خصائص الجروف البحرية واهميتها

نشأة الجروف البحرية

الجروف البحرية هي عبارة عن منحدرات عميقة في سطح الأرض أو تحت سطح الماء، وهي صخور مترابطة تأكل أجزاء منها نتيجة لعملية التعرية، الناتجة جراء توارد الأمواج على الصخور سواء كان ذلك على الشاطئ أو في الصخور التي تتواجد داخل البحار[1].

تعرف تلك العملية عملياً بأن الهواء يجوف تلك التجاويف المتواجدة في الصخور، ثم تندفع الماء لتزيد قوة الدفع فتزداد التجاويف والجروف في الصخور، والسبب الرئيسي في تكوين تلك الجروف هو اختلاف التكوين الصخري بين الطبقات الصخرية المختلفة، وقلة منسوب البحر وحدوث عملية التعرية، كما أن الحركات التكتونية لها دور كبير في الجروف البحرية المتكونة في الصخور.

تتميز الجزر التي تتعرض للجرف بشكل عام بانها ترتفع فوق سطح البحر، وتتدرج تلك المنحدرات حيث إن بين القمة والقاع المساحات الشاهقة التي تتدرج كلما نزلنا لأسفل.

تلك القمم الصخرية تتكون من حجر جيري ومرجاني يكسوه الطين الأزرق، والماء هو المتسبب الأساسي في تأكل تلك الطبقات[2] ،وتعتبر الجروف البحرية في ابسط تعريفاتها هي احد الظواهر الطبيعية، التي تنتج جراء عملية النحت البحري أو

التعرية البحرية

.

الضوابط المؤثرة في نشأة الأمواج على الجروف

  • بنية الصخور نفسها، من أهم الأمور التي تتحكم في مدى تأكلها، وتأثير الأمواج عليها[3].
  • مدى انحدار السطح التي تتواجد فيه الجروف، والجدران البحرية.
  • تؤثر طبيعة المسام والفراغات المتواجدة في الجزر والصخور المتأكلة أي التي تحتوي على جروف، كما أن كمية المياه المتواردة على الماء نفسها لها تأثير كبير في ذلك الأمر.
  • يؤثر نظام تكوين الصخور وبنيتها على ترتيب وتكوين الطبقات.
  • الخصائص التكوينية الصخرية، ودرجة الصلابة أو المرونة الخاصة للصخور.
  • مدى قوة الأمواج، وسرعة التيارات والمد والجزر.
  • المدة الزمنية التي تعرضت الصخور خلالها لعوامل التعرية.
  • قوة الرياح المحملة المحملة بالأتربة والغبار، كما أن الأنهار والامطار لها دور كبير في تلك التجاويف وعمقها.

خصائص الجروف البحرية

هناك العديد من الظواهر الطبيعية التي تحدث نتيجة عملية المد والجزر، من بينها الجروف البحرية، والتي تمتاز بمجموعة من الخصائص، [5] والجروف البحرية أو التعرية التي تحدث للجروف البحرية تتميز عن غيرها من الظواهر البحرية الأخرى بالآتي:

  • الشكل المتكون من التعرية التي تتعرض لها الجروف البحرية مميز للغاية، كما أن تلك الصخور تتميز بأنها تصبح هشة جداً بعد تعرضها للتعرية مما يجعلها سهلة التكوين لتخرج منها لوحات فنية منحوتة بشكل مميز.
  • تتغير الأشكال المتكونة، حيث أن الجروف البحرية قد تتغير من وقت الأخر، بسبب التأكل المتزايد والتجويف الطارئ عليها بشكل دائم.
  • يتركز تلاطم الأمواج في مناطق معينة على طول الساحل بحيث تقرر المساحة التي تصل إليها الأمواج وبناء على ذلك فإن كلما زاد تسنن الساحل ازداد الطول ومعه مجال عمل الأمواج.
  • تأكل السواحل وتراجع الجروف امر غير محمود على الاطلاق، حيث يمثل امر خطير للغاية، خصوصاً إذا كانت نطاق المناطق المتعرضة للتعرية معمور، حيث يتعرض للانهيار المفاجئ، فقد يحتاج ذلك الانهيار لعقد زمني واحد، وتلك المدة لا تعتبر كبيرة كما يظن البعض، حيث تكون أعمارها قصيرة بالنسبة للصخور الأخرى.
  • تتسبب عملية التجوية في خفض منسوب الجرف، كما كما أن في تلك المرحلة يحدث تمدد كبير يعمل على ضعف تأثير الأمواج، كأحد عوامل النحت وكل ذلك يحدث لأن المياه تصبح ضحلة أماط خط الشاطئ.
  • نحت الأمواج يتوقف تباعاً لأتساع النطاق الضحل من المياه الواردة على الشاطئ، كما أنها تدفن رصيف النحت البحري الرواسب المكونة للرمال والحصى، وفي تلك المرحلة يختفي الجرف تماماً، ويبدأ الساحل في التخلص من عملية التعرية، حيث إتمام دورتها.
  • تظهر الجروف على شكل طبقات تميل إلى الجانب اليابس وجزء أخر يميل تميل الصخور فيه نحو البحر وفي تلك الحال التي تميل الصخور فيها إلى البحر ترى الجروف شديدة الانحدا ، وهذا يعتبر  أيضاً من

