امثلة على مهارة الملاحظة

تعريف الملاحظة

تُعرف الملاحظة على أنها القدرة علي ملاحظة التفاصيل الدقيقة والخفية ، والتي من خلالها تجعل صاحبها على دراية بإدارة المواقف واتخاذ أكبر واتخاذ قرارات بحكمة وتأنٍ .

في بعض الأحيان يتم الخلط بين الملاحظة وبين التفكير النقدي، ولكن المصطلحين مختلفين تماما ، حيث أن التفكير النقدي يقتصر على المهارات التي تتيح من خلالها للفرد تحليل المواقف والمعلومات من حوله وذلك من أجل الحصول على نتيجة معينة .

بينما الملاحظة هي عبارة عن عملية يتم فيها قراءة أشخاص أو مواقف معينة وذلك للحصول علي بعض المعلومات ،  حيث يتمكن الأشخاص ذو الملاحظة القوية من رؤية الكثير من التفاصيل التي يغفل عنها الآخرون . [1]

مهارات قوّة الملاحظة

تعتبر قوّة الملاحظة من أهمّ المهارات المرنة التي يبحث أصحاب العمل عنها في موظفيهم وذلك لما لها من أثر إيجابي كبير على الأداء والإنتاجية في العمل . [2]

مميزات مهارة قوة الملاحظة

  1. القدرة على تحديد ما يجب فعله أو ما يجب الابتعاد عنه من خلال امتلاك قوة الملاحظة وبالتالي يكون الفرد له قدرة على الانتباه أكثر من المحيطين حوله ، وذلك بدلا من التركيز على المهمة التي معه ، وبالتالي يكون له القدرة ع اتخاذ القرار السليم ، وتحديد ما يجب عليه فعله وذلك وفقا لما يمر به من ظروف محيطة حوله .
  2. تساهم ايضا مهارة الملاحظة للوصول الي مرحلة التعليم المعزز ، بمعنى أن تصبح عملية التعليم أكثر كفاءة ، وذلك نظرًا لأن الفرد الذي يمتلك مهارات قوية في الملاحظة له القدرة علي ملاحظة أدق التفاصيل والاهتمام بها وبالتالي يكون أكثر قدرة على فهم المهارات والمعلومات المتحصل عليها ، وبالتالي يصل إلى أفضل نتائج في عملية التعلم .
  3. يتميز الفرد الذي يملك مهارة الملاحظة  بالخروج من الروتين اللاواعي الذي يمارسه الكثيرون  في حياتهم العملية بلا وعي ، وذلك لما يفرضه العمل عليهم من الروتين اليومي البحت ، وعلى الرغم من أن هذه المهارة من الامور الايجابية ، الا انه يتوجب على الفرد المقاتلة في عملية التعلّم والعمل ، فالروتين يَحول بين الفرد وبين التطور والارتقاء بمهاراته المختلفة ، لذلك تعتبر قوّة الملاحظة والاهتمام بأدق التفاصيل من أهمّ المهارات التي تساعد الفرد على الخروج من الروتين اللاواعي ، والقيام بالأمور المختلفة عن وعي وانتباه وبالتالي يحقق الفرد التطور داخل بيئة العمل باستمرار .
  4. الأفراد الذين يمتلكون مهارة الملاحظة يكون تركيزهم دائما على الآخرين بدلاً من التفكير في أنفسهم، فعندما يكون الفرد قويّ الملاحظة ، فهو يركّز على الآخرين بدلاً من التركيز على نفسه، هذا الأمر يطوّر مهاراته في الاستماع والتواصل ، وبالتالي يصبح الفرد أكثر قدرة على معرفة ما يحتاجه الآخرون وبالتالي يمكن تقديم ما يناسبهم من خدمات ، سواءً كان ذلك عن طريق مساعدة تطوّعية أو عبارة عن جزءًا من المهام الوظيفية داخل مكان عمله .[2]

أمثلة على مهارة الملاحظة

من الصعب التعرف على قوة الملاحظة في الحياة اليومية، فيجب


تطوير  أهمية الملاحظة


وأثرها في تحقيق النجاح والتطور الوظيفي وذلك على مستوى الأفراد داخل الشركات فعلى سبيل المثال :

