خصائص شعر عنترة بن شداد


مولد ونشأة عنترة بن شداد

ولد عنترة ابن شداد في نجد شمال المملكة العربية السعودية ، وهو أحد أفراد قبيلة بنو عبس العربية ، وكانت والدته تدعى زبيبة ، وهي امرأة إثيوبية قد استعبدها شداد بعد خوض حرب قبلية ، ولم تهتم القبيلة بعنترة في البداية ، وقد نشأ في ظل العبودية كعبد أسود على الرغم من أن أبيه هو شداد .

اكتسب عنترة الاحترام بنفسه وذلك من خلال صفاته المميزة ، حيث كان يتمتع بشخصية رائعة ، وشجاعة كبيرة في المعارك ، وقد تحدثت العديد من


كتب عنترة بن شداد


عن شجاعته ، وقوته في الحروب .

وبجانب شجاعته تلك كان حنون وطيب القلب ورومانسي بطبعه ، حيث تفوق كشاعر بارع ومحارب عظيم ، وقد تخلص عنترة من العبودية ، ونال حريته بعد أن غزت قبيلة واحدة بني عبس وأمره ، والده بمحاربة الأعداء وقتالهم ، ولكن عنترة قد قال لأبيه أن العبد لا يعرف كيف يغزو ، ولا يدافع وأن العبد لا يصلح إلا في حلب الماعز وخدمة أسياده ، فمن هنا قال له أبيه دافع عن قبيلتك ، وأنت من الأحرار ، وبالفعل قاتلهم عنترة وطرد القبائل الغازية .

ما فعله عنترة مع والده ليس يدل على عدم الشجاعة ، أو خوفه من القتال ، ولكنه فعل ذلك لكي يحصل على حريته ، ويتخلص من العبودية ، وقد نجح بالفعل عنترة في ذلك الأمر .

قد وقع عنترة في حب ابنة عمه عبلة وسعى بكل الطرق لكي يتزوجها ، وقد واجه العديد من التحديات ، بما ذلك الحصول على نوع خاص من الإبل من المملكة العربية الشمالية ، وكان عددهم ألف ناقة من ناقات النعمان بن المنذر .

وقد شارك عنترة في الحرب الكبرى التي كانت بين قبائل عبس وذبيان ، والتي كانت بدايتها مسابقة للخيول ، وقد سميت على اسمها حرب الضاحية والغبرة ، وقد مات عنترة في قتال ضد قبيلة تاي . [1]

رواية عنترة ابن شداد

كان عنترة بن شداد العبسي بطل وشاعر عربي قبل الإسلام ، حيث اشتهر بشعره وحياته المغامرة ، ما يعتبره الكثيرون أفضل أو قصيدة رئيسية موجودة في المعلقات ، وقد يشكل سرد حياته أساس قصة حب طويلة ومميزة .

قد تم تأليف رواية عنترة ابن شداد بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر ، وقد يوجد بها حوالي 10000 بيت شعر ، وتنقسم إلى 32 كتاباً ، ونجد أنها تروي قصة الطفولة الرائعة لعنترة بن شداد ، و


شعر عنتره بن شداد

.

وقد دارت الأحداث حول المغامرات التي يقوم بها لكي ينال عبلة أبنة عمه ويتزوجها ، وتوصف الرواية الحياة في شبه الجزيرة العربية ، والفترة الزمنية الخاصة بالحياة في ذلك الوقت سواء في العراق ، وإيران ، وسوريا ، وإسبانيا ، وشمال إفريقيا ومصر ، والقسطنطينية ، وروما ، والسودان .

وقد تطورت قصة عنترة الرومانسية من التقاليد البدوية التي شددت على نبل الشخصية ، وفروسية الصحراء ، والتي كان عنترة خير مثال لها مع ظهور الإسلام .

وقد عاش عنترة بن شداد حياة قاسية للغاية وكان السبب في تلك الحياة البائسة ، هو والده لآنه كان قاسي عليه كما أن زوجة أبيه كانت تكره عنترة ، وتفرق بين الأب وابنه .

وقد اشتهر عنترة بحبه الشديد لعبلة ، ولكن والدها كان يرفض أن يزوجها لرجل أسود اللون ، وقد طلب منه أبيها مهر لا يقدر عليه أي شخص في القبيلة ، ولكن عنترة استطاع ذلك وكان المهر هو ألف ناقة من ناقات النعمان .

ولكن والدها أخذ يماطل ، ويزود في المهر كل مرة ، حتى قرر في نهاية المطاف أن يتخلص من عنترة عن طريق طلبه من فرسان القبائل أن من يريد أن يتزوج ابنته يأتي له برأس عنترة كمهر لها ، وقد اختلفت نهاية الرواية فالبعض يقول أنه تزوج عبلة في النهاية ، والبعض الآخر يقول إنها قد تزوجت بأحد أشراف قومها ومن أهم قصائد عنترة بن شداد


قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب


. [2]

خصائص شعر عنترة بن شداد

تم تنسيق شعر عنترة بن شداد بعد وفاته وأصبح معروفاً كواحد من أعظم الشعراء العرب ، وقد كانت إحدى قصائده تعتبر واحدة من أعظم المعلقات.

تميز شعر عنترة بتفصيل الأحداث ووصفها داخل قصائده ، حيث أصبحت قصة عنترة وعبلة قصيدة ملحمية .

اشتهر شعر عنترة بالحماسة والفخر، وذلك نظراً لشجاعته ، وإقدامه وأنه مقاتل شجاع للغاية .

كما تميز شعر عنترة بالبساطة وربط الجمل ، والأحداث معاً ، كما اشتهر شعر عنترة بالرومانسية ، والغزل الصريح .

قد نجد في شعر عنترة الفصاحة ، والبلاغة في العبارات ، والجمل والمفاهيم واضحة بشكل قوي ، وذلك يدل على قوة عنترة في الشعر . [3]

نماذج من شعر عنترة بن شداد

نم عنتيرة بن شداد الكثير من القصائد ومن أهمها ما يلي:-


قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب

لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ

وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ

وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم

إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا

قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ

وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا

لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلو

مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسُلُ العَرَبُ

لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ

يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ

إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي

قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً

يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُه

عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ [3]


صفات عنترة بن شداد

قد تميز عنترة بن شداد بالعديد من الصفات المميزة للغاية بين قبيلته ، وكذلك القبائل الأخرى في ذلك الوقت سواء كانت صفات الشخصية أو الجسدية ، وكان يعتبر عنترة من أشهر الشعراء في الجاهلية قبل الإسلام .

واشتهر عنترة بمعلقة تتكون من خمسة وسبعين بيتاً ، فقد كان الشعر بالنسبة لعنترة الطريقة التي يعبر بها عما يدور بداخله كما تميز


شعر عنترة بن شداد في الفخر


وفي الحب وفي الغزل.

قد تميز عنترة بن شداد بالشجاعة ، والقوة ، وعدم الخوف من أي شيء، ومواجهة العديد من التحديات للحصول على ما يريد .

كان وجه عنترة ضخم للغاية وعظمه صلب ، وقد تميز بأفضل الصفات الجسدية من حيث القوة والصلابة .

تألق عنترة في الفروسية وقد استخدم فروسيته وبطولته في خدمة قبيلته ، والقبائل المجاورة لها أيضاً .

يتميز بالمثابرة والصبر والمعافرة في الوصول إلى حب حياته عبلة ، والتي كانت قصائده لا تخلو من ذكر عبلة أبن عمه.

كان يتميز عنترة باللون الأسود وعبوس الوجه والشعر المجعد ، وقد أطلق عليه العرب أبو الفوارس وأبو مغليص وعنترة الفلاحة .

كان لدى عنترة شرخ بسيط بشفته السفلى كان يضفي على وجهه حضور مميز ، وذلك قد جعله مثل الفارس الصلب .

كان يفضل عنترة الجلوس بمفرده وسط الجبال والصحراء لكتابة قصائده بعيداً عن القبيلة والناس ، حيث كان ذلك يوحي له بالعديد من الأفكار المتميزة ، والتي نجدها في قصائده وأشعاره . [4]