فوائد سورة المؤمنون الروحانية
ما هي فوائد سورة المؤمنون الروحانية
ان سورة المؤمنون مثلها مثل بقية سور القرآن الكريم ن تعطي البركة لقارئها ، ولها فضل عظيم ، فقراءة الحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ، كما أن القران يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، وسور القرآن منها ما يغفر لقارئه ذنوبه جميعا ، ومنها ما يعطي لصاحبه الأمان في الدنيا من الكوارث والأمراض والفيضانات.
ومنها ما يؤدي الله بها دين المديون ، ومنها ما يجعل الملائكة تصلي على قارئها ، ومنها ما ليس بين قراءتها ودخول الجنة إلا الموت ومنها ما هو شفاء للقلوب من أمراضها ، وشفاء للأبدان من أمراضها أيضا ، ومن فوائ سورة المؤمنون الروحانية ما يلي : [3] ، [1]
- تحفز المؤمن على الفلاح والقيام لما فيها من صفات المؤمنين حيث بدأها الله وختمها بذكر الفلاح فبدأها بذكر فلاح المؤمنين في الدنيا والاخرة ونفي فلاح الكافرين وما بينهما ذكر صفات المؤمنين.
- تجعل المؤمن يحسن الظن بالله وهو من أعظم ما يعقد المسلم عليه قلبه فهو من أعظم أعمال القلوب.
- تجعل المرء يدرك قيمة وجوده في الحياة الدنيا ” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ” فاذا ضعفت همته وفترت عزيمته وشغلته الدنيا حتى أنسته الأخرة تذكر الآية فرجع وأناب
- حفظ اللسان والفرج عن الحرام
- تعظيم اثم الكذب فينتهي الناس عنه وحفظ الأمانة والعهود وتأدية الحقوق لأصحابها
- البعد عن السخرية وتتبع زلات الناس والانشغال بالنفس فما انشغل أحد بتتبع زلات الناس الا أصيب بالغفلة عن ذكر الله وقسوة القلب (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ)
- محاسبة النفس فهي من سمات المؤمنين فمن من يحاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب يوم الحساب
- تحفز المسلم على الحفاظ على الصلاة والخشوع فيها حيث إن السورة ابتدأت بذكر الصلاة والخشوع فيها والمحافظة عليها فالخشوع روح الصلاة
- كما أن الصلاة الخاشعة تجعل المؤمن يمتنع عن اللغو
- تجعل المؤمن يؤدي الزكاة زكاة المال وزكاة النفس ليطهر نفسه من الذنوب ويقبل علي الله
- تجعل المؤمن يدرك عاقبة الظلم مهما طال العمر فينتهي عن الظلم ويقبل على الأكل الحلال والعمل الصالح وينتهي عن الفساد فالعمل الصالح ثمرة الجسد الصالح
- كما تعلمنا سورة المؤمنون الدعوة إلى توحيد الله وذلك من خلال بيان مظاهر قدرة الله وآياته في الآفاق وفي الأنفس وأخذ العظة بذكر قصص بعض الأنبياء في السورة
- كما تعلمنا خشية الله فالمؤمن الحق لا يغتر بإيمانه ولا يأمن عاقبة الله فيزداد اقبالا على الله وخشية من عذابه
- تدعو المؤمن لاتباع الحق وعدم إطلاق العنان للأهواء وعدم الاعراض عن ذكر الله
- الدعوة للتسامح واتساع الصدر وقبول العذر
- وتعلمنا هذه السورة مجاهدة النفس في الحياة الدنيا للفوز بنعيم الاخرة
- الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة
- تذكر الموت الذي يجعل الانسان يستيقظ من غفلته وينتهي عن الهوى.
- تدعو السورة الي التفكر ، والتدبر ، والتأمل في القول فإنه لو تدبره الانسان لأوجب له الإيمان ولمنعه من الكفر ولكن المصيبة التي أصابته بسبب إعراضه عن فتدبر القرآن يدعو إلى كل خير ويعصم من كل شر.
