قصة عن التبذير
ما المقصود ب التبذير
يعرف التبذير في اللغة بالتفريق أو بالإسراف في النفقة وهو ما يدل على تفريق الشيء ونثره، في حين تم تعريفه في الاصطلاح كما قال الإمام الشافعي أن (التبذير هو إنفاق المال في غير حقِّه)، كما قيل أنه صرف الشيء بوجه عام والمال بوجه خاص فيما لا ينبغي. [1]
ولكن هناك فرق بين التبذير والإسراف وهو ما قد لا يعرفه البعض حيق إنه على الرغم مة اقتراب كلاً من مصطلحي التبذير والإسراف في المعنى والمفهوم إلا أن هناك بعض الفروق بينهما حيث قيل أن الإسراف هو صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، على العكس من التبذير الذي يقصد به صرف الشيء فيما لا ينبغي. [2]
قصة عن التبذير للأطفال
هل يوجد أجمل من الوقت الذي يقضيه أحد الوالدين أو كلاهما مع أطفالهما قبل النوم في حكاية أحد القصص والذي يعد أحد أكثر الأوقات المحببة للطفل، ومن خلال تلك القصة يمكن إيصال المعاني والمبادئ والقيم الحياتية الهامة والرائعة للأبناء التي تساعد على تكوين شخصيتهم وتنمية أفكارهم بما في الخير لهم، ومن أهم تلك القصص هي ما يدور عن التبذير و
أضرار الإسراف والتبذير
على الفرد والمجتمع
.
منذر طفل مبذر
منذر طفل ينتمي غىل عائلة غنية جداً حيث إن والده يمتلك من الما لالكثير وكان دوماً ما يخصص له مصروف يومي يكفي احتياجاته ويفيض، وكان منذ في كل يوم يقوم بإنفاق جميع ما يملكه من مال على أشياء لا فائدة منها والتي غالباً ما تكون حلوى أو لعب لديه منها الكثير.
وعلى الرغم من مبلغ المال الذي يمنحه إليه والده لم يكن منذر يراه كافياً ولكنه كان يطلب المزيد وحين كان يعترض والده كان يتجه منذر إلى والدته يطلب منها النقود لكي يشتري الحلوى والألعاب، وقد بلغ حبه للشراء والإنفاق في أشياء لا فائدة منها أنه كان يكذب على والدته في كونه لم يأخذ مصروفه لذلك اليوم من والده.
لاحظ والد منذر سلوك ابنه وأفعاله وما بلغ به الحال وبدأ في مراجعة نفسه وإلقاء اللوم على حاله فهو من لم يقم من البداية بتعليم ابنه قيمة المال وأنه نعمة من الله لا بد من إنفاقها فيما يرضي الله وكما أمر الله دون تبذير أو إسراف، وبالفعل بدء في إعداد الخطة.
في صباح يوم الجمعة استيقظ منذر وكان ذلك اليوم إجازة من الدراسة ولن يذهب إلى المدرسة ولأن والده يعلم كم يحب ابنه المال أخبره أن جار لهم يحتاج أحد ليساعده بالعمل في حديقة منزله، فسأله منذر كم سيتقاضى مقابل ذلك العمل فأجاب الوالد ضعف ما أعطيه لك من مصروف يومي، فوافق منذر على الفور.
بدأ العمل بالحديقة وساعة تلي الأخرى ومنذر يشعر بالإرهاق والتعب ولكنه استمر في العمل دون توقف طمعاً في الحصول على أجره نهاية اليوم، وبالفعل وبعد جهد وتعب أنهى منذر عمله بنجاح وحصل على ماله، واتجه مسرعاً إلى متجر الحلوى والألعاب كما كان يحلم ويتمنى طوال اليوم ولكنه حينما وصل تذكر مدى الجهد الذي بذله مقابل الحصول على ذلك المال، وهنا قرر الطفل منذر أن يدخر ذلك المال ولا ينفقه إلى في شيء مهم فلم يشتري سوى قطعة حلوى واحدة وادخر الباقي، فهو ولد صالح تعلم الدرس بسرعة، وقد قام بسرد قصته في
تعبير عن التبذير
لكي يستفيد زملائه من تجربته
.
