تعبير عن الريف المصري 


تعريف الريف


لكتابة موضوع

تعبير عن الريف

المصري هناك حاجة أولا للتعرف على الريف بشكل عام و الريف هو الأرض الزراعية الواسعة الجميلة ، وبساطة الحياة وبساطة الناس، بدون مظاهر وتكلف ، حيث الخضرة والطبيعة على ما خلقها الله سبحانه وتعالى ، بعيدا عن الحضر وملوثاته ومبانيه الخرسانية الصامتة الجافة، الريف هو الأراضي الزراعية الممتدة على مرمى البصر يمينا وشمالا ، تجري المياه والأمطار لتلاحق الأرض بالنبات.


الأرض في الريف إما زراعية بيد الإنسان أو طبيعية بلا تدخل العنصر البشري، في الريف تنطلق مخلوقات الله من الحيوانات المنزلية الأليفة، لتأكل من خيرات الريف وتمرح في الحقول بلا خشية من إنسان يلاحقها بأذى، في الريف ناس وحيوانات ألفوا بعضهم بعض ، تأكل من خير الفلاح والأرض لتعيده له خير في بيض ولبن ولحوم وجلود ، ذلك لأن بيئة الريف عبارة عن معادلات أخذ وعطاء ، لا يدخل فيها حسابات الاحتمالات من المنتفعين والانانيين ، بيئة الريف تعامل الجميع بعدل.[1]


الريف المصري


تعد أهم مميزات الريف المصري هو بساطة الحياة فيه حيث لا تكلف ، ولا تجمل لإرضاء المظاهر ، والشكليات و الحصول على منافع ، يعيش الفلاح المصري حياة هادئة بسيطة تبدأ مع أذان الفجر حيث يستيقظ لأداء صلاته ثم يتوجه إلى عمله في الأرض الزراعية سواء في ذلك كانت تلك الأرض ملك له ، أو هو مستأجر لها من غيره أو عامل فيها ، يذهب في رحلة عمله اليومية يجتهد لتنمو زرعته وتخرج محصول يكفيه ، وأسرته و يخزن منه للحاجة ويهادي حبيب له أو قريب أو يبيعه ليستفيد من ربحه ، يروي أرضه من الترع و القنوات .


الماشية في الريف المصري حيث يربي الفلاح البقر والجاموس وغيرهم من الماشية يستخدمهم في مساعدته في ري الأرض عن طريق السواقي ، ويستفيد من لبنهم في حياته ويبيع الفائض ، لأن إنتاج تلك الحيوانات من مراعيها الطبيعية بعيد عن التلوث، والهرمونات وغيرها من أضرار طعام الحضر يجعل لها طعم مختلف، يقدم لحيواناته طعامها ويرعاها الماشية عند الفلاح المصري ليست فقط مجرد رزق ، وإنما تربطه بها رباط وثيق من الألفة ، مثلها مثل الاراضي الزراعية التي يمتلكها فهو يعتبر الارض الزراعية مثل عرضه وكرامته، لا يفرط فيها ويورثها لأبنائه من بعده ، لذلك أرضه أيضا لم تبخل عليه ولا تزال تطعمه من خيرها.



العلاقات والحياة في الريف المصري



تتميز العلاقات في الريف المصري بالحميمية بين أهلها حيث جلسات المساء  ، يتجمع الأصحاب من جميع الأعمار مفترشين أمام دارهم التي يبنوها من الطين اللبن ، و يبدأون السمر على مقاعد مبنية من الطين يسمونها مصاطب ، يتسامرون ويتداولون الأخبار بينهم ، وتدور أكواب الشاي و الفطائر الفلاحي المصرية المميزة بين الأيدي ، وتنتهي السهرة بعد صلاة العشاء بوقت قليل ليتوجه الجميع إلى النوم ، استعداد ليوم يبدأ مع طلوع الشمس، لا يتأخر فرد عن وفاة ولا عن أفراح ناسه ، في الأحزان تعلن أبواق المساجد فيهرع الجميع للمساندة ويقدم الطعام لأهل الميت ، وفي المناسبات يحضر الجميع ويشارك الفرحة ، ويجامل بما استطاع.



