خصائص المدرسة الرومانسية في الأدب العربي

ملامح المدرسة الرومانسية

لقد جاءت المدرسة الرومانسية إلى الشعر العربي ، حاملة في طياتها بعض الملامح ، والخصائص ، التي ظهرت في أعمال الشعراء ، والتي قد تتشابه في بعض الأمور مع شعر

الحب و الغزل في الشعر العربي

القديم ، ومن خصائص المدرسة الرومانسية في الادب العربي ما يلي : [1]

  • تمجيد العاطفة ، وغلبة الخيال ، حيث نلاحظ كثرة الشكوى ، والألم ، والحنين ، والحزن ، والحرمان في الأعمال الشعرية.
  • الابتكار ، والتجديد في أسلوب

    شعر الغزل

    ، والرومانسية ، والالفاظ المنتقاة ، ومحاربة التقليد ، والتركيز على الموهبة ، والتلقائية.
  • تنوع القافية في الكلام ، وتعدد الأساليب البلاغية في القصيدة من تشبيه ، ومجازر ، وغيرها.
  • وحدة الأفكار ، والعاطفة ، والموسيقى ، كما يتميز التعبير بالزلزال ، والايحاء.
  • التأثر بالطبيعة ، والهروب إليها ، مع الاهتمام بالتصوير الكلي ، والجزئي ، وقد نجد مثل هذا في أمثلة عن

    شعر غزل فصيح

    في الادب العربي.
  • قرب اللغة من لغة الحياة اليومية ، وسهولة الألفاظ ، واتخاذ الشعر وسيلة للتعبير كونه لغة القلب.
  • ابراز شخصية الشاعر في العمل ، حيث أنها تعبير عن ذاته ، ونوازعه.
  • قلة تشخيص المعاني المجردة ، والمناداة بأن الادب يكون ابداع.
  • تحطيم قيود المدرسة الكلاسيكية من الناحية الفنية ، وبناء القصيدة ، والتي تعتبر الركن الرئيسي لكل انواع الشعر مثل ،

    الغزل في العصر الاندلسي

    .
  • الاهتمام بالخيال ، وغلبة الحزن على الاشعار الرومانسية.

تعريف المدرسة الرومانسية

على خلاف

تعريف الغزل

والذي يعد ركن من الرومانسية الشعرية ، فقد تعددت تعريفات المدرسة الرومانسية في الادب العربي ، وكذلك العربي ، إلا أننا من الممكن أن نرجعها إلى المصطلحات الآتية : [1]

من ناحية التأثير فإن الرومانسية تعتبر موقفا أدبيا ، وفلسفيا تتجه نحو وضع الفرد في مركز الحياة ،والتجربة ، كما تمثل تحولا من الموضوعية إلى الذاتية ، وقد أسهمت التصورات الرومانسية في تأسيس عالم حديث قام بالدفاع عن درجة من درجات الديمقراطية.

كما أن الرومانسية تعتبر تيار ادبي ظهر في انجلترا ، وألمانيا في القرن الثامن عشر الميلادي ، ومن اهم ما ميز هذا التيار ؛ طلب الحرية ، والاغراق في الغنائية ، وتقديم الخيال على العقل ، والافراد في الاهتمام بالذات ، والحزن ، والتشاؤم ، والقلق ، والتمزق ، والشعور بالجبرية ، والإصابة بداء العصر ، كما أنه انتقد الكلاسيكية ، وقد كان هذا احد

اسباب ظهور الرومانسية في الشعر العربي

.

المذهب الرومانسي والمذاهب الأدبية

لقد أدى وجود المذهب الرومانسي إلى ظهور العديد من المذاهب الأدبية ردا عليه ، ومن أبرز هذه المذاهب ؛ البرناسية ، والرمزية ، والواقعية ، والسريالية.

الرومانسية والبرناسية

إن كان العقل ، والعاطفة هما

الفرق بين المدرسة الكلاسيكية والرومانسية

، فإن البرناسية جاءت فقط من أقل أن تناقض الرومانسية في كل شيء ، حيث يرى البرناسيون أن الفن غاية في ذاته ، لا يقوم بأي عمل أدبي إلا من أجل الفن لا لأغراض أخرى.

