خصائص شعر حافظ إبراهيم
من هو الشاعر حافظ إبراهيم
هو محمد حافظ إبراهيم الملقب بشاعر النيل والمعروف بـ(حافظ إبراهيم)، وهو واحد من أبرز وأهم الشعراء بمصر والعالم العربي، وقد لقب كذلك بشاعر الشعب، إذ كان من أكثر الشعراء تميزاً بعصره خاصةً ما كان يكتبه من قصائد اجتماعية وسياسية، وقد كان يشتهر بما يمتلكه من ذاكرة تصويرية ساعدته في حفظ كلاً من القصائد المعاصرة والقديمة، كما يعد حافظ إبراهيم من أهم الشعراء الذين عملوا على إحياء الشعر العربي بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ كان معروف عنه التميز بالبلاغة واتصافه بالروح المرحة والكرم، وحب إلقاء النكات. [1].
وعلى الرغم من أنه كان لا يمتلك خيال واسع أو خصب؛ إلا أنه قد تمكن من التغلب على تلك المشكلة وبدلاً منها استخدام التراكيب اللغوية الجزلة، والعبارات القوية التي تدل عن مخزون لغوي قوي وضخم بذاكرته، وحينما يأتي ذكر أهم أعمال شاعر النيل لا يمكن إغفال ما يمتلكه من مقدرة رائعة في إنشاد الشعر، حيث أنشد الشعر بالعديد من المناسبات التي كانت تقام لكي يتم بها تكريم الشعراء مثلما قام بإنشاده ما أنشده من شعر في مناسبة تكريم الشاعر المصري أحمد شوقي كأمير الشعراء.
سمات شِعر حافظ إبراهيم
يتميز شِعر حافظ إبراهيم بمجموعة من الخصائص، ومنها: [2]
- التكلف المفرط في نظم الشِّعر.
- الاعتماد على المعاني بسيطة المُفرادت.
- اقتران نظم الشِّعر بما يطلبه الموضوع الذي كان يدور حوله.
- اعتماد شعره على وصف ما يدور حوله من حقائق في صورة شعرية.
- لم يقم باستخدام الأساليب الغير صحيحة حتى يبرز مهارات أسلوبه الشعري.
- الاجتهاد بالشِّعر والانتظام فيه، وقد كان الطّابع الحادّ يغلب على نَّظمه الشعري.
- الاعتناء بالألفاظ بدرجة بالغة الأمر الذي كان يؤثر على المعاني في بعض الأحيان.
- نقاء الصِّياغة الشِّعريّة الذي غالباً ما كان يستوحى من خلجات نفسه أو الطّبيعة.
- كانت أشعار حافظ إبراهيم تدور بشكل عام حول العالم، وما يدور حوله من طبيعة.
- التّطرُّق إلى أمور العقل، والطّبيعة والحياة، وجميع ما يعد ذو علاقة بالنّفس البشرية في الأشعار.
- الابتعاد عن الاستعانة بأساليب الابتكار والاختراع، والابتكار، حيث كان شعره شديد البعد عن الخيال.
- الاعتماد على المعاني الغير مركبة والتمسك بالألفاظ والتراكيب اللغوية البسيطة مما أدى إلى وصول شعره إلى الجميع.
- صنف بكونه من أكثر الشعراء العرب فصاحة ممن كتبوا بالصحف والجرائد، وأكثرهم مقدرة على إيصال المطلوب من معنى.
أبرز موضوعات شعر حافظ إبراهيم
شهدت أشعار حافظ إبراهيم الطباعة على يد وزير المعارف (زكي العرابي)، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة أحمد أمين حتى تتطبع أشعاره ومن ثم جمعها بديوان أطلق عليه (ديوان حافظ)، وقد تميز شاعر النيل بالتنوع في كتاباته الشعرية وموضوعاته وليدة ما كان يمر به من مواقف، حيث كتب أشعارًا وقصائد ضد الاحتلال والمستعمر، وتحدث عن مدى ظلمه في قصيدة “الامتيازات الأجنبية”، وله قصيدة قام بنظمها على لسان أحد أصدقائه يرثي ولده بها، إلى جانب ما نظمه من قصائد تشتمل حكم عن المال والعلم والحياة، ومن أهم موضوعاته الشعرية ما يلي: [3]
شِعر المديح للغة العربيّة
-
ظهرت أهميّة شِعر المديح للغة العربية لدى حافظ إبراهيم عقب محاولات إلغاها خلال الاستعمار البريطانيّ بهدف تعزيز الّلغة الإنجليزيّة واعتبارها بديل لها؛ لتصبح جعل مِصر مفصولة عن الدّول العربيّة بشكل تام ، حيث كتب قصيدة عام 1903 ميلادية على لسان الّلغة العربيّة يمدح بها فصاحة الّلغة، يدعمها بكونها لُغة القرآن، وأنها تقوم باستهجان أفعال أبنائها، مما أثار حفيظة المِصريّين؛ حتى وقفوا بمواجهة التّحدّيات التي تدعي إلى إلغاء وجودها، إلى جانب أنه قد أشار إلى أنّ إلغاء الّلغة العربيّة من الوجود هي محاولة نحو إلغاء القوميّة، وإبعاد الشعوب عن ثقافتهم وتُراثهم الذي يعتزّون به وهو ما يتضح في
قصيدة اللغة العربية
.
الشِّعر الاجتماعيّ
- نتيجة للبيئة التي نشأ بها حافظ إبراهيم بين العباقرة والعلماء ومخالطته لأبناء شعبه من المصريين غلب على شعره الطابع الاجتماعي حيث كان مجيداً لإضفاء حالة على وجوههم من الضّحك تارة، والبكاء والحزن تارة أخرى خلال نقده لما يعيشون به من واقع.
- لم يتوانى حافظ عن إبراز القضايا التي عانى منها المصريين؛ حيث كان جريئاً بعرضه أوجاع وقضايا الشّعب، مُستعرضاً غفلة النّاس عن مصالح الحياة، وما لهم من حقوق مُهملة لا يطالبون بها تجاه وطنهم وحياتهم لتهذيب نُفوسهم وإثارتها للسعي نحو الإصلاح، ولم تقتصر تