قصة حادثة بئر معونة
قصة حادثة بئر معونة
لم يكره الإسلام يوميا أحداً للدخول فيه ، وهذا ما حدث في قصة حادثة بئر معونة عندما عرض الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم الإسلام على عامر بن مالك ، ولكنه لم يسلم ، ولم يرغمه أحد على الإسلام ، ولا لم يؤذوه لرفضه الإسلام ، وعندما طلب إرسال بعض الصحابة معه لدعوة قبيلته للإسلام ، وما حدث بعدها إدي لاستشهاد الصحابة الذين ذهبوا معه لقبيلته بسبب أبن أخيه عامر بن طفيل . [1]
ما هي قصة بئر معونة بالتفصيل
قصة حادثة بئر معونة تبدأ في يوم من أيام شهر صفر ، وبالتحديد في السنة الرابعة للهجرة النبوية أتي أبو البراء عامر بن مالك زعيم قبيلة أبناء أمير إلى المدينة المنورة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولقد كان أبو البراء عامر بن مالك إنسانا مهذبا صادقاً وصديقاً لرسول الله ، وأيضا للمسلمين ، وحينما أتي للهجرة بهدية عبارة عن أثنين من الخيل ، وأثنين من الجمال كهدية لرسول الله ، فقال له النبي صل الله عليه وسلم ” أعذرني لا أقبل هدايا من المشركين ، وإذا أردتني أن أقبل هديتك أدخل في دين الله الإسلام ، وكن من المسلمين ” ، فلم يسلم عامر فرفض النبي هديته ، ولكن أبو البراء عامر بن مالك عندما رفض الدخول في الإسلام قال للنبي الكريم أن الإسلام دين جميل ، ودين مشرف ، وقبيلتي سوف تسمع كلامي لو أرسلت معي بعض الصحابة يعلمونهم ، القرآن ، والسنة ، وحينها آمل أن يقبلوا الدخول في الإسلام ، ولكن وقتها قلق النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من أن يؤذوهم أهل نجد ، ولكن البراء أكد له ان أهل نجد لن يلمسوا أصحابه بسوء ، وهو معهم .
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم معه ما بين 40 أو 70 شخصا منهم 6 من المهاجرين والباقي من الأنصار ، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم معهم أيضا رسالة لأهل نجد وقبيلة الأمير ، وصلت المجموعة إلى مكان معروف باسم بئر معونة ، وكانت هذه بئر ماء يمتلكه أبناء سليمان شرقي المدينة المنورة بين أرض أبناء سليمان ، وأولاد أمير ، وأرسل حَرَام بن مِلْحان برسالة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل يدعوه إلى الإسلام ، وكان عامر بن الطفيل هو ابن أخ عامر بن مالك ، لم يقرأ عامر الرسالة حتى ، وطلب من جنوده قتل الصحابي الجليل حرام بن ملحان بطعنه في ظهره ، وقال حرام قبل أن يلفظ أنفاسه الله أكبر ، لقد نلت الفوز العظيم، ولم يكتفي عامر بن طفيل بقتل حرام ، ولكنه أرسل للقبائل الأخرى بضرورة قتل الصحابة الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن قبيلة أبناء أمير حافظوا على وعدهم الذين قطعوه لأبو البراء عامر بن مالك ، وعندما رفض أبناء أمير مساعدة عامر بن طفيل على قتل رسل رسول الله طلب عامر بن طفيل من بعض قبائل أبناء سليمان أن يقتلوا الرسل فوافقوا ، وانتظروا الصحابة الكرام بالقرب من بئر معونة ، وقاتل الصحابة المشركين حتى استشهدوا جميعا .
وحينما أخبر عمرو بن أمية الضميري الرسول صلى الله عليه وسلم بإستشهاد الصحابة قال صلى الله عليه وسلم للناس: (
إن أصحابكم أصيبوا ، وإنّهم قد سألوا ربّهم فقالوا : ربّنا أخبر عنّا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنّا
) رواه
البخاري.
ولقد أرسلوا السلام قبل استشهادهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأوصل السلام جبريل عليه السلام ، فقل النبي وعليهم السلام ، فحزن النبي على وفاة أصحابه كثيرا ، فقد قال أنس بن مالك : أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حزينًا جدًا عند استشهدا أصحابه ، ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين الذين قتلوا أصحابه ، ويكرر الدعاء لمدة شهر بعد كل صلاة كل يوم ، فقد النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين أن تصاب منطقتهم بجفاف كجفاف مصر أيام النبي يوسف عليه السلام ، فحل الجفاف ، والمجاعة هناك ، ولم يكن هناك حتى ماء في الآبار ، أما أبو البراء عامر بن مالك فقد حزن كثيرًا ، حتى مات لما أبلغه النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن أخيه عامر بن طفيل هو سبب هذه المجاعة ، وهذا الجفاف بسبب قتله الصحابة الأبرار . [1]
الأقوال التاريخية عن قصة حادثة بئر معونة
هناك بعض النصائح والتقارير التاريخية حول قصة حادثة بئر معونة هي كالتالي :
- مسند بن حنبل ذكر أن عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى القنوت يوميا شهر كامل في الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر في نهاية كل صلاة .
- صحيح البخاري ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لمدة شهر ، حتى بعد أن أرسل للشهداء السلام مع جبريل ، ظل النبي حزينا عليهم ، (صحيح البخاري المجلد 5 ، كتاب 59 ، الحديث 421).
- أما في صحيح البخاري ذكر أن النبي غضب كثيرًا مما فعله الكفار بأصحابه ، وظل يصلي يوميا حتى يتم عقابهم من الله . (صحيح البخاري المجلد 4 كتاب 52 الحديث 57). [2]
قصة حادثة بئر معونة في آيات القرآن الكريم
يقال إن قصة حادثة بئر معونة قد ذكرت في آيات القرآن الكريم ،وبالتحديد قد ذكرت في السورة الثالثة بحسب ترتيب السور في المصحف الشريف ، وكانت قد وردت في الآيات من 169 إلى 173 من سورة آل عمران ، حيث قال تعالى:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿172﴾ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [3]
وفي الختام نكون قد تعرفنا على ما هي قصة بئر معونة ؟ ، والأقوال التاريخية عن قصة حادثة بئر معونة ، وقصة حادثة بئر معونة في آيات القرآن الكريم .