فوائد سورة العاديات الروحانية


سورة العاديات

سورة العاديات سورة هي سورة مكية ولم يتفق في ذلك العلماء ، إذا كانت مكية أو مدنية  أي أنها نزلت بعد الهجرة، وهي أحد عشر آية ، نزلت بعد سورة العصر، ترتيبها في المصحف السورة رقم مائة ، وهي سورة خالية من ذكر أسم الله فيها ، وذكر فقط بها لفظ ( ربك ).


الفوائد الروحانية لسورة العاديات


  • بدأت السورة بالقسم بمخلوقات الله سبحانه وتعالى ، وهو قسم لا يجوز إلا لله سبحانه وتعالى وحده أما الإنسان فلا يجوز له أن يقسم بغير الله ، ( وَٱلۡعَـٰدِیَـٰتِ ضَبۡحࣰا ۝ فَٱلۡمُورِیَـٰتِ قَدۡحࣰا ) وهو ما يشير إلى أهمية ما تتضمنه الآية حتى تبدأ بالقسم للتنبيه ، (العاديات 1)

  • الوصف الدقيق لأثر ارتطام قدم الخيل على الصخر و خروج شرار النار من أثر قوة احتكاك أرجل الخيل بالأرض ، ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ (العاديات 2).

  • الإشارة إلى الإغارة في أوقات الصباح كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ (العاديات 3)

  • الخيل التي أقسم بها الله ، يجب رعايتها و الاعتناء بها ما أمكن ذلك ، كونها أداة الجهاد الأولى سابقاً في الإسلام.

  • جحود الإنسان والأولى به ، ألا يكون كذلك ، وأن لا يجحد نعم ربه ، وأن يتذكر النعم التي لا تعد ، ولا تحصى ،  وشدة جحود الإنسان جعلت الله سبحانه وتعالى يقسم عليها ، ﴿إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ ، ( العاديات 6).

  • ولا يجب على الإنسان أن يعد المصائب وينسى نعم ربه عليه ، ويجحدها ، ومن ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قَالَ: “الْكَفُورُ الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ، وَيَمْنَعُ رَفْدَهُ”.

  • الخوف من الله الذي يشهد على كنود وجحود الإنسان لنعم الله ، ويشهد الإنسان بنفسه على هذا الجحود ويقر به، ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾ ، ( العاديات 7).

  • التعلق بالمال و الدنيا وحبهما الشديد ، و الانغماس في الماديات جزء من جحود الإنسان ، وعلى كل شخص أن ينتبه من أن يكون من المقسوم عليهم في الجحود وحب المال ، ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ ، (العاديات 8).

  • الخوف من البعث ، والرهبة من يوم القيامة ، والعمل من أجل ذلك اليوم ، (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ ،  (العاديات 9).

  • إصلاح السر كما العلن ، و الخوف من ذنوب الخلوات ، لأنها ستعلن و تنكشف ، ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) (العاديات 10).

  • الخشية من الله الذي يعلم كل شئ ولا يخفى عليه أمر هو الخبير بكل بواطن الأمور (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ ، ( العاديات 11 ).

  • التأكيد على فضل الجهاد في سبيل الله ، وقتال الأعداء.

  • الالتزام بأوامر الله نجاة في الدنيا والآخرة.

  • صلاح الإنسان وفساده يبدأ من الصدور وتحديدا من القلوب التي تحتويها.


فضل سورة العاديات


قال العلماء في فضل سورة العاديات كما فضل باقي سور القرآن الكريم جميعها ، و زادوا بها حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا أحمد بن محمد البستي ، حدثنا محمد بن مكي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن عبدة ، حدثنا حفص بن جميع ، حدثنا سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث خيلا شهرا لم يأته منها خبر ، فنزلت : ( والعاديات ضبحا ) : ضبحت بمناخرها ، إلى آخر السورة . ومعنى ” أسهبت ” : أمعنت في السهوب : وهي الأرض الواسعة ، جمع ” سهب ” .


قال مقاتل : بعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري ، فتأخر خبرهم ، فقال المنافقون : قتلوا جميعا ، فأخبر الله تعالى عنها ، فأنزل [ الله تعالى ] : ( والعاديات ضبحا ) يعني : تلك الخيل . [1]


تفسير بعض الكلمات في سورة العاديات


  • الْعَادِيَاتِ هي الخيل.