  • المياه


المياه سر الحياة وسر حياة الفلاح المصري بشكل خاص ، وتبلغ حصة الأراضي الزراعية من المياه أكثر من نصف ما تستهلكه باقي القطاعات في مصر، ويرتبط الريف المصري بنهر النيل ارتباط وثيق منذ آلاف السنين، وحتى الأماكن التي ابتعدت عن ضفاف النيل فقد تم شق الترع و القنوات من أجل وصولها إلى الريف وري الاراضي، الريف ونهر النيل علاقة أبدية لا تنتهي ، ولا يفهمها سوى الفلاح المصري.


  • الشمس


الشمس في الريف المصري شمس دائمة على مدار العام كله ، و الشمس هناك تداعب جباه أهل الريف ، تلفحهم في الصيف بشدة حرارتها ، وسخونتها لكنها بالمقابل تمنح زرعتهم و ما تحتاجة من ضوء ، وفي الشتاء تدفئة برودة الجو و تعطيهم الطاقة للعمل ، الشمس في الريف المصري تعطي الأرض والناس بلا حدود.


  • الأطفال والشباب


الأطفال في الريف المصري مثل باقي أطفال البلاد غير أنهم في سن ما قبل المدرسة لا يذهبون إلى النوادي والملاهي ، بل هم ما بين الكتاب لتعلم القرآن الكريم ، وما بين الركض في الحقول مع الأصحاب أو وراء الماشية، يحترمون الكبير ويوقروه ويقدموا قبل أسمه صفة قرابة حتى ولو لم يكن قريب يكفيه أنه يكبرها بالسن ، والشباب يتعلم في المدارس ، ثم يتجه إلى المدينة لدخول الجامعة حتى يحصل على شهادته، ثم يعود لزراعة الارض مع عائلته أو يتوجه للحضر والمدن ليعمل هناك ويعود من وقت لاخر يحن إلى جمال الريف وهدوء الريف والحياة كما بالفطرة دون ملوثات يشحذ طاقته ليعود مرة أخرى لحياته الصاخبة في المدن، ويعود كل إجازة سانحة ليتزود من هواء الريف النقي.



  • الملابس


الملابس و الزي في الريف المصري تتسم بالبساطة ، والألوان الزاهية للمرأة و التي يغلفها الريف بطابع الاحتشام المرأة في الريف ترتدي كل ما يستر جسدها من أعلى الراس إلى اطراف القدم ترتدي جلباب زاهي اللون منقوش بالورود فضفاض واسع ، وتربط رأسها بحجاب بسيط، أما الرجل فيرتدي الجلباب الرجالي الواسع الطويل ذو الفتحات على الصدر ، ويكون بلون واحد فقط.


طبيعة الشوارع في الريف المصري الأرض طينية ، الشوارع غير مرصوفة وليست ممهد طبيعة ترابية ، البيوت من طين من دور واحد فقط ملحق بها حظيرة المواشي ، تربي فيها نساء الريف الدجاج و البط والاوز و الأرانب ، وغيرها من الحيوانات المنزلية ، تستفيد من خيرها و توزع على جيرانها، وتبيع منها أحياناً ، تكرم ضيوفها من تربية يدها، قد تجد في بعض بيوت الريف حديقة صغيرة أحيانا أو فناء واسع أحيانا اخرى يلهو فيه الصغار، وتقام فيه حفلاتهم الصغيرة ، وتجلس فيه النساء لتتسامر.


المرأة في الريف المصري


المرأة المصرية في الريف المصري كمثيلتها في باقي مصر ، هي الأمان لأفراد الأسرة ، تمنحهم الرعاية والحنان والمساندة، يقوى بوجودها الجميع ، ليست طاقة مهدرة فهي تربي الحيوانات المنزلية وقد تساعد زوجها في زراعة الحقل ، تحمل له الطعام في أرضه ، ولو أضطر الأمر ترعى المواشي وتنزل الأسواق لتبيع من خيرات الريف ومجهودها ما استطاعت من دجاج و غيره مما ربته في بيتها ، لتساهم مع أسرتها في العيش بحياة كريمة، تغزل النول و تبيعه ، تصنع الفخار ، تقدم لأسرتها أشهى طعام مخبوز في أفران بدائية لكنها أجمل بكثير من الأفران الحديثة، تجهز للزائر والضيف ما لذ وطاب من صنع يدها ليحمله معه وهو مغادر ، تطعم الجميع بحب من يدها ، ومن خير الريف المصري.


هكذا كانت حياة الريف المصري منذ عقود وهكذا ستبقى وإن طرأ عليها بعض التغييرات إلا أنها كانت ولا زالت محتفظة بملامحها الأساسية وعراقة وطبيعة الحياة فيها.