اشهر مؤلفات محمد خير الدين
من هو محمد خير الدين
محمد خير الدين مؤلف شهير ولد سنة 1941 في قرية أزرو واضو وتعود تسميتها للأمازيع وتعني حجر الريح، وهي موجودة في الجنوب المغربي، وقد عانى من مشاكل أسريه وعاش بعيداً عن أبيه حيث أنه كان يعمل بالتجارة ولهذا هاجر إلى الدار البيضاء ثم تطلق والديه، وعاش هو مع أمه التي لم تكن تحبه حسب تعبيره في أحد نصوصه.
لقب محمد خير الدين ببداية مسيرته الأدبية، بلقب شاعر الاحتجاج والغضب، حيث أنه كانا يتجليان من خلال كتاباته وحياته، على مستويات مختلفة فمنها الأدبية والسياسية ومنها العائلية والميتافيزيقية، فقد تخلل فن محمد خير الدين بالتمرد غلى الفصل بين الأجناس الأدبية، وعلى الحدود التي توضع بين الواقع والحلم والهلوسة والاستيهام. ولهذا نجد أن رواياته دائماً تجمع بين المسرح والشعر والسرد الواقعي والحلمي والعجائبي بالإضافة إلى الأوتوبيوغرافي، وقد تتلاقي
شخصيات تاريخية مغربية
أو غير مغربية بشخصيات أخرى متخيلة أو واقعية.
تأثر محمد خير الدين بالشاعر رامبو وحفظ الكثير من أشعاره، بالإضافة إلى أنه كان يتميز بانتمائه الجذري إلى بسطاء الناس من أبناء الشعب.[1]
أشهر كتب ومؤلفات محمد خير الدين
إن أعمال محمد خير الدين تظهر تداخلاً مع مشاعره الشخصية وذكرياته وأحلامه بالإضافة إلى إنفعالاته، فتتميز كتاباته بغناها بالصور الفريدة، والقريبة من الغرابة، فتتألف أعمال محمد خير الدين من روايات وأشعار، وهذه المؤلفات متغايرة الأشكال حيث أنها تتسم بالالتزام السياسي والاجتماعي، وهذه المؤلفات جعلته أحد أهم الأصوات في الأدب المغربي وخاصة الذي يكون مكتوب باللغة الفرنسية ومن بعض مؤلفاته:
دمي الذي يرشو اليأس
وهو كتاب من مختارات شعر محمد خير الدين ونثره قد ترجمه الشاعر مبارك وساط، فقد اختار الشاعر مبارك قصائد معينة للشاعر محمد خير الدين حيث أن بعض كتاباته كانت باللغة الفرنسية وقد ترجم هذه القصائد الشاعر وساط ومن هذه القصائد المترجمة الواردة في الكتاب قصيدة هذا الدم و غثيان أسود وقصيدة النهر الجميل و إفريقيا ، بالإضافة إلى قصيدة أراض صلبة وصحراء.[1]
رواية جسم سالب
صدرت هذه الرواية باللغة الفرنسية سنة 1968، ضمن كتاب يضم روايتين قصيرتين، وقد عمل المؤلف محمد خير الدين على إرداف هذه الرواية بديوان شعري آخر اسمه شمس عنكبوتية، وكان الهدف من هذا لتطويل لائحة إصداراته بالمقارنة مع عمره القصير، فقد عمل دائماً على مزاوجة الشعر مع السرد في مسيرة حياته الإبداعية .[1]
رواية أكادير
كتب المؤلف محمد خير الدين هذه الرواية وكان عمره أربعة وعشرون عاماً، وكانت هذه الرواية هي روايته الأولى، فتحكي هذه الرواية قصة شخص كان موظف في مؤسسة الضمان الاجتماعي، ولكن هذه المؤسسة ترسله إلى مدينة منكوبة وكان سبب نكبة هذه المدينة هو حدوث زلزال فيها عام 1960، ليقوم هذا الموظف بجمع ملفات بالسكان المنكوبين، فكانت هذه الرواية نصاً مفرداً ولكنها بصيغة الجمع، فهزت بنية السرد الروائي، وإن إدموند عمران المالح قال أن هذه الرواية لا تنبئ بميلاد روائي مبدع باللغة الفرنسية فحسب، بل إنها تنبئ عن ميلاد استثنائي لشاعر كبير لديه أنفاس شعرية وأسطورية كبيرة.
وكتب الكاتب محمد خير الدين هذه الرواية باللغة الفرنسية عام 1970، وقد كانت كتابتها ممزوجة بالشعر الصافي والسرد بحكاياته الصادمة وفوضوية شخوصه، وهي من الروايات التي تستحق أن تترجم ضمن مشروع يعمل على نقل أدب ومؤلفات محمد خير الدين إلى العربية.
رواية أسطورة وحياة أغونشيش
وهي عبارة عن نصوص متفرقة كان المؤلف محمد خير الدين ينشرها في جريدة المغرب الفرنكوفونية، التي كانت تصدر في الثمانينات، وهذه النصوص كانت قد شكلت نواة رواية جديدة فقد عمل الكاتب على الغوص فيها في الأصول الأمازيغية الغابرة، وهي رواية أسطورة وحياة أغونشيش، وقد تم نشرها عن طريق دار “سوي” الفرنسية عام 1984.
نباش القبور
وهي مسرحية تعود للشاعر والروائي المغربي محمد خير الدين، وكانت باللغة الفرنسية، وقد لقب الشاعر خير الدين بالطائر الأزرق، وهذه المسرحية قد اقتبست من قبل الفنان المسرحي سيدريك كوغرميلان، وحولها إلى نص مسرحي وقد أخذها من رواية لمحمد خير الدين التي لها العنوان نفسه وصدرت عام 1973.
تعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الأدبية لمحمد خير الدين حيث أنه كتبها خلال أربع سنوات، وتستلهم عوالمها من مدينة تفراوت، تقع هذه المدينة جنوب المغرب، ويتحدث فيها عن نباش يعمل على حفر قبور الأموات ليكشف حقائق مدفونة تحت الأرض، ويتابع الأحداث باتهامه بانتهاك حرمات الموتى، وتطرح الراوية أيضاً فكرة حرمة الأحياء واستبداد السلطة في علاقتها مع الأشخاص والأفراد في المجتمع.
فهذه المسرحية التي تم اقتباسها من رواية محمد خير الدين والتي صدرت عن منشورات لوسوي، ستعرض في شبكة المعاهد الفرنسية بمدينة مراكش وتطوان وطنجة وأيضاً بمكناس والرباط والقنيطرة.
فعملت هذه المسرحية على نشر صوت واحد من أكبر المؤلفين العرب المغاربة الذين يتكلمون باللغة الفرنسية، وكشفت المسرحية قوته الشعرية والمتمردة للجمهور المسرحي.
رواية كان يا مكان زوجين سعيدين
أصدرت رواية كان يا مكان زوجين سعيدين عام 1993 للمؤلف محمد خير الدين، وتم كتابة هذه الرواية باللغة الفرنسية وقد ترجمت إلى اللغة العربية وسنسرد ملخص لهذه الرواية مترجمة باللغة العربية.
وتتحدث هذه الرواية عن زوجين مسنين عاشا في سعادة ولكنهما لم يرزقا بأطفال لكن هذا الأمر لم ينكد عليهما ولم يحرمهما من السعادة، عاش بوشعيب حياة بسيطة وقد قضاها في السوق ممتطياً حماره، وكتب قصيدة بالأمازيغية، فهذا العجوز كان دائماً يعتبر نفسه حارساً للتقاليد، وامتد به العمر ليشهد تحولاً كبيراً، حيث أن هذا التحول قد فُرض بواسطة مظاهر العصرنة التي غيرت ملامح القرية، وتغير كل شي حوله، ورغم هذا ظل هو وزوجته متشبثين بالأرض والتقاليد.[2]
فمن إحدى مشاهد الجزء الرابع لهذه الرواية تتجلى عندما بدأت القرية تتغير والمواصلات أصبحت حديثة، فكان الخاسر الأكبر في زمن العصرنة هم الشباب الذين يقلدون الغرب، ولكن بوشعيب وزوجته لا زالا متشبثين بالأرض والتقاليد،ففي يوم من الأيام جاءه موجه سياحي يطلب منه الحمار، وجاء بعض الأشخاص الأميركان إلى القرية وأرادوا أن يمتطوا الحمار، وهنا تأكدت نظرية هذا العجوز أن العصرنة تجلب المتاعب ولهذا جاء هؤلاء الأشخاص يبحثون عن الراحة ويمتطوا الحمير تاركين سياراتهم الفارهة.
أشهر أعمال محمد خير الدين
تنوعت أعمال محمد خير الدين بين الشعر والسرد، وسنسرد بعض الكتب والروايات والشعر لهذا المؤلف الرائع فمن هذه الروايات والأشعار:
- رواية أنا المر، 1970.
- الملك (شعر) 1966 Le Roi.
- شمس عنكبوتية (شعر) 1969 Soleil arachnide.
- أنا الحاد الطباع 1970 Moi l’aigre.
- هذا المغرب (شعر) 1975 Ce Maroc.
- رائحة المانتيك Une odeur de mantèque, 1976.
- حياة وحلم شعب دائم التيهان Une vie, un rêve, un peuple, toujours errants, 1978.
- انبثاق الأزهار المتوحشة Résurrection des fleurs sauvages, 1981.
- أسطورة وحياة أكونشيش Légende et vie d’Agoun’chich, 1984.
حياة محمد خير الدين مع الكتابة
بدأ الكاتب محمد خير الدين الكتابة وهو في سن صغير أي عندما كان مراهقاً، وقد بدأ في الشعر حيث كان ينشر قصائده الشعرية في صحيفة لافيجي ماروكين، وهذه الأشعار والقصائد كانت محبوكة على الطريقة الكلاسيكية، بالإضافة إلى أنها كانت باللغة الفرنسية، وظهر في الستينات واعتبر أحد ألمع الشعراء المحدثين.
رجع محمد خير الدين إلى المغرب بعد أن كان في فرنسا عام 1979 بعد غياب دام ستة عشر عاماً، وتوفي في بلده المغرب بعد أن أصيب بمرض عضال قاتل.