فوائد سورة العنكبوت الروحانية
سورة العنكبوت
سورة العنكبوت هى السورة التاسعة والعشرين فى ترتيب المصحف ، وكان نزولها بعد سورة الروم ، اى : انها من اواخر السور المكية فى النزول ، اذ ان ترتيبها فى النزول الثالثة والثمانون بين السور المكية ، ولم ينزل بعدها قبل الهجرة سوى سورة المطففين ، وعدد اياتها تسع وستون اية.
واجمع العلماء على انها سورة مكية ، ومنهم من يرى ان فيها ايات مدنية ؛ وذلك وفقا الالوسي ، وكذلك الحسن ، وجابر ، وعكرمة ، وعن بعضهم انها اخر ما نزل بمكة ، حيث قال يحيى بن سلام ، إن سورة العنكبوت سورة مكية ، الا من أولها الى قوله – تعالى : ” وليعلمن الله الذين ءامنوا وليعلمن المنافقين..”
والذى تطمئن اليه النفس ، ان سورة العنكبوت كلها مكية ، وليس هناك روايات يعتمد عليها فى كون بعض اياتها مدنية.
وقد افتتحت سورة العنكبوت ببعض الحروف المقطعة ” ألم” ، ثم تحدثت عن تكاليف الايمان , وانه يستلزم الامتحان ، والاختبار ليميز الله الخبيث من الطيب ، وعن العاقبة الحسنة التى اعدها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين الصادقين.
ثم حكت جانبا من اقوال المشركين, ومن دعواهم الكاذبة, وردت عليهم بما يبطل اقوالهم, وبما يزيد المؤمنين ايمانا على ايمانهم.[1]
ما هي فوائد سورة العنكبوت الروحانية
كان لسورة العنكبوت خواصا روحانية ، حيث روي عن أبي بن كعب عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال ، أن من روحانيات قراءة سورة العنكبوت ، كان له أجر عشر حسنات بعدد عباد الله المؤمنين ، والمؤمنات ، والمنافقين ، والمنافقات.
وكذلك من قام بكتابة سورة العنكبوت ، وشرب ماءها ، ازال الله سبحانه وتعالى عنه الاسلام ، والأمراض ، وجعله ذو صحة ، فلا يشعر بالحزن والغم ، والام من وجع اي مرض الا وجع الموت ، ويتواجد السرور ، والسعادة إلى نفسه.
كما يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أن من قرأ سورة العنكبوت قبل النوم ، وهو يدير إصبعه في سرته ، غلب عليه النوم من أول الليل لآخره ، ما يجعله مستيقظ بصحة ، ونشاط.
كما ذكر في حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن من قرأ سورة العنكبوت ، والروم في الليلة الثالثة ، والعشرين من شهر رمضان ، فهو من أهل الجنة ، بلا استثناء أحد.
وقد ذكر بعض علماء الدين ، والشريعة ، والتفسير أن من قرأ الآية الكريمة ، الواحدة والاربعون من سورة العنكبوت ، والتي تقول : ” مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ” ، تفيد في علاج السحر ، والحسد.[1]
سورة العنكبوت عند اهل البيت
كما أن من فضل قراءة سورة العنكبوت أنها تحلب السعادة على قارئها ، وتبعث الراحة ، والطمأنينة ، والتركيز ، وبالأخص أن كان العبد يقرأها قبل النوم ، مما تشعره بالسكينة ، وتمنع اضطرابات النوم عنه.
وقد ذكر عن بعض علماء الدين ، والتفسير أن قراءة بعض الايات من سورة العنكبوت ، يمكنها أن تساعد في حل المشكلات ، وبالأخص بين الزوج ، وزوجته ، ما يبعث الشعور بالرضا بينهم ، والمودة ، والمحبة بين الطرفين.[1]
فوائد تربوية من سورة العنكبوت
قام بعض الخبراء والباحثون فى التعليم بدراسة متعمقة في سورة العنكبوت ، من أجل التوصل ، والتعرف على محتويات سورة العنكبوت ، وتطبيقاتها في التعليم ، والتربية.
