فوائد سورة المنافقون الروحانية
التعريف بسورة المنافقون
هي سورة مدنية ترتيبها في المصحف الشريف رقم السورة الثالثة والستون ، عدد آياتها إحدى عشر آية و تدور الآية حول بعض المشاهد للمنافقين مثل
- السورة تبدأ بصفات المنافقون الكاذبون، الذين كانوا يتآمرون على رسول الله والكذب عليه، ويتبين في هذه الآيات صفات المنافقين القبيحة التي تظهر في هذه السورة.
- سورة المنافقون تبين أن المنافقين هم أشد أنواع البشر خطورة على الإسلام أكثر من المشركين والكافرين واليهود.
- إن للقرآن الكريم فضل كبير في كشف هؤلاء المنافقين الكاذبين وكشف سرهم.
- وأهم صفات المنافقين هي كثرة الكذب، والحلفان على أقل شئ، والجبن المستمر، وخيانة الأمانة، وخلف وعدهم الدائم، وكثرة الفجور والكبر والتعالي وهذه أهم صفاتهم السيئة التي تميزهم عن غيرهم.
فوائد سورة المنافقون
-
عدم الانخداع بالقول ، ذلك لأن ربما من يبطن بداخله شئ يقول بلسانه غيره ، ( إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَكَـٰذِبُونَ ) ، ( المنافقون 1).
-
الحلف الدائم الكثير ليس دليل على صدق صاحبه ، بل على العكس قد يكون قرينة كذب ونفاق ، ( ٱتَّخَذُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُمۡ جُنَّةࣰ فَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَاۤءَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ) ، (المنافقون 2).
-
من يكفر بالله بعد الإيمان ، يطبع على قلبه وفؤاده ، ( ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا یَفۡقَهُونَ ) ، (المنافقون 3).
-
عدم الانخداع بالهيئة والمظهر ، وغيرها من الأمور الظاهرية ، ربما تخفي وراءها حاقد ، ومنافق ، وكذلك عدم الانخداع بالكلام المنسق ، والمزين ، ربما يخفي خلفه خواء و خداع ، ( وَإِذَا رَأَیۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن یَقُولُوا۟ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبࣱ مُّسَنَّدَةࣱۖ یَحۡسَبُونَ كُلَّ صَیۡحَةٍ عَلَیۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ ) ، ( المنافقون 4).
-
الاستكبار والعناد يورث الكفر ، والفجور، ( وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡا۟ یَسۡتَغۡفِرۡ لَكُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوۡا۟ رُءُوسَهُمۡ وَرَأَیۡتَهُمۡ یَصُدُّونَ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [المنافقون 5]
-
الإنفاق في سبيل الله واجب لأن ، خزائن الله لا تنفذ ، وكل شئ ملكه ، ( هُمُ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ یَنفَضُّوا۟ۗ وَلِلَّهِ خَزَاۤىِٕنُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَفۡقَهُونَ﴾ [المنافقون 6]
-
والإنفاق على الفقراء خير لصاحبه إن الله غني عن عباده ، ( وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقۡنَـٰكُم )[ 10]
-
العزة لله ، ولا عزة للكفار والمنافقين ، لذلك فإن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء ، وبيده الامر كله، والعزة من حظ من آمن بالله حق الإيمان ، یَقُولُونَ لَىِٕن رَّجَعۡنَاۤ إِلَى ٱلۡمَدِینَةِ لَیُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [المنافقون 8 ]
-
ذكر الله واجب ، لا يجب أن ينازعه الولد والمال ، ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَ ٰلُكُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ [المنافقون 9]
-
الخسارة نصيب من نسي ذكر الله والإغفال والإنشغال بغيره.
-
الحسرة الشديدة على عدم الإنفاق بعد الموت ، والانتباه والإسراع في الإنفاق في الحياة الدنيا.
-
الموت والأجل له ميعاد محدد لا يتغير ، وهو قدر الله.
المعاني في سورة المنافقون
-
المنافقون هم الذين يشوهون صورة الإسلام، فيظهرون الإيمان وهم في داخلهم وبواطنهم كفار.
-
اتخذوا أيمانهم جُنَّة ذلك يدل على كثر حلفانهم الكاذب، ليكون حماية وحفاظاً لهم من القتل وأي شئ يخالف الإسلام والعقيدة.
-
إنهم ساء ما كانوا يعملون: إن من أسوء صفات المنافقين هي الخداع، والكذب، المعاصي، وارتكاب الفواحش.
-
فهم لا يفقهون ، فهم أشخاص يجهلون بحقيقة الإيمان، ولا يعرفون عنه أي شئ، ويصدقون الكفر ويؤمنون به.
