قصائد البدو الاولين

خصائص الشعر البدوي

قبل أن ندخل في مجموعة من

قصائد البدو

، يجب أن نتعرف على مفهوم البداوة [1] .


  • أولا المفهوم اللغوي للبداوة

وهي تعني الارتباط بما سبق، والقديم من الزمن ، ويقول بديت وبدأت وتم تخفيف الهمزة، وقلبها للياء وأهل المدينة كانوا يقولون بدينا ، والبدو والبداوة والبداة والبادية وهي تكون مخالفة للحضر .


  • ثانيا المفهوم الاصطلاحي للبداوة

وقد أختلف العلماء في تعريفها اصطلاحا فمنهم من رأى بأنها الحياة التي تقوم على تنقل الفرد لطلب الرزق ، ويتركز فيها البشر بمواقع مؤقتة ، ويعتمد فيها على الموارد المتاحة لسبل المعيشة .

بينما يرى آخرين بأن البداوة هي مرحلة من مراحل التطور الحضاري ، والتي تتمثل في جانب مادي وما يحتوي عليه من الأدوات الموجودة بالبيئة ، أما الجانب الأخر فيتمثل في القيم والعادات والتقاليد والبداوة ، تشمل مجموعة من الأشخاص الذين لديهم سلوك وخصائص معينة تربطهم بالبيئة المحيطة بهم .


خصائص البداوة والتي أثرت في القصائد الشعرية

  1. عدم الاستقرار: ويقصد به التنقل بين مصادر الحياة الطبيعية ، وعدم الإستقرار بمكان معين كما أن طبيعة البيئة المحيطة لا تسمح للأشخاص بأن يمكث لفترات زمنية طويلة بمكان معين .
  2. البساطة: فالحياة البدوية تحتم على الأشخاص ، بأن تكون الأدوات اللاتي يستخدموها ، بسيطة ويسهل حملها من مكان لأخر مما يجعل المعدات والمسكن والملبس بسيط.
  3. التجمعات القبلية: لعدم استقرار العوامل البيئية ، في حياة البدو ترتب عنه وجود تجمعات قبلية عددها صغير ، وهي أقرب للحياه الأسرية وتنشأ عدد من القبائل التي تتبع للقبيلة الأصلية الأم .

شعر البدو عن الكرم

فرغم المعاناة في الحياه البدوية، لكن قد يولد عدد من القيم النبيلة الإنسانية ، وقد تنفذ المؤن أثناء الحياه الترحالية وهنا يأتي دور الأفراد الكرماء في نجدة الناس الذين يعانون من الكرب ، ويقول الشاعر الأسود بن يعفر النهشلي عن إكرام الضيف لديه كان تنفيذا لوصية أبيه فنشد أبيات شعر عن ذلك فقال .

وإني لأقري الضيف وصى به أبي                وجار أبي تيحان ظمآن جائع

فقولا لتيجان بن عامرة استها                 أمجر فلاقي فلاقي الغي أم أنت نازغ

ولو أن تيجان بن بلج أطاعني                     لأرشدته إن الأمور مطالع

شعر بدوي للكرم والجود

حيث أنشد الحارث بن حلزة أبياته ، يحث بها الناس لأن يبذلوا كل ما لديهم من أجل الآخرين فقال .

قلت لعمرو حين أرسلته       وقد حبا من دونه عالج

لا تكسع الشول بأغبارها    إنك لا تدري من الناتج

واحلب لأضيافك ألبانها      فإن شر اللبن الوالج

قصائد بدوية عن الرجولة

فالشجاعة والجرأة، أحد القيم الأساسية في حياة البدو، فحياتهم يظهر فيها الكثير من المخاطر والبسالة أحد الصفات التي يفتخر بها ، وهي من الصفات المميزة لهذا العصر ، ويقول ابن الطفيل عن ذلك .

إذا نعى الحرب ناعوها بدت لهم           أبناء عامر تزجي كل مخترج

عليهم البيض والأبدان سابغة            يقحمون كأن القوم في رهج

وقد ذكر هذا الشاعر الأفراد البواسل وهم يحملون دروعهم وسيوفهم أثناء القتال ، ومن حولهم الغبار يتطاير عليهم من كل جانب فقال .

