دور القرآن في الحفاظ على اللغة العربية
القرآن الكريم
القرآن في اللغة يعني جمع الشئ ، والقرآن في الاصطلاح هو كلام الله المنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر المتحدى بإعجازه بأصغر سورة فيه.
اللغة العربية
تعد اللغة العربية أكثر اللغات السامية تحدث وأكثرها غزارة في مفرداتها، وهذه
مقدمة عن اللغة العربية
هي أكثر اللغات تحدثا وانتشارا في العالم و يتركز متحدثيها في الوطن العربي والمناطق القريبة منه، وترجع واحدة من أسباب أهمية اللغة العربية إلى كونها لغة مقدسة عند المسلمين لأنها اللغة التي نزل بها القرآن وبها يتعبد المسلمون ربهم في الصلاة ، و
أجمل تعبير عن اللغة العربية
نجده في الأشعار فهذا
شعر عن اللغة العربية للمتنبي
وكذلك
قصائد عن اللغة العربية
وكم من
قصيدة عن اللغة العربية
، و
قصيدة اللغة العربية لحافظ إبراهيم
أشهرها.
فضل اللغة العربية في القرآن
-
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن باللغة العربية فاصطبغت بصبغة القدسية وأصبحت
مكانة اللغة العربية
عالية بعد أن حبى الله بها القرآن، وأصبحت بذلك اللغة العربية محفوظة بحفظ الله للقرآن.﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ، إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ، نحۡنُ نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَـٰفِلِینَ ، يوسف:1-3].
-
ويرتبط الإعجاز في البلاغة واللغة العربية فيما تتميز به من أسلوب ونسق وجمال بيان اللغة وإتقانها.
-
فهم اللغة العربية يؤدي إلى الفهم الصحيح للقرآن فمن لا يحسن اللغة العربية، ويعرف الأساليب اللغوية، و لسان العرب لن يجد سبيل إلى فهم وتذوق القرآن ولا يستطيع أن يفهم مراد الله فيقع في فهمه خطأ، ومن ذلك قصة الأعرابي الذي قدم إلى المدينة يطلب من قارئ للقرآن أن يعلمه فقرأ له سورة التوبة حتى وصل إلى قول الله سبحانه وتعالى (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) [التوبة:3]، ولكن القارئ قرأها بالجر وهنا الجر غير المعنى المقصود فقال له الأعرابي إذا كان الله تبرأ من رسوله فأنا أيضا أبرأ منه ثم عدل للقارئ بفطرته السليمة وفهمه للغة العربية القراءة وأخبره أنها بالضم والرفع أي أن الله ورسوله أيضا يتبرآن من المشركين، ومن وقتها أصدر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر لأبو الأسود الدؤلي أن يضع قواعد الصرف.
-
تذوق اللغة العربية يؤثر في تذوق القرآن وللغة العربية دور وتأثير في فهم القرآن، و يتضح ذلك في قصة الأعرابي والفتاة حيث مر إعرابي بجانب فتاة تنشد أبيات رائعة من اللغة العربية فعلق لها معجبا بما تقول فتعجبت من كلامه وقالت له كيف تعجب من شعري وفي القرآن مثل تلك الآية التي تضمنت أمرين ونهيين وبشارتين في نفس الآية الواحدة وهو ما يعد تحليلا لغويا يظهر مدى تأثرها باللغة
وقال الله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص:7]. [1]
فضل القرآن الكريم في حفظ اللغة العربية
-
كون اللغة العربية هي اللغة المتعبد بها وهي لغة القرآن جعل ذلك سبب في الحفاظ عليها.
-
الارتقاء باللغة العربية حيث استمدت اللغة رقيها من كونها لغة القرآن.
-
التفريط في اللغة العربية يؤدي إلى التفريط في القرآن و العكس فضياع اللغة والدين مرتبطان ارتباط وثيق.
-
القرآن الكريم عامل من عوامل نهضة اللغة العربية وألوانها من النثر والشعر وبحفظ القرآن ومدارسة معانيه ومفرداته تبقى اللغة وتزدهر ويبقى أثر
تاريخ اللغة العربية
للأبد.