-
كأنهم خشب مسندة المنافقون مثل الأخشاب الذي تسند على الحوائط لانهم بلا روح ، ولا معنى بسبب نفاقهم.
-
يحسبون كل صيحةٍ عليهم: من كثرة الجبن والحلفان، فإنهم يخافون من أي شئ وكل شئ.
-
فاحذرهم: يجب أن تحذر من هؤلاء المنافقين الكاذبين، ولا تأمنهم على سر، لأنهم يفصحون به.
-
قاتلهم الله أنى يؤفكون وهذا دعاء عليهم بالبعد عن الله عز وجل، ويبتعدون عن رحمة الله، ويبتعدون عن الحق أيضاً ويذهبون إلى الباطل وهذا غضب من الله عليهم. [1]
ما هي مقاصد سورة المنافقون
حيث أن سورة المنافقون تبين صفات المنافقين الكاذبين، نفاق في عقيدتهم فإن من مقاصد السورة كشفهم ، وبيان صفاتهم والتحذير منهم ، والابتعاد عن التشبه بهم.
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصفهم في حديثه وقال :
وما دَخَنُه؟ قال: يكونُ بعدي أئمةٌ يستنُّونَ بغيرِ سُنَّتِي، ويَهدُون بغيرِ هديِي، تعرفُ منهم وتُنكرُ، وسيقومُ فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشياطينِ، في جثمانِ إنسٍ” وفي حديث آخر يقول ” قال: لا ترجعُ قلوبُ أقوامٍ على الذي كانت عليه، فقلتُ: هل بعد ذلك الخيرِ من شرٍّ؟ قال: نعم، فتنةٌ عمياءُ صمَّاءُ عليها دعاةٌ على أبوابِ جهنمَ، من أجابَهُم إليها قذفوهُ فيها، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهُمْ لنا؟ قال: هم من جِلدَتِنا، ويتكلمون بألسِنَتِنا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فما تأمُرني إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزمُ جماعةَ المسلمين وإمامَهم، وإن ضرب ظهرَك، وأخذ مالَك، فاسمع وأطِعْ”.
فضل سورة المنافقون
اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ علَى المَدِينَةِ، وَخَرَجَ إلى مَكَّةَ، فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الجُمُعَةَ، فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الجُمُعَةِ، في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ: إذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ، قالَ: فأدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلتُ له: إنَّكَ قَرَأْتَ بسُورَتَيْنِ كانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بهِما بالكُوفَةِ، فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَقْرَأُ بهِما يَومَ الجُمُعَةِ. [وفي رواية]: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ، بمِثْلِهِ، غيرَ أنَّ في رِوَايَةِ حَاتِمٍ: فَقَرَأَ بسُورَةِ الجُمُعَةِ في السَّجْدَةِ الأُولَى وفي الآخِرَةِ: {إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ}[المنافقون:1]. [2]
الدروس المستفادة من سورة المنافقون
-
العاقل لا ينخدع بالمظاهر ولا حسن الكلام.
-
الإنفاق من المال الذي هو أصله من عند الله.
-
العزة شيمة المؤمنين ينعم الله بها على من يشاء من عباده.
-
الانشغال الزائد بجمع المال والأولاد يورث الخسارة.
-
قراءة السورة تذكر بالنفاق وأهله ، لابد على كل إنسان أن يكون صادق اللسان، صادق القلب، وصادق النية، وطيبة القلب لا تغني عن التأكد من صدق النية.
-
وهذه السورة تؤكد أن الله يعلم كل شئ، ولا تخفى عليه خبايا المنافقون، ويعلم الله الصادق من الكاذب، وقلوبهم هي التي تؤكد على ذلك، وصفة النفاق تعد من صفة الكذب والله لا يحب المنافقين، والكاذبين والمنافقون كلاهما في النار.
-
وفي هذه السورة يحذر الله من مقاطعة هؤلاء المنافقين الكاذبين، وعدم محاولة التقرب إليهم، ويكشف الله هؤلاء المنافقين في كل شئ في القرآن الكريم، ويأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم عدم الصلاة عليهم بعد موتهم ويصفهم بـ “الفاسقون”.
-
عند قراءة سورة المنافقون يدرك الشخص حقيقة المنافقين وصفاتهم، وماهو النفاق، وبناءً على ذلك فإن الإنسان يحمي نفسه من شر هذا النفاق، ويحمي نفسه من أفعالهم.
-
ومن يقرأ سورة المنافقون عليه أن يحافظ على نفسه وعلى من حوله من شر تلك الصفات السيئة.