    ظاهرات النحت البحري

    .
  • الجروف البحرية لها شكل منحدر ومميز عن المناطق التي لا يحدث لها جرف.
  • الجروف تبدأ بالظهور ثم والتراجع تجاه اليابس، والرصيف البحري يوضح على حساب ومدى تراجع الجرف، وبعدها يعمل الرصيف على تكون رواسب، بحرية من المفتتات الناتجة عن تأكل الصخور، أو ما يسمى بعملية الجرف.
  • يلاحظ حدوث منحدرات معتدلة على طول الساحل، مع ملاحظة التقويض السفلي الناتج عن تلاطم الأمواج بقوة ، فهذا يعتبر أيضا من

    اهم ظاهرات النحت

    .

اهمية الجروف البحرية

  • للمنحدرات الساحلية دور هام في الحفاظ على التنوع البيولوجي، خاصة للحيوانات والنباتات، حيث إن تلك النباتات قد تستوطن الجزر وتسكن تلك التجاويف[4].
  • تحتفظ تلك التجاويف البحرية بأنواع من النباتات القديمة التي لا مثيل لهان مثل النبات الوطني المالطي، والثوم القزم والعديد من الأجناس المتواجدة في أعماق الجزر البحرية.
  • تمثل تلك الجروف البحرية مستعمرات هامة لتربية الطيور حيث يعيش فيها طيور متعددة الأنواع، وتجعلها أماكن خاصة بها ككهوف خاصة للمبيت ووضع البيض الخاص بها.
  • تشكل المنحدرات الساحلية مساحات ذات شكل طبيعي مميز، حيث أن الطبيعة أحياناً تنحت لوحات غاية في الجمال ولا مثيل لها، حيث أن تلك الصخور التي تمتد اعماقها في عمق البحر وترتفع فوقه 150 متر على الأكثر، تعطي منظر طبيعي رائع ومميز.
  • الحجر الجيري والمرجاني لهم العديد من الفوائد التي تستخدم، حيث أن تلك الصخور تستخدم في تزين وبناء المنازل والتماثيل الرخامية والكثير من الأعمال الهامة.

أشهر الجروف البحرية في العالم

هناك مجموعة من الجروف البحرية التي تنال الشهرة الأكثر في العالم، حيث أن تلك الجروف لها العديد من الميزات والأشكال التي تجعلها محط أنظار علماء الجغرافيا والسياح في النظر لها، وتتمثل تلك الجروف في[6]:

ساجرس

تقع ساجرس على الساحل الغربي في البرتغال، هي تتميز تلك الصخور بمنحدارتها المميزة والرائعة، وتلك الصخور نحتتها البحار ذوات الأمواج المتلاطمة بقوة واندفاع كبير للغاية، حيث أن المحيط الأطلسي يمتاز بجماله الخلاب، ولشساعته فإن أمواجه قوية حيث تنحت لوحة فنية تتمثل في جزيرة ساجريس، وتعتبر ساجريس مكان رائع للسياح الذين يرغبوا في التمتع بركوب الأمواج والتمتع بمنظر رائع من فوق الجزيرة.

كينغشوي كليفس

تلك الجزيرة التايوانية تحتوي على جروف مميزة، بفعل المحيط الهادي، حيث تعتبرها الحكومة التايوانية احد عجائب الدنيا، حيث يزيد ارتفاعها عن 2600 قدم، وهو ما يساوي 800 متر، تتكون المنحدرات والجروف في تلك الجزيرة من الرخام، كما تتميز بمساحتها الخضراء الشاسعة.

سكانسبوكتا

تعتبر احد أجمل الجزر التي تحتوي على جروف طبيعية بفعل الشاطئ والامواج المتلاطمة، كما أن زوارها كثر، إلا أن علماء الجغرافيا والحكومات تحزر باستمرار من تسلق تلك المنحدرات، كون أن يمكن التزلج والسقوط من فوق المنحدرات، مما يشكل خطورة كبيرة على الأشخاص.

متري بيك

يصل ارتفاع متري بيك حوالي 1690 متر، وهو ما يعادل 5500 قدم، وتعرف تلك الجزيرة بأنها أعلى جرف بحري في العالم كله، وتشبه قبة عملاقة، تشبه الجبل وتزداد بسبب تلك القمة الشاهقة السياحة في الشاطئ المحيط بها.

كيب إنبيبرج

تقع في الطرف الشمالي من جزر الفارو، ويصل ارتفاعها إلى 750 متر، وهو ما يعادل 2500 قدم، وكثيراً ما يصعد تلك القمم السياح والجغرافيين ولكن ذلك يشكل خطورة كبيرة، فيجب أخذ الاحتياطات الاحترازية في هذه الحالة.