-
للقرآن دور في تطوير ملكة الكتابة وأساليبها عند أهلها والمشتغلون بها والمبدعين من كتاب وشعراء.
-
الفضل للقرآن وحده في إحياء اللغة العربية وبقائها وعدم اندثارها مثل باقي اللغات السامية في بلاغته وإعجازه حفاظا على بقائها مثل نبع ينهل منه الجميع ولا ينضب.
-
الحفاظ على القرآن مرتبط بالحفاظ على اللغة و القرآن تعهد الله بحفظه و اللغة العربية تتبعه في ذلك .
“إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة الحجر: 9)
أهمية الحفاظ على اللغة العربية
-
الحفاظ على التراث وعلى الحضارة والحفاظ على الهوية.
-
الحفاظ على الثقافة العربية الإسلامية، بها العزة والفخر.
-
الحفاظ عليها حفاظ على مقومات الأمة الإسلامية وخصائصها وشخصيتها.
-
لسان العرب وآدابهم وفنونهم.
-
الدفاع والحصن لمكونات العالم العربي الإسلامي.
-
عنوان السيادة العربية والقاعدة المتينة لأبنائها.
آيات عن اللغة العربية في القرآن
قالوا عن اللغة العربية
الكثير و
اجمل ما قيل عن اللغة العربية
أنها لغة الضاد كتبت
أبيات في مدح اللغة العربية
ومنها كان
وبها العز تجلى وبها العلم تباهى
وحروفها ثمانية وعشرين حرف اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن و لغة التعبد لله في الصلاة والتي لا تصح بأي لغة غيرها ،
وورد ذكرها في آيات تشريفً لها ومن ضمنها:
-
قوله تعالى [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ] «يوسف الآية 2».
-
سورة فصلت [كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ] «الآية 3»
-
وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ﴿٣٧ الرعد﴾
-
وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴿١١٣ طه﴾
-
قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٢٨ الزمر﴾
-
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴿٧ الشورى﴾
-
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣ الزخرف﴾
-
وَهَٰذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴿١٢ الأحقاف﴾
-
وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴿١٠٣ النحل﴾
-
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿١٩٥ الشعراء﴾
-
أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴿٤٤ فصلت﴾
-
سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ﴿١١ الفتح﴾ [2]
أسرار اللغة العربية في القرآن
-
قال الله سبحانه وتعالى ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف: 17]. في هذه السورة تم استخدام كلمة الأكل بديلا عن الافتراس ويرى علماء اللغة والفقهاء أن استخدام كلمة الاكل أبلغ من الافتراس حيث ان الافتراس معناه قتل ولكن لا يعني الأكل الكامل والذي قد يجعل أباهم يعقوب يطالبهم بجسد أخيهم المقتول أما في حالة الأكل فإن الحبكة التي وضعوها لقصتهم سوف تكتمل.
-
وهنا في قول الله تعالى ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]، وكيف أنه أستخدم لفظ تمشي بدلا من تسعى هذا لما في المشي من سكينة و هدوء يتناسب مع وقارها ويحافظ على ثبات جسدها من التأثر بالسرعة الموجودة في كلمة تسعى والتي يتغير معها الحال فيرتج الجسد ويهتز ويتأثر بما يخالف حياء المرأة ووقارها.
-
قوله – سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التحريم: 9]، ﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة: 54]، ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52].
هذه الآيات التي استخدم فيها سبحانه كلمات الجهاد بدلا من القتال وذلك لأن الجهاد في معناه هو معنى أعم وأشمل من القتال فالجهاد أعماله متنوعة، وكذلك مجالاته أيضا مختلفة أما القتال لا يكون إلا في الحرب ولا يعني سوى القتل والموت.
-
وتفريقه سبحانه وتعالى في الآيات بين الريح والرياح ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]، ﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 6] ، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الأعراف: 57]، ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾ [الحجر: 22] حيث أنه جعل في معنى الريح ألم عذاب وعقاب أما الرياح فهي تأتي بالخير والنماء والبشارة.