.

  • العظة من من يعصي الله ومصيره.

  • كيد الظالمين خاسر.


مقاصد سورة الفيل


  • ذكر قصة أصحاب الفيل.

  • قدرة الله في خلقه.

  • ضعف الظالم مهما أوتي من قوة.

  • التأكيد على حرمة بيت الله الحرام، و حمايته له.

  • تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، بما يسمعه من قصص عن من سبق من المشركين.


غريب القرآن في سورة الفيل


  • كيدهم تعني شرهم.

  • تضليل تعني إبطال وتضييع.

  • أبابيل جماعات متتابعة.

  • سجيل هي حجارة من طين متحجر.