فوائد سورة الإنسان الروحانية


التعريف بسورة الإنسان

ترتيب سورة الإنسان في المصحف الشريف أنها السورة رقم ست وسبعون ، وعدد آياتها واحد وثلاثون آية ، وقيل فيها أن بعضها مكي وبعضها مدني ، اسمها التوقيفي سورة الإنسان واسمائها الاجتهادية هي ( هل أتى على الإنسان ) ، وسورة ( سورة الدهر ) (والأمشاج ) (والأبرار ). [ 1] ،  [2]


فوائد سورة الإنسان


  • السورة تبدأ باستفسار وسؤال الغرض منه إثارة الذهن لأن هل هنا استخدمت للخبر لا للنفي ، مثل أن يقول الأب لابنه الذي رباه ، هل ربيتك وهو يعلم ذلك لكن السؤال للخبر ، وليس الإنكار ، ( هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ حِینࣱ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ یَكُن شَیۡـࣰٔا مَّذۡكُورًا (1) إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجࣲ نَّبۡتَلِیهِ فَجَعَلۡنَـٰهُ سَمِیعَۢا بَصِیرًا ). (الإنسان 1)

  • يعتاد الإنسان على الكلام البشري فلا يتأثر به مع الوقت ، لكن كلام الله في كل مرة يترك في النفس أثر ، ومع كل توضيح في أيات الله سبحانه وتعالى للمؤمنين وصفاتهم يتعمق الأثر في النفوس تجاه التأسي بتلك الصفات ، (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا یَوۡمًا عَبُوسࣰا قَمۡطَرِیرࣰا (10) فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡیَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةࣰ وَسُرُورࣰا ) ( الإنسان11).

  • الأثر الروحي لذكر مآثر وصفات أهل الإيمان ، والرغبة في التشبه بهم ، ( إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ یَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسࣲ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) . ، وأيضاً  ( وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُوا۟ جَنَّةࣰ وَحَرِیرࣰا (12) مُّتَّكِـِٔینَ فِیهَا عَلَى ٱلۡأَرَاۤىِٕكِۖ لَا یَرَوۡنَ فِیهَا شَمۡسࣰا وَلَا زَمۡهَرِیرࣰا ) ، (الإنسان 12).

  • تقرير للمشيئة لله وحده سبحانه و تعالى ، والإقرار بقدرته في الكون ( وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا (30) یُدۡخِلُ مَن یَشَاۤءُ فِی رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِینَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمَۢا ) ، ( الإنسان 30)

  • التأكيد على وحدانية الله وخلقه لكل ما في الوجود( نَّحۡنُ خَلَقۡنَـٰهُمۡ وَشَدَدۡنَاۤ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَاۤ أَمۡثَـٰلَهُمۡ تَبۡدِیلًا (28) إِنَّ هَـٰذِهِۦ تَذۡكِرَةࣱۖ فَمَن شَاۤءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِیلࣰا ) ، ( الإنسان 28)

  • حتى لا تغفل الأرواح والقلوب عن ذكر الله جاءت الآيات متضمنة هذه التذكرة ( وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلࣰا ). ( الإنسان)

  • كلما مرت آية وثقت و أيدت غيرها في النفوس بعدم اتباع غير سبيل الإسلام ( إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمۡ جَزَاۤءࣰ وَكَانَ سَعۡیُكُم مَّشۡكُورًا (22) إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ تَنزِیلࣰا (23) فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورࣰا ) ، ( الإنسان 24).

  • ذكر أهل الجنة وحليهم وملابسهم تدفع النفس للشوق لها والعمل على اتباع المنهج الذي يؤدي إليها ، ( عَـٰلِیَهُمۡ ثِیَابُ سُندُسٍ خُضۡرࣱ وَإِسۡتَبۡرَقࣱۖ وَحُلُّوۤا۟ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةࣲ وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابࣰا طَهُورًا ) ، (الإنسان ).[2]