إني وإن كنت ابن سيد عامر          وفارسها المندوب في كل موكب

ولكنني أحمي حماها وأتقي          أذاها وأرمي من رماها بمنكب

كما نصح أحد حكماء البدو أبنه على الجرأة والقدوم وعدم الرهبة من أي خصم ، وأن يكون مثل الليث الذي ينقض على الفريسة فقال له .

وإذا القروم تخاطرت      يوما وأرعدت الخصيلا

فاهصر كهصر الليث خض   ب من فريسته التليلا

ونزل إلى الهيجا إذا       أبطالها كرهوا النزولا

وإذا دعيت إلى المه      م فكن لفادحه حمولا

شعر بدوي عن حب الجار

فالحفاظ على الجار هي من مظاهر البطولة في هذا العصر ، لذا فلابد على الفرد أن يدفع الظلم عن الآخرين ويحمي الضعفاء من الناس ، وأن تساعد من يحتاج لك، ويوصي الأعشي ابنه فقال له :

وكن من وراء الجار حصنا ممنعا      وأوقد شهابا يسفع الوجه حاميا

كما أوصاه بوصيه أخرى فقال له :

ولا تقربن جارة إن سرها     عليك حرام فانكحن أو تأبدا

قصائد البدو القديمة

وعادة الثأر هي من العادات السيئة التي كانت منتشرة في العصر الجاهلي ، وهو قانون يحكم كافة الأفراد في الجاهلية وأن الدم لا يكون إلا بالدم ، وأن الفرد يجب عليه أن ينصر أخاه سواء كان ظالما أو مظلوما فيقول أحد الشعراء في هذا العصر..

إن الشعب الذي دون سلع    لقتيلا دمه ما يطل

ووراء الثأر مني ابن أخت      مصع عقدته ما تحل


شعر بدوي عن النفي

فكان الرجل ينفى ويطرد من القبيلة، وكان ذلك أحد الأساليب الشائعة في هذا العصر ، ويكون السبب في ذلك عندما يرتكب الفرد فعل قد يضر بالقبيلة، وقد قال الأوس بن حجر عدد من الأبيات في ذلك….

أبني لبيني إن أمكم            دحقت فخرق ثفرها الزند

تنفون عن طرق الكرام كما   تنفي المطارق ما يلي القرد


شعر قبلي عن صفات الخير

وكانت تتمثل تلك الصفات في التسامح والعفو عند المقدرة والحلم لدى الشخص ، كما يجب عليهم كره الهوان والذل ويقول في ذلك المتلمس الضبعي [2] :

إن الهوان حمار الأهل يعرفه       والحر ينكره والرسلة الأجد

ولا يقيم على ضيم يراد به        إلا الأذلان عبر الحي والوتد

ومدح البدو العباسيون التسامح والصفات الكريمة التي يجب أن يتحلى به الفرد فقال أحد شعرائهم :

ولو وزنت رضوى ببعض حلومهم    لشالت ولو زيدت عليه تضارعه

وقد مدح كعب ابن زهير الأنصال فقال عنهم….

تزن الجبال رزانة أحلامهم    وأكفهم خلف من الأمطار

اشعار بدويه قوية

وكانت تتمثل العفة في الحفاظ على العرض، وهي أحد الفضائل التي كان يفتخر به عند العرب، وكانت تمثل تلك الصفة مكانة رفيعة في الشعر فيقول ابن هرمة

واني إذا الجار لم تحفظ محارمه    ولم يقل دونه هيد ولا هاد

لا أخذل الجار بل أحمي مباءته    وليس جاري كعش بين أعواد

شعر بدوي عن الفخر بالنسب

حيث اتسم العصر العباسي بالفخر بالنسب ، كما حكم الأفراد حكام من أصول غير عربية  ، مما ترتب عنه الصراع بين الشعوبيين والعرب ، وظهرت عدد من الأحقاد الدفينة على المسلمين والعرب ، وتطاولوا عليهم فيقول أحد الشعراء الفارسين مفتخرا بنسبه للفرس .

سأخبر فاخر الأعراب عني     وعنه حين بارز للفخار

أن ابن الأكرمين أبا وأما       تنازعني المرازب من طخار

وقال أبو نواس عدد من الأبيات الشعرية التي ينبذ بها العرب لأنهم ذو أصل بدوي، وأن شعرهم تقليدي فقال:

دع الأطلال تسفيها الجنوب   وتبلي عهد جدتها الخطوب.