قصة عن التبذير في رمضان
قال تعالى في كتابه العزيز (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) سورة الإسراء الآية 27)، حيث إن تلك الآية الكريمة تشير إلى مدى ما يعد التبذير من المعاصي والذنوب البغيضة التي ينبغي على المسلم تجنبها حتى لا يقع في الإثم. [3]
ومن المعروف عن شهر رمضان أنه شهر الكرم الذي يتم إعداد الموائد والعزائم والولائم للأسرة والأهل والأصدقاء الذين يجتمعون به يأكلون أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات عقب يوم طويل من الصوم والجوع والعطش، وقد كانت عائلة الصبي طه في اليوم الأول من رمضان مشغولة في إعداد الإفطار لأسرة محمد صديقه ووالده ووالدته فهم أصدقاء العائلة منذ زمن بعيد.
كان والد طه قد اشترى الكثير من اللحوم والطيور والعديد من أصناف الحلوى التي قد تكفي أسرتين بل إنها قد تكفي ثلاث أسر، وقد ارتفع أذان المغرب وجلست العائلتين على المائدة بعد الانتهاء من صلاة المغرب جماعة وقد تناولوا من الطعام ما لذ لهم وطاب، وبعد أن انتهوا من الأكل وتناول الحلو بقيت الأصناف وكأنها مثلما هي، ليس لأنهم لم يأكلوا ولكن لكن الطعام كان فائض عن حاجتهم.
نظر طه إلى المائدة أثناء قيام أمه بتجميع الطعام وقد تذكر أسرة فقيرة تسكن في منزل مجاور لهم يعلم أنهم يشتهون مثل ذلك الطعام الذي قد يكفيهم يومين وأكثر، فطلب من والدته أن تترك له مهمة جمع الطعام وقد وضعه في أطباق بلاستيكية بطريقة منظمة واستئذن والدته في الذهاب إلى جيرانهم لإعطائهم ذلك الطعام، وقد وافقت والدته على الفور، وبالفعل ذهب إلى جيرانهم الذين سعدوا كثيراً بشعور جارهم بهم ودعوا الله أن يبارك له.
أراد طه أن يعلم والديه ما تعلمه في ذلك اليوم من أهمية الحفاظ على نعم الله والتمتع بها ولكن دون إسراف أو تبذير وقد تذكر في تلك اللحظة قصة ضمن
موضوع تعبير عن الاسراف
كانت قد قصصتها عليهم المعلمة بالمدرسة فاتفق مع صديقه محمد أن يقص كلاً منهما قصة على الأسرتين على أن يحدد الوالدين أي القصتين أجمل وأكثر إفادة.
بدأ طه بسرد قصته التي دارت أحداثها عن حفظ النعمة وآثار التبذير على حياة المسلم في الحياة الدنيا والآخرة كما وقد ذكر بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن التي ورد بها النهي عن التبذير مثلما جاء في قول الله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، [الأعراف: 31]، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلُوا، و اشربُوا، و تصدقُوا، والْبَسُوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ).
ابتسمت والدة طه ونظرت له ولأبيه نظرة تفيد أنها قد أدركت ما يقصده ابنها، ذلك الولد الصالح الذي تمكن بأسلوبه المهذب اللبق أن يوصل إليهما درس هام في الدين والحياة عن التبذير والإسراف وما لهما من أضرار وإثم دون أن يجرح أياً منهما أو يحرجهما، ومنذ ذلك اليوم اتفق والد طه ووالدته أن تكون كل أمور حياتهما من مأكل ومشرب وملبس على قدر حاجتهم متذكرين دوماً جيرانهم وأقاربهم المحتاجين ويبادرون دوماً بمساعدتهم. [4]