اول من دون الحديث تدوينا عاما

اول من جمع الحديث الشريف

حيث سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم تدون أيام حياته ، وإنما كان المؤمنون يحفظونه في صدورهم ، والذي حفظ في عهد النبي عليه الصلاة والسلام هو القرآن الكريم [1] .

وكان صحابة رسول الله يتناقلونها فيما بينهم وجاء من بعدهم التابعين لهم وأستمر النقل له شفاهه ، والصحابة لن يكون عندهم صحف حتى يقوموا بتدوين ما سمعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وكان من هؤلاء سيدنا عبد الله بن عمرو ولكن في وقت ما فكر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدونها ولكنه صرف النظر عن ذلك .

ولكن

اول من دون السنة النبوية

هو سيدنا عمر بن عبد العزيز ، وقد أرسل في ذلك إلى قاضيه وعامله أبي بكر بن حزم وأخبره بذلك الأمر فقال له أنظر ما كان من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فاكتبه فإني أخاف ذهاب العلماء ودروس العلم .

والجدير بالذكر بأن قاضيه لن يدون كل ما هو موجود في المدينة، من أثر وسنة ولكن الذي فعل هذا الزهري ، وكان أيضا أحد المعاصرين لسيدنا عمر بن عبد العزيز .

وكان أعلم أهل الأرض بالسنة في زمانه، لذا فالخليفة عمر بن عبد العزيز كان يأمر جلساءه بالذهاب له ، فقام بتدوين جميع ما سمعه من الأحاديث الشريفة وما جاء عن الصحابة .

الذي كان غير موجود بباب من أبواب العلم، لذا يعد الإمام الزهري هو من وضع حجر الأساس فيما يتعلق بتدوين سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

والتدوين شاع في العصر الذي يلي الزهري ، وقام بجمع السنة في مكة ابن إسحاق وابن جريج ، وجمعها في المدينة المنورة الإمام مالك وسعيد ابن أبي عروبة، والربيع .

وقام بجمعها في الكوفة الإمام الثوري وفي البصرة حماد وفي مدينة الشام الأوزاعي ، وأستمر التابعين على ذلك النحو إلى أن جاء القرن الثالث والذي يعتبر من أزهى العصور للسنة النبوية وقد تم تصنيف الأسانيد فيه .

وتم تصنف مسند الإمام أحمد فيه وكذلك مسند إسحاق بن راهوية ، ومن بعده الصحاح مسلم والبخاري وجاء من بعدها عدد من السنن للنسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجه .

تاريخ تدوين الحديث

فقد بدأ تدوين سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بصورة متدرجة كان بدايته بالحفظ له أيام النبي عليه الصلاة والسلام ، وعهد الخلفاء الراشدين والدولة تولت تدوينها بشكل رسمي في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز [2] .

وكان ذلك في غضون بداية أعوام المائتي هجريا ، وفي تلك الفترة ظهرت الحاجة للتدوين وزال ما كان يمنع ذلك ، وكان والد الخليفة عمر الأمير عبد العزيز بن مروان يسعى كثيرا لتدوين السنة مما دفع أبنه في جمعها .

حيث ذات مرة أرسل والده إلى أمير مصر كثير بن مره الحضرمي ، طلب منه أن يكتب من أحاديث الصحابة إلا ما سمعه عن أي هريره فهو كان موجود عندهم .

وكان أمير مصر أدرك سبعين من بداري الصحابة ، وكان هذا الأمير أحد تلاميذ أبي هريرة حيث سمع من حديثه وقيده وجاء ابنه عمر الخليفة من بعده ورواه عنه .

وعند ثبوت الاستجابة من قبل أمير مصر فهذا يعني تدوين أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في خلال القرن الأول ، وكانت رسميته تقتصر على الدولة .

ولكن الخليفة عمر بن عبد العزيز، أدرك ضرورة الجمع لكنوز السنة النوية الشريفة ، حتى يرجع له الناس ويستفادوا منها في مختلف شئون حياتهم ، وكان علماء زمانه الشرعيين أجازوا له هذا العمل .

كما لن يرد عن أي من العلماء المقربين لمجلس الخليفة عمر أنكر عليه ذلك ، وبذلك تم عقد العزم على جمع وتدوين السنة في عصر السماحة ، ووقت مستحب للقيام بهذا العمل وحتى يتم الحفاظ على السنة من الاندثار

مراحل تدوين السنة النبوية

هناك مرحلتين رئيسيتين مرت بهما تدوين السنة النبوية الشريفة هما [3] .


  • مرحلة أولى

تتمثل في اجتهاد عدد من الصحابة بكتابة جميع ما سمعه عن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وكان من ضمن هؤلاء سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص .

ورغم أن بعض الناس قاموا بنهيه عن ذلك إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام سمح له بذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم لن يمنعه لأنه ينطق بالحق، أما الخلفاء الراشدين فلن يتخذوا أي قرار بجمع السنة الشريفة إلى أن جاء عهد الخلافة الأموية .

وكان ذلك نهاية القرن الهجري الأول، وأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بتدوين سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان ذلك لظهور عدد من المتغيرات .

وقد ظهرت مجموعة من المذاهب الإسلامية والفرق ، مما دفع لتصدر علماء الأمة لذلك ، ودونوا السنة وكان على رأس هؤلاء العلماء العلامة محمد بن شهاب الزهري .


  • مرحلة ثانية

وكانت بدايتها بالقرن الثاني من الهجرة ، وفي هذا العصر أصبح لعلماء الحديث عدد من المؤلفات ، التي تخصهم هي مستقلة عن غيرها من العلوم الدينية الأخرى .

وكانت تلك العلوم تتمثل في التفسير والفقه وغيرها من أنواع العلوم الأخرى ، وقد أصبح للعلماء منهج خاص بالحديث وقد ترتب عن ذلك ظهور المسانيد والسنن والجوامع والمصنفات .

أسباب تأخير تدوين السنة النبوية

فقد كان يوجد هناك عدد من الأسباب التي ساعدت على تأخير هذا العمل هي [4] .

  1. أنشغل الصحابة في خلال تلك الفترة الزمنية بتجميع وكتابة القرآن الكريم ، وكان ذلك أيان العهد النبوي الشريف وكان القرآن يتنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام على مدار 23 عام .
  2. وكان يوجد لدى النبي عليه السلام عدد من الصحابة يقومون بكتابة الوحي ، من الآيات القرآنية وقد كانت جميع أعمال تحتاج للجهد والمشقة ، والتفرغ الوقتي وقد كان عدد بسيط من هؤلاء الصحابة ، الذين يتقنون الكتابة في ذلك الوقت .
  3. وكان من ضمن تلك الأسباب خوف صحابة رسول الله ، من حدوث خلط ولبس بين العامة من المسلمين وذلك بين القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، وقد كان النبي عليه السلام ينهي الصحابة عن الكتابة في زمانه بل كان يسمح بل كان يسمح لهم بكتابة القرآن الكريم فقط .
  4. كما كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يأمرهم بمحو كل ما كتبوه عنه ، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يهدف من هذا الأمر أن يحفظ الصحابة القرآن ويعكفوا على دراسته .
  5. وكان ينظر لأمر كتابة الأحاديث الشريفة بأن في هذا الأمر ، نوع من الصعوبة والمشقة عليهم وكان هذا الأمر له ضرورته لأن الأحاديث النبوية الشريفة متعددة ومتشعبة .