فضل سورة المؤمنون
في الاخرة
ومما يقوى هذا الشعور بالمسؤلية ، التي تجعل المؤمن يوقن يقينا جازم بأنه يقوم لرب العالمين ، ويحاسب على أعماله دقها ، وجلها صغيرها ، وكبيرها فإما إلى النعيم المقيم ، وإما إلى عذاب الجحيم فالمؤمن يقضي حياته بين الخوف والرجاء يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه {يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} وتقوي في المؤمن شعور أن الدنيا بعذابها ونعيمها لا تساوى مقابل الآخرة.
وهذه المعرفة القوية تهون على المؤمن متاعب الدنيا ومشاقها ومرارتها حتى يصبح لا للدنيا ولا ويلقي إليها بالا. خصوصا وأنه يعلم أن عاقبة ما هو فيه الجنة وهي الفوز العظيم والنعيم المقيم.[1]
في الصبر
ان الصبر من أعظم أسباب الفوز في الدنيا والآخرة فتحفز السورة على الصبر ” إني جزيتهم اليوم بما صبروا ” ، فلم يذكر الصلاة ، ولا الصوم ،بل ذكر الصبر ، فالصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف وجعا.
فتلهمنا السورة على الصبر والتثبيت عليه فيفرح الله بالعبد الصابر ويباهي بيه فتجعل هذه الآية المؤمن يتصبر على ما به في اشد الأوقات.[1]
فضل خواتيم سورة المؤمنون
أما خواتيم سورة المؤمنون وفوائدها أنها تجعل قارئها يؤمن أنه لابد للمصائب أن تنجلي فقراءتها بالإيقان في اذن المصاب تبريء المصاب وتجلب المغانم مع السلامة أما الآيات الأربع التي ختمت بها سورة المؤمنون فقد جاء في فضلها حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه : ” أَنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ ؟ ) ، قَالَ: قَرَأْتُ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا) حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ) ” . [4]
سورة المؤمنون من السور المكية التي نزلت قبل الهجرة وهي عبارة عن ثلاث أرباع وعدد آياتها 118 آية وموجودة في الجزء ال 18 وهي السورة رقم ثلاثة وعشرون من حيث الترتيب في كتاب الله وقد سميت بهذا الاسم لأن الله عز وجل بدأها بصفات المؤمنين وثوابهم عند الله في الآخرة على صبرهم في الدنيا وايمانهم وأعمالهم الحسنة.
وتدور موضوعاتها حول صفات المؤمنين وجزاءهم من النعيم عند الله وتتحدث عن أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث كما تتحدث عن قصص بعض الأنبياء ودعوتهم للحق وعبادة الله ، ومن اسمائها :
- سورة المؤمنون: تخليدا لصفات المؤمنين وما يستحقوه من الفردوس الأعلى والنعيم في الجنان
- سورة الفلاح
- سورة قد أفلح
مقاصد سورة المؤمنون
تقرير الفلاح للمؤمنين وبيان الصفات التي حازوا بها الفلاح ، وتزكية النفس ، واستقامة السلوك ودلائل الإيمان في الأنفس والآفاق ودلالة ذلك الخلق على إثبات البعث بعد الممات ، وأن الله لم يخلق الخلق سدى ولعب وأن الله اًراد العبودية لله وحده دون سواه كما يبين غفلة كثير من الخلق عن ابتلاء الله لهم ، وغرورهم بما هم فيه من متاع والتذكير بدعوة الرسل للهدى والإرشاد والدعوة إلى التوحيد والعمل الصالح وأكل الطيب الحلال ونبذ الخبيث الحرام والتعوذ من وسوسة الشياطين ، وحضورهم كما صورت السورة بمشهد من مشاهد القيامة يلقى فيه المكذبون عاقبة التكذيب ويؤنبون على ذلك الموقف المريب ويُختم المشهد بتعقيب يقوم بتقرير التوحيد المطلق ، والتوجه إلى الله بطلب الرحمة ، والغفران وذلك هو الفلاح الذي ابتدأت به السورة. [1]