  • الضَّبْحُ صوت عند الجري والعدو.

  • كان عليّ – رضي الله عنه – يقول:(١) “هي الإبل تذهب إلى وقعة بَدْرٍ. (وقال) : ما كان معنا يومئذٍ إلا فرس عليه المِقْدَادُ”.

  • وقال آخرون(٢) : “الضَّبْع” و “الضَّبْح” واحدٌ في السَّيْر؛ يُقال: ضَبَعَتِ الناقةُ وضَبَحتْ.

  • فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا أي أشعلت النار تحت حوافر أرجلها.

  • فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا أي تسبب في إثارة التراب والغبار.

  • فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا أي توسطت الجمع من العدو الذي أغارت عليه.

  • لَكَنُودٌ أي أن الإنسان كفور يكفر بما أعطى من الخير.

  • ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) والخير المقصود هنا في هذه الآية هو المال أي أن الإنسان شديد الحب للمال.

  • بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ أي قلب و اخرج ما كان في القبر.

  • (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ أي ظهر وميز ما كان في القلب.


الدروس المستفادة من سورة العاديات


  • إعداد الخيل للجهاد ، ورعايتها والاهتمام بها.

  • تعلم القوة و الشدة في موضعها كما هي الخيل في الحرب تشعل النار تحت أقدامها من شدة العدو والجري.

  • الإغارة على العدو صباحاً ، وجعل المهام الكبيرة لفترة الصباح.

  • تعلم القوة والشجاعة مع العدو ، واختراق الصفوف ، وعدم التولي في المعارك.

  • تعلم أهمية الجهاد وقيمته.

  • تذكر نعم الله على عباده ، وعدم الإغفال و النسيان.

  • عدم التركيز على المصائب و الابتلاءات ، ونسيان النعم و الخير.

  • عدم التعلق بالمال ، والدنيا والتحكم في حب المال ، وشهوة الرغبة في زينة الدنيا

  • تحري الأعمال الظاهر والباطن.

  • تنقية القلوب والسرائر.

  • الخشية والخوف من الله.

  • معاملة الله قبل البشر في السر والعلن.


مقاصد سورة العاديات


من مقاصد سورة العاديات:


  • إظهار مدى جحود الإنسان لأنعم الله .

  • بيان اهمية الجهاد.

  • الحب الشديد للمال يورث نكران النعم.

  • تنقية السرائر.



أسباب نزول سورة العاديات



قيل في أسباب النزول للواحدي أنه قال سبحانه وتعالى لما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالسرية ، و تأخر خبر السرية التي خرجت بأمر النبي و لكن بدونه ولهذا تسمى السرية ، فخرج المنافقون يقولون أن من كان بالسرية من المسلمين جميعهم قتلوا، فجاء الخبر من السماء من عند الله تعالى سورة والعاديات ضبحا ، وهذه الأحاديث التي رويت في هذا الشأن.


قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿والعادِياتِ ضَبْحًا﴾  ، وقالَ مُقاتِلٌ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً إلى حَيٍّ مِن كِنانَةَ، واسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ المُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو الأنْصارِيَّ، فَتَأخَّرَ خَبَرُهم، فَقالَ المُنافِقُونَ: قُتِلُوا جَمِيعًا ، فَأخْبَرَ اللَّهُ تَعالى عَنْها، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿والعادِياتِ ضَبْحًا﴾ ، يَعْنِي بذلك تِلْكَ الخَيْلَ.


أخْبَرَنا عَبْدُ الغافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الفارِسِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ البُسْتِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ، قالَ: حَدَّثَنا إسْحاقُ بْنُ إبْراهِيمَ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قالَ: حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، قالَ: حَدَّثَنا سِماكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ،  أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ خَيْلًا، فَأسْهَبَتْ شَهْرًا لَمْ يَأْتِهِ مِنها خَبَرٌ، فَنَزَلَتْ: ﴿والعادِياتِ ضَبْحًا﴾ . ضَبَحَتْ بِمَناخِرِها. [2]