لنقوم بفرض أن موظف ما داخل شركة يواجه وقت عصيبا لكي يقوم بتسليم بعض الأوراق والمهام المطلوبة منه في وقت محدد ، ومع ذلك يتميز هذا الفرد بتقديم جودة عالية في عمله ، في هذه الحالة سوف يحاول مدير العمل التقليدي الذي لا يملك مهارة الملاحظة بأن يقوم بتحفيز هذا الفرد إما عن طريق نظام المكافآت أو عن طريق تهديده بالخصم ، أو أي نوع آخر من العقوبة وذلك لتحفيزه على تسليم المهام المطلوبة منه في الوقت المناسب .[1]

لكن تخيل الموقف هذا مرة أخرى  مع مدير آخر ولكن يمتلك مهارة الملاحظة، فسوف يلاحظ المدير أن هذا الفرد يواجه مشكلة في الالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم العمل وذلك في الأسبوع الثالث من كل شهر ، في ذلك الوقت ومن خلال طرح بعض الأسئلة على هذا الشخص قد يكتشف المدير أن الموظف منفصل عن زوجته ، و يعتني بطفلته لمدة اسبوع واحد من كل شهر ، وهو الاسبوع الثالث الذي لاحظ فيه التقصير .

ومن خلال الوصول إلى هذه النتائج سوف يتعامل المدير مع الأمر بكفاءة عالية ، فسوف يحرص على إعطاء المهام المطلوبة لهذا الموظف أبكر من المعتاد ، أو قد يعطيه خيار أن يعمل من المنزل في بعض الأيام، وذلك بدلاً من أن يلجأ إلى التهديد والضغط اللذان قد يؤديان إلى التسبب بخسارة شخص ذو كفاءة عالية ، ويمتلك مهارة عالية للعمل في الشركة ، وهذا المدير قد اكتسب هذه المهارة مع مرور الوقت ومن خلال التدريب والتمرين .[1]

تطوير مهارات الملاحظة

لكي يتم


تجربة تطوير مهارات الملاحظة


يجب اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على امتلاك هذه المهارة مثل:

  1. يجب ممارسة تمارين التأمل بشكل منتظم ، وذلك عن طريق الجلوس في كل صباح بوضعية مريحة مع غلق العينين والتركيز مع عملية التنفس ، والبقاء على هذه الحالة لمدة خمسة دقائق فقط، في ذلك الوقت سوف تلاحظ كمية كبيرة من الأفكار التي تتدافع داخل الرأس ، ومع ذلك دعها أمامك ولكن مع تكرار ذلك سوف تلاحظ ان عدد كبير من الافكار بدأ أن يتراجع، وبعد مرور وقت معين سوف تصل الى مرحلة من الفراغ الذهني دون حدوث أي أفكار مزعجة ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة تكون العمليات الذهنية التي تدور داخل العقل أسرع مما يساعد ذلك في تطوير قدرات مهارة الملاحظة، وكذلك التركيز مع أدق التفاصيل .
  2. تجربة الجلوس في مكان عام وتدوين بعض الملاحظات ، مثل الجلوس في مكتبة أو حديقة عامة أو مول تجاري وتأمل الأشخاص من حولك فمثلا الانتباه لما يرتدون من ملابس ، وطريقة سيرهم، وكيفية تفاعلهم مع البيئة المحيطة ، وتدوين كل ما تراه من عمليات البناء أو مرور السيارات والمحلات، قم بتدوين كل هذه الامور حتي تدوين الشعور التي تشعر به تجاه هذه الأشياء ، سوف تجد قدرتك على الملاحظة في تطور مع مرور الوقت.
  3. عند تناول الطعام ابتعد عن تناوله علب المكتب في العمل ، حاول أن تقوم بتناوله بمفردك بعيدا عن ملهيات العمل ، حاول التأمل فيه، وتأمل في طعمه ورائحته وما تشعر به في هذا الوقت ، فيساعدك ذلك على زيادة تركيزك على الأمور البسيطة التي لا يلاحظها الآخرون ، ويمكن أيضًا كتابة


    مقدمة وخاتمة عن مهارة الملاحظة


    . [2]