تعريف الترادف وانواعه
معنى الترادف لغة واصطلاحا
يعد الترادف ضمن أهم ظواهر اللغة العربية رغم وجود بعض الاختلافات عليه بين علماء اللغة سواء كان منكرا بوجود شيء أسمه الترادف أو مقرا بأن الترادف هو من أهم مظاهر اللغة العربية ، ويمتلك الترادف نصيب الأسد من المعجم العربي نظرا لأهميته التي تقلدها في اللغة [1].
يوجد للترادف معنيان هما كالآتي :
-
لغة
وجدت كلمة الترادف في القرآن الكريمة في هيئة كلمة ردف وذلك عندما قال الله تعالى : ” قل عسي أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ” ، وحين قال تعالي : ” إذ تستغيثون لربكم فاستجاب لكم إني ممددكم بجيش من الملائكة مردفين “
لذلك فإن الترادف هو مصدر فعله ردف ورديف وجمع كلمة ترادف هو رداف ، ومعني كلمة ردف : هو تبادل ركوب أحدهم خلف الآخر ، أي أن أحدهم قام بالمجيء خلف أحد آخر ، وقد ذكر الراعي كلمة رداف الآتية من الترادف في شعره حيث قال :_
وخود من اللائي يسمعن في الضحى
قريض الردافي بالغناء المهود.
فكل من تلي أحد ردفه ، وشيء لا يوجد به ردف أي لا يكون له متتاليا ، يكون النهار والليل ردفان أي متتاليان .
-
معنى الترادف اصطلاحا
هو كل اختلاف في اللفظ وكل اتفاق في المعني ، أي يكون للمعني الواحد عدة كلمات داله عليه ، ومثال على ذلك الأسماء الكثيرة الدالة في معنها على اسم وكلمة الأسد وذلك مثل ” ليث ، ضرغام ، أسامة ، فرناس ، مهند ” وغيرها من الأسماء .
وقد قام الإمام فخر الدين بتعريف الترادف على أنه جميع الألفاظ المفردة والتي تكون فيما معناها دالة على شيء واحد ، وقد قام بن جني بتعريف الترادف على انه الاختلاف في الأسماء والألفاظ والاتفاق في المعني .
وقد قال الشريف الجرجاني في شرح الترادف بصورة مبسطة على أنه الصدق والاتحاد بين معني شيئين مختلفين لفظيا .
أنواع الترادف
يوجد للترادف أنواع كثيرة منها :_
ترادف كامل
ويسمي أيضا باسم التماثل وهو أن يكون هناك كلمتان متطابقتان لدرجة ألا يستطيع أحد أن يفرق بينهما ، لذلك لا يجدون أي حرج في استبدالهم أو استخدامهم في جميع المواضع استخدامهم المختلفة .
شبه الترادف
ويطلق عليه أيضا بالتشابه أو التقارب وفي بعض الأحيان يطلق عليه كلمة التداخل ، وتكون تلك التداخلات عند توافق وتقارب كلمتان توافقا شديدا لدرجة عدم مقدرة احد أن يفرق بينهم .
فتسهل علي مستخدمها أن يحفظها أو أن يضعها في مختلف الجمل والاستخدامات ، ومثال على ذلك كلمات ” سنة ، عام ، حول ” وقد ذكرت جميعها في القرآن الكريم لنفس المعني وبمواضع مختلفة .
التقارب الدلالي
ويحدث هذا عندما يكون هناك تقارب في المعني وتباعد في اللفظ ، ولكن يوجد مع هذا التباعد تلميحا في اللفظ نفسه ليدل على الآخر وذلك مثل لفظي ” حلم ، رؤيا ” .
الاستلزام
وذلك وفقا للقاعدة الآتية
” أ يستلزم أ ” وذلك إذا تطابق أ مع أ في جميع المواضع التي يتم استخدام هذا الألف به ، ومثال على ذلك “انتهي إسماعيل من عملة في الساعة الرابعة عصرا ، فإن هذا يستلزم أن إسماعيل كان في عمله قبل الساعة الرابعة عصرا”.
