هل يجوز قول الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة

معنى قول الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة

الكثير منّا يستعمل

عبارات التعزية

التي أوجبها لنا الاسلام، وقول إنّا لله وإنّا اليه راجعون هي واحدة من هذه العبارات التي نخفف بها على أهل الميت حزنهم على فقيدهم الميت.

ومن الأقوال الأخرى التي نستعملها لمواساة أهل الميت هي قول الله يرحمه وأن نسأل الله أن يكون مثواه الجنّة، ومعنى هذه العبارة يتضح عندما نتطرق إلى الآيات والمواضع التي وردت كلمة مثوى، وهي تسع مواضع في القرآن الكريم، كالتالي:

  • قال تعالى:”سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ” ( سورة آل عمران الآية 51)
  • قول الله سبحانه وتعالى: “فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ” (سورة النحل الآية 29)
  • قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ” (سورة العنكبوت الآية 29)
  • قوله تعالى: “فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ” (سورة الزمر الآية 32)
  • يقول الله عزّ وجل:”وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ” (سورة الزمر الآية 60)
  • قول الله سبحانه وتعالى:”قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ” (سورة الزمر 72)
  • يقول الله سبحانه وتعالى:”ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ” (سورة غافر الآية 76)
  • يقول تعالى:”فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ”(سورة فصلت الآية24)
  • قول الله سبحانه:”إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ” (سورة محمد الآية 12)

اذن ليس صحيحاً أنّ لفظ مثوى لم ترد إلا في أهل النار، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى:”وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا” (سورة يوسف الآية 21) [2]

ومعنى لفظ المثوى هو المستقر الذي يناله الإنسان بعد بلوغه التعب والمعاناة، ومن الممكن أن يصله من غير عملٍ مسبق، كما أنّه من الممكن أن يكون مستقر طمأنينة وراحة، أو قد يكون مستقر ومآل سوء.

أي أنّها ليست مقصورة على الجنة، فقد تم ذكرها في كتاب الله القرآن الكريم وتختص أهل النّار، كما في الموضع التاسع مما ذكرناه سابقًا في سورة محمد الآية 12، كما وقد تشير إلى القبر ولكن وجب التنويه إلى أنّ القبر ليس هو المثوى الأخير. [3]

حكم قول الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة

تأتي كلمة مثواه بمفردها دون أن نلحقها بالجنة، بالمنزل الذي قد يكون سوء او خير وراحة، فيقول الله سبحانه في كتابه:”وقل ربِّ أنزلني منزلًا مباركًا وأنت خير المنزلين” أي أن ليس جميع المنازل تكون شر او سوء.

كما وجاء في القرآن:”إنّه ربي أحسن مثواي” في سورة يوسف، أي أنّ المعنى لها قد يكون خيرًا وبغرض التكريم أو شرًا للتعذيب.

أي أنّه يجوز قولها والدعاء للميت بها، فنلحق المثوى بالجنّة وهذا خير للميت وفيه دعاء بتكريم المتوفي، وهي من

عبارات عن موت شخص غالي

.

ويعتبر دعاءنا للمتوفي بالرحمة صحيح، وجاء في السنّة النبوية مجموعة من الأحاديث التي ذكرت صيغة الدعاء للميت والترحم عليه، ومنها:

  • عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الدعاء لميت: “اللهم إنّ فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللّهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم” رواه أحمد وأبو داود.
  • وفي حديث آخر، عن عوف بن مالك قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على جنازة: اللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه، وعافه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِ من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقِهِ فتنة القبر وعذاب النار” رواه مسلم.
  • كما وروى أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّهُ على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.”
  • وعن أبي هريرة قال: “دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة على جنازة، فقال: اللهم أنت ربها وأنت خلقتها، وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه.” رواه أحمد وأبو داود.
  • عن أبي هريرة دعاء يقول فيه: “اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.” أخرجه الإمام مالك. [4]

أفضل ما ندعو به للميت

إنّ الدّعاء للميت يكون سواء عند قبره أو بعيدًا عن القبر، ولكن من فضائل الأعمال زيارة قبر الميت وهي واحدة من السنن التي ينتفع بها زائر القبور بالعظة.

ومن الادعية التي ندعو بها للموتى هو أن نسأل الله له الرحمة والمغفرة والثبات عند السؤال في قبره، وأنْ يوسع الله عليه قبره، وأن نقول مواسين أهله

الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة

.

كما وجاء عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن ندعو للميت بقول”اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار” رواه مسلم.

وهذا من الأدعية الجائزة التي وردت عن نبي الله ويفضل أن ندعو بها لأمواتنا المسلمين، كما ولا حرج في أنْ يدعو الإنسان بغير هذا الدعاء. [1]

الفرق بين المثوى والمأوى

هناك فرق واضح بين لفظ المثوى والمأوى، فالمثوى هو المآل الذي يناله العبد بعد كَبد، وقد يكون سوء أو شر،بينما المأوى فهي المستقر الآمن وفيه طمأنينة لصاحبه، ويصله المرء بعد عمل وجهد.

معنى مثواه الجنة

كما ذكرنا ووضحنا معنى المثوى وهو المستقر الذي يحصل عليه المرء بعد عناء، ولكن كما قلنا إذا ذكرناها دون ذكر الجنة فيما بعدها فقد لا تدل على الخير.

ونرى أنّ المثوى يختص في عقول الكثير من النّاس بالجنّة وذلك لأن كل من يعمل ويتعب في دنياه، يدخله الله جنته .

معنى مآواه الجنة

لفظة المأوى تختلف عن المثوى في أنّها المآل الذي يصل إليه المرء بعد جهده.

حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف الآية 10:” اذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنّا آتنا من لدنك رحمة”

أي أنّ المقصود هنا هو أنّ الفتية قد جاهدوا وعملوا بجد ليصلوا إلى الكهف وذلك ليحتموا به من الأعداء وممن يلاحقونهم فأصبح الكهف هنا هو المأوى والأمان لهم. [3]