كما أن رواد البرناسية مالوا إلى تصوير جمال الطبيعة بطريقة مجردة عن كل غاية اجتماعية ، او سياسية ، او حتى تعبيرا عن الذاتية ، والمشاعر الوجدانية ، وهو عكس ما يتجه إليه الرومانسيون.

كما أن المذهب البرناسي استقى بعض مبادئه من الفلسفة الجمالية المثالية ، والبعض الآخر من الفلسفة الواقعية التجريبية ، الأمر الذي جعل الحكم الجمالي عند البرناسيين يمتاز بخصائص عديدة أهمها ؛ أن المتعة الفنية لا تتحقق بأهمية الموضوع دون اللذة.

الرومانسية والرمزية

لقد جاءت المدرسة الرمزية نافية المدرسة البرناسية ، والرومانسية ، إلا أنها تعتبر في حد ذاتها ابنة المدرسة الرومانسية ، حيث يرى الرمزيون أن الفن يحقق لهم عالما مثاليا من الجمال ، لذلك قاموا بالابتعاد عن الواقعية في الفن ، والتصوير ، والجمال ، فالقصيدة عندهم مثل القطعة الموسيقية ، تعتمد على نغم الكلمات ، وايقاعها.

فهناك تواصل بين بين الرومانسيين ، والرمزيين بشكل ما في العمق ، والجوهر ، إلا أنهما يختلفان في الغاية الحقيقية ، وكذلك الكثير من الخصائص الفنية ، تلك التي فرضها التطور الأدبي من جهة ، وانحراف الرومانسيين نحو ذاتية مدقعة من جهة أخرى.

وما يميز المدرسة الرمزية ، هو أن الكلمة في ذاتها قيمة خاصة ، إضافة إلى قيمة الكلمة ، كما أن الشاعر كان يجهد في منافسة الموسيقى بقوة فنه الاستحضارية.

كما نجد أن اهتمام الشاعر الرمزي ينصب على المحتوى الصوتي للكلمات ، حيث أن الموسيقى الصافية لا يمكن خلقها وحدها عن طريق تلاعب الشاعر بالكلمات ، بل بسبب وجود علاقة بين القيمة الصوتية للكلمة ، ومختلف نظم العواطف والأفكار.

الرومانسية والواقعية

تعتبر الرومانسية مرحلة سابقة للواقعية ، فلقد كانت النظريات الرومانسية توصي بإدخال المحسوس في الفن ، فما كان للشعر الغنائي ان يخشى التلميح إلى أشياء مألوفة ، وتسميتها باسمائها ، ومن الممكن أن يتشابه هذا مع أحد

انواع الغزل

.

وتعتبر الواقعية النقدية في الاصل نتيجة للاحتجاج الرومانسي على المجتمع الذي يطغى على حقوق الفرد ، لذلك تعتبر الواقعية ابنة الرومانسية ، حيث أن جوهر الادب لا يتغير أساسه ، وانما أسلوب التناول ، والمعالجة عندما يصبح أكثر موضوعية ، وأقل ذاتية هو الذي يتغير.

وان كانت الواقعية تخالف الرومانسية في أنها تستمد مادتها من الحياة الواقعية ، إلا أنها في النهاية فن ، والفن يكون اختيار.

وقد تم تعريف الواقعية على أنها ، الاتجاه الذي يتحدد باختيار الاديب لمضامينه ، ثم بوجهة النظر التي ينظر بها إلى هذه المضامين.

الرومانسية والسريالية

إن المذهب السريالي عبارة عن حركة ذاتية ، نفسية ، صافية ، يقصد بها التعبير عن العمل الواقعي للفكرة إما شفاهة ، او كتابة ، او باي طريقة أخرى ، وهذه الفكرة يمليها الفكر في غياب كل مراقبة يمارسها العقل بعيدا عن كل انشغال جمالي ، او أخلاقي.

وجدير بالذكر أن الثورة السريالية كانت غايتها كشف الفكر للفكر نفسه ، كما أنها تقوم بأعمال طريقة جديدة للمعرفة يكون غرضها في هذه الانا المطلقة ، والمستقلة عن عادات القمر المتغيرة ، والمخلصة، من التغييرات المفروضة عليها من ضرورات الحياة الاجتماعية.