وقد قام الباحثون باستخدام المنهج الوصفي ، والمنهج الاستنتاجي ، حيث تكونت الدراسة من عدة موضوعات أبرزها ، بيان قيمة سورة العنكبوت وتعريفها ، ومبادئ الإفصاح ، والقيم ، والأساليب التربوية المستمدة منها.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات ، وكانت أهمها شمول العديد من التطبيقات التربوية ، من أجل غرس القيم ، والمبادئ؛ مثل الأساليب التعليمية.
ويأتي مبدأ الإيمان لتطبيق تربوي ، وأحيانًا عبر القصة ، والحوار ، وأحيانًا عن طريق الترهيب ، حيث أن مبدأ الإيمان هو الأكثر تداولاً في سورة العنكبوت ، وهذا دليل على أهميته ، فهو أساس العقيدة الإسلامية.
وكذلك طريقة القصة تعتبر من أكثر الأساليب التعليمية المستخدمة في سورة العنكبوت ؛ وهذا دليل على أن أقوى الأساليب التعليمية ، وأكثرها إثارة للاهتمام ، وتأثيرًا في التعليم هى القص.
كما وجدت الدراسة بعض التوصيات ، والتي من أهمها ، عمل كتيب كدليل إرشادي للأسر ، وتوجيههم ، وإرشادهم في كيفية غرس قيم ، ومبادئ التربية للأطفال ، وذلك من خلال تطبيقات تربوية مستمدة من القرآن.
بالاضافة الى التطبيقات المشتقة من الآيات ، وايضا مزيد من الاهتمام بمبدأ الإيمان في المجال التربوي في جميع المؤسسات التربوية ، وأهمها الأسرة في توضيح هذا المبدأ ، ومحاولة غرسه في نفوس الأبناء ، كونه أكثر المبادئ التي تناولتها سورة العنكبوت مما يدل على أهميتها.
فضل سورة العنكبوت بين الماضى والحاضر
تظهر قراءة سورة العنكبوت ، أن فترة نزولها كانت فترة الاضطهاد الشديد للمسلمين في مكة ، حيث كان الكفار يعارضون الإسلام ، ويحاربونه بما اوتوا من قوة ، كما أن معتنقو الاسلام الجدد كانوا يتعرضون لأقسى الظلم ، والعذاب.
وتوضح بدايات سورة العنكبوت ، أولئك الذين تبنوا أسلوب حياة نفاق ، لخوفهم من الظلم ، والتعذيب الجسدي الشديد ، الذي تعرضوا له من قبل الكفار ، لمجرد إيمانهم بالله الواحد.
وكانت هذه هي الظروف عندما أنزل الله هذه السورة لتقوية ، وتشجيع المسلمين المخلصين ، وكذلك لخز من كان يظهر ضعف الإيمان ، إلى جانب ذلك ، تم تهديد كفار مكة ، وتحذيرهم من أن يدعوا لأنفسهم المصير الذي يعيشه أعداء الحقيقة في كل عصر.
غيورة العنكبوت تتحدث عن واجب اتباع الفضيلة فى كل الاوقات ، والتحلى بالايمان ، وتحمل الشدائد ، لان الشدائد هى التى تفرق بين المؤمن الحق ، وضعيف الايمان ، ومن هنا يكون الفارق بين مصير كل منهما ، فمن تحمل البلاء كان على الله سبحانه وتعالى نصرته عند الدعاء وعند حلول المصائب وعلى النقيض يكون ضعيف الايمان.
ولا يجب ان ننسى ان لكل سورة من سور القران ، ولكل اية من اياته معنى روحي ، وفضل ولكن من أجل أن نكون من هؤلاء المستفيدين من هذا الفضل ، وأصحاب الدعاء المستجاب ، وجب علينا التقرب من الله فى كل وقت ، واتباع اوامره الواردة فى القران ، واحاديث رسوله وزجر نواهيه ، والابتعاد عنها.