استخدام التعبير المماثل
ويطلق عليه أيضا الجمل المترادفة ، وذلك عندما تكون هناك جملا كاملة متوافقة مع بعضها البعض في المعني ، وتنقسم تلك الجمل إلي قسمين هما :_
-
الجمل التحويلية
وتكون عندما يتم نفس الكلمات في الجملتين لكن يقوم الكاتب بتبديل ما وقع الكلمات في الجملة الأخرى ، ومثال على ذلك :_
أكلت ياسمين الطاعم بسرعة
ياسمين أكلت بسرعة الطعام
فإن تلك الجملتين لهم نفس المعني ونفس الكلمات ولكن اختلفت إحداهما في ترتيب كلماتها عن الأخرى.
-
الجمل التبديلية أو العكسية
وذلك عند تبديل معني الكلمات في جملة عن الجملة الأخرى وذلك كما في المثال الآتي :_
اشتريت من أسماء سلسلة جميلة
باعت لي أسماء سلسلة جميلة.
وتم استخدام هذه الطريقة في تحويل الكتاب نصهم الشعري إلي نص نثري ، أو تحويل الخطابات من نصوص علمية إلي نصوص وخطابات شعبية أو تحويل الكلمات في الخطاب الواحد ، وذلك لأن مستوى فهم اللغة يختلف من سامع أو قارئ لسامع وقارئ آخر .
أسباب ظاهرة الترادف
قام العلماء بتفسير أسباب ظاهرة الترادف في عدة نقاط مثل :_
- شدة اهتمام العرب بموسيقي الألفاظ فكان ذلك هو السبب الرئيسي لتعدد الألفاظ المترادفة لكثرة استخدامهم هذه الألفاظ في التجانس والسجع والبلاغة وغيرها من أقسام اللغة .
- دقة استعمال العرب عند استخدامهم للدلالة على الأشياء مع تناوبهم علي دلالات الألفاظ العامة والخاصة .
- بعد استعارة اللغة العربية بعض الكلمات من اللغات الأخرى إلي كثرة ترادفات معني الكلمة الواحدة .
- كثرة استخدام الناس لكلمة واحدة يؤدي إلى استخراج لهجات مختلفة لتلك الكلمة مما يؤدي إلى كثرة الترادفات للكلمة الواحدة .
فوائد الترادف في اللغة
- عندما تكون هناك قبيلة لها اسم معين فتأتي قبيلة أخري يعجبها نفس الاسم فتقوم بتسمية نفسها بهذا الاسم لكن يكون هذا الاسم مترادفا ، حيث يكون له نفس المعني ومختلف في أسمه وفي نفس الوقت يحت ي هذا الاختلاف على تشابه كبير ، ويشتهر أسمي هاتان القبيلتين دون أن يستطيع أن يلاحظ أحد هذا التشابه الموجود بين الاسمين [2] .
أو أن تستخدم نفس القبيلة اسمين مختلفين أو يستخدم شخص واحد لفظين مختلفين لكن بشرط أن يكون هذا استخدامه أقل من المعتاد ، يوجد لهذه النقطة فوائد عديدة مثل :_
- إفصاح الشخص عما يجول ويختلج في صدره وفي أثناء ذلك لا يتذكر لفظ معني شيء فيقوم بقول لفظ آخر يدل على هذا المعني ، ومثال على ذلك الشاعر الذي تغلب علي علته حيث كان ألدغا في حرف الراء فكتب قصيدة طويلة دون أن تكون هناك كلمة بهذه القصيدة تحتوي علي حرف الراء .
- قال البيضاوي هو وبعض علماء اللغة العربية أن تقول لفظ أو كلمة مختلفة تماما عن الكلمة واللفظ الأصلي.
- قال الإمام في شرح الترادف هو أن يقول احدهم لفظ يكون معناه شارحا للفظ آخر مبهم أو فيما معناه يكون مبهما ، أي نقوم باستبدال اللفظ الغير واضح بلفظ صريح وواضح حتي يتسنى للناس فهم ما يقال سواء كان هذا الحديث خطبه أو نص شعري أو نص نثري.
- شرح العالم ألكيا الترادف على أنه هو جميع الكلمات التي تحمل بداخلها معنى واحدا وتختلف في الاسم أو اللفظ و مثال على ذلك كلمة الخمر حيث لها عدة أسماء أخري مثل قهوة وعقار ويطلق علي الأسد ليث وغيرها من الكلمات المشابهة والتي لها الكثير من الترادفات ، أو عندما تجتمع كلمتان متضادتان لنفس المعني مثل علاج المرض، تصليح التالف .