أسباب نزول سورة الإنسان


جاء في تفسير ابن كثير أسباب نزول سورة الإنسان قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن عمار الموصلي ، حدثنا عفيف بن سالم عن أيوب ، عن عتبة ، عن عطاء عن ابن عمر قال : أتى رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : سل واستفهم فقال : يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة ، ثم قال أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت به ، إني لكائن معك في الجنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، والذي نفسي بيده إنه ليضيء بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال : لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ، ومن قال : سبحان الله وبحمده ، كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، فقال الرجل : كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله ، فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتغمده الله برحمته ، ونزلت هذه الآيات: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا {الإنسان: 1 ـ 3 } إلى قوله تعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا {الإنسان: 20 } فقال الحبشي : وإن عيني لتريان ما ترى عيناك في الجنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم، فاستبكى حتى فاضت نفسه ، قال ابن عمر : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيديه. فيه غرابة ونكارة وسنده ضعيف . [3]


الدروس المستفادة من سورة الإنسان


تتعدد الأمور التي يستفيدها المسلم من سورة الإنسان فهي سورة مليئة بالفوائد العظيمة ، على الشخص نفسه ، وعلى المجتمع بشكل أعم و أشمل ، ومن هذه الفوائد:


  • شكر الله الدائم على نعمة السمع والبصر.

  • الخوف من عذاب الله.

  • النظر في جزاء الأبرار.

  • التحلي بصفات المؤمنين التي جعلت لهم تلك المنزلة.

  • الخوف والخشية من الله في الدنيا ، تورث الأمان يوم القيامة.

  • تعديد وصف أهل الجنة ، وما بهم من نعيم مع تفاصيل للزينة التي تتشوق لها القلوب.

  • تدبر القرآن الكريم.

  • ذكر الله في كل وقت.

  • قدر السجود في الليل ، وأثره على النفوس.

  • التوكل على الله الخالق.

  • تدعو إلى الإخلاص في العمل لله سبحانه وتعالى.

  • الفضل العظيم في إتيان الأعمال التي تنطوي على خير واخفاء ذلك.

  • بيان الكبر وأهله مع ذم ذلك الخلق.

  • فضل إيثار الغير ، والذي حثت عليه آيات كثيرة.

  • ضرورة السعي في الوفاء بالنذر.

  • الحث على متابعة الفقراء والمساكين ورعايتهم ، والأخذ بيدهم.

  • الفوز بالجنة والنجاة من النار مكافأة عظيمة لأهل الإيمان.

  • الأمان يوم الفزع الأكبر ، وهو من أعظم جوائز الآخرة.


مقاصد سورة الإنسان


تتركز أهمية علم مقاصد السور في كونها السبيل للوصول للقصد من السور ، من المولى سبحانه وتعالى ، و هو علم بيان ما يقف عليه المفسر ، و تعتبر مقاصد السور ذات ارتباط وثيق بموضوع السور ومن مقاصد سورة الإنسان


  • العمل للآخرة ، والسعي لذلك بكل العبادات والسلوكيات الإسلامية الكريمة.

  • التذكير بالآخرة والعقاب لمن لم يجعلها نصب عينيه ، والجزاء من ذلك.

  • التأكيد على أن الخالق هو الله.

  • الاهتمام بالعبادات الليلية.

  • الحث على تدبر القرآن.

  • التأثير في النفوس بتعداد مزايا أهل الجنة.

  • بيان قدرة الله في خلق الإنسان ، وكيف هئ الله سبحانه وتعالى، الكون لذلك ، والإنسان نفسه كيف هيأه الله للقيام بواجباته.

  • تثبيت الله سبحانه وتعالى، للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يقوم بمهام رسالته تامة.

  • وفي التفسير الميسر قيل “”أن بها استدلال على حقيقة البعث بعد فناء الدنيا، وذكر لأوصاف يوم القيامة ، والإشارة لدلائل القدرة على إعادة الإنسان مرة أخرى بعد الموت، والتعريض والتصريح الواضح لعذاب المكذبين، وبيان مآلهم وحسابهم في الآخرة، والحديثُ عن المؤمنين المتقين ” . [4]


موضوعات سورة الإنسان


  • التوحيد والشرك.

  • خلق الإنسان.

  • نعيم أهل الجنة.

  • القرآن وما فيه من عظات.

  • عبادات الليل.