مميزات وخصائص فن الباوهاوس
مفهوم فن الباوهاوس
في ظل القرن العشرين، ساهمت العديد من أنماط الفن الطليعي بتشكيل الفن الحديث
في حين أن الكثير من تلك الأنواع والتي من بينها السريالية التي قامت على اللاوعي والتعبيرية التجريدية النشطة و
الفن الجداري
إذ كانت هذه الأنواع مفضلة في أغلب اللوحات تضمنت حركة باوهاوس مجموعة واسعة من التخصصات والوسائط والمواد. [1]
بدايةً من الرسومات واللوحات وصولاً إلى الديكورات الداخلية والهندسة المعمارية و
انواع الفنون التشكيلية
، حيث تمكن فن باوهاوس من السيطرة على الكثير من منافذ الفن الأوروبي التجريبي طوال فترة عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي،
و
على الرغم من الارتباط الوثيق مع ألمانيا، ولكنها ألهمت وجذبت فنانين من مختلف الخلفيات، وفي الوقت الحالي
من الممكن أن يتم العثور على تأثيرها في التصميم والفن في كافة أنحاء العالم، سواء كان ذلك في شارع الضواحي أو داخل جدران المتحف.
أما عن تساؤل (ما هي مدرسة باوهاوس
باوهاوس) فإن الترجمة الحرفية لها تذهب لكونها (بيت البناء) إذ أنها قد نشأت كمدرسة ألمانية للفنون بأوائل القرن العشرين تم تأسيسها على يد
والتر غروبيوس ثم تحولت المدرسة في النهاية إلى حركة حديثة فنية خاصة بها تمتاز بنهجها الفريد في التصميم والهندسة المعمارية،
وفي العصر الحالي صارت باوهاوس تشتهر بجمالها الفريد الذي يجمع ما بين الفنون الجميلة والحرف اليدوية والفنون بشكل مبتكر إلى جانب تأثيره الدائم على الفن المعاصر والحديث. [1]
مراحل الباوهاوس
في عام 1919 ميلادية، قام المهندس المعماري الألماني والتر غروبيوس (Staatliches Bauhaus) بتأسيس مدرسة باوهاوس وقد كانت مدرسة مكرسة من أجل توحيد كافة فروع الفنون تحت سقف واحد، إذ
عملت المدرسة بمثابة محور للمبدعين الأكثر تجريبًا في قارة أوروبا، وبالفعل قدم إليها الكثير من الفنانين المشهورين ومنهم (جوزيف ألبرز)، (وفاسيلي كاندينسكي)، و(بول كلي) الذين عملوا بخبراتهم كمدربين، وقد
تواجدت باوهاوس كمؤسسة تعليمية في مدن ثلاث وهي فايمار (1919-1925)، ديساو (1925-1932)، وبرلين (1932-1933).
[2]
باوهاوس فايمار
كما كان في فايمار (ورشة العمل المسرحية) جزءًا هاماً من التعليم، والذي أخرجه (لوثار شراير) منذ عام 1921 حتى عام 1923 ثم قام أوسكار شليمر بإخراجه منذ عام 1923 حتى عام 1925. وقد جمع بين فنون الأداء والفنون المرئية وأكد على نهج التخصصات المتعدد.
باوهاوس ديساو
كانت ديساو تعد هي النقطة الانطلاق في ذروة باوهاوس والتي تم انشاؤها عقب إغلاق فايمار الذي تم بدوافع سياسية، وفي خلال ذلك الوقت، انطلقت ديساو في طريق تصميم منتجات جديدة صناعية للاستهلاك الشامل، (أغلب المنتجات والتصاميم المعروفة في عصرنا الحالي أتت من ديساو) وهنا كذلك تم بناء وتخطيط مبنى باوهاوس الشهير على يد غروبيوس، ومن ثم تم حل ذلك التكرار في باوهاوس بتاريخ الثلاثون من سبتمبر عام 1932 ميلادية.
باوهاوس برلين
كانت برلين هي المرحلة الأخيرة من مدرسة باوهاوس وهو ما كان
نتيجة الضغوط المتزايدة فيما بين النازيين والتخفيضات في التمويل، حيث كان هناك عمل محدود تم إنجازه أثناء ذلك الوقت، ثم
حدث الانتقال إلى برلين عقب إغلاق Dessau ديساو، وعاد طلاب وأساتذة مدرسة باوهاوس إلى الاجتماع في شهر أكتوبر عام 1932 من مصنع هاتف مهجور،
و
بحلول الحادي عشر من شهر أبريل عام 1933 ميلادية، تم تفتيش المباني وإغلاقها من قبل الشرطة،
أعضاء هيئة التدريس مدرسة باوهاوس في شهر يوليو عام 1933. ولكن حتى عقب مواجهة الإغلاق الدائم، استمر ودام تأثير تلك المدرسة وجماليتها، وبلغت ذروتها بحركة باوهاوس. [1]
خصائص الباوهاوس
تميز أسلوب مدرسة باوهاوس بشكل عام بأنهاعبارة عن مزيج ما بين حركة الفنون والحرف اليدوية مع الحداثة، وقد اتضح ذلك الأمر من تركيزها على الوظيفة، وكما ذكرت لتيت كان هدف باوهاوس (إعادة الاتصال بالفن مع الحياة اليومية)،
وهكذا ، فإن التصميمات النموذجية لباوهاوس سواء كانت واضحة في الهندسة المعمارية، أو التصميم الداخلي والرسم، إلى جانب ذلك فقد تميزت بقليل من الزخرفة والتركيز على الأشكال المجردة والأشكال المتوازنة.
[1]
أهم رواد مدرسة الباوهاوس
هناك العديد من الفنانون الرواد في فن الباوهاوس الذين كان لهم بالغ الأثر في تطوره وازدهاره، كما لهم أعمال فنية ولوحات رائعة مثلما في التالي: [3]
Red Balloon
(الفنان: Paul Klee):
كان بول كلي أحد أكثر الفنانين الموهوبين و المتمتعون بالغموض الذين ارتبطوا كثيراً بباوهاوس، وهو صاحب رؤية القيام بجمع عمله فيما بين الابتكار الرسمي المذهل ونوع غريب بعض الشيء من البراءة البدائية، وفي تلك اللوحة القماشية منذ عام 1922 ميلادية، وبها تم انتقاء الأشكال الهندسية الشفافة والدقيقة (المستطيلات والمربعات والقباب) بتدرجات اللون الأساسي، وبها تطفو دائرة واحدة ذات لون أحمر في مركز اللوحة العلوي، لكي تكشف عن نفسها حين الفحص، والتي تبدو كمنطاد الهواء الفخري الساخن.
Yellow-Red-Blue
الفنان (Wassily Kandinsky):
وُلد فاسيلي كاندينسكي في موسكو عام 1866، ثم استقر في ألمانيا قبل نهاية القرن التاسع عشر، وقد أصبح شخصية رئيسية في عملية تطوير التعبيرية بشمال قارة أوروبا على مدار السنوات التالية؛ وقد كانت لوحته الشهيرة (Der Blaue Reiter) في عام 1903 ميلادية مصدر إلهام لمجموعة الفن التعبيري بذلك الاسم، وعقب مرور ست سنوات بروسيا السوفيتية حُجزت الثورة (1914م).
رجع كاندينسكي ثانيةً إلى ألمانيا وبدأ التدريس في مدرسة باوهاوس عام 1922 ميلادية، وفي هذا الوقت انتقل عمله إلى شكل تجريدي أنقى كمدرس بالدورة التمهيديةوقد حرص على تعريف طلابه بكيفية تحليل الألوان الأساسية وطبيعة تفاعلهم، وفي عام 1923، طور استبيانًا طُلب من المشاركين به ملء دائرة، ومربع ومثلث باللون الأساسي المناسب، فكان الناتج المثلث الأصفر، والمربع الأحمر ، والدائرة الزرقاء من أشكال باوهاوس الكلاسيكية، التي اكتشفها كاندينسكي وأخرجها بذلك العمل الشهير.
Club Chair (Model B3) (The Wassily Chair)
(الفنان: مارسيل بروير):
ولد بروير في دولة المجر عام 1902، وكان أحد أصغر أعضاء جيل باوهاوس الأصلي، والذي ترك مسقط رأسه بيكس في عمر الثامنة عشرة ومن ثم التحق بمدرسة غروبيوس الثورية الجديدة عام 1920، وأصبح من أوائل طلابها، وبها تم تمييزه بكونه معجزة ثم تعين مسؤولاً عن ورشة الأعمال الخشبية، وعقب إقامته في باريس عاد كمدرس إلى باوهاوس في عام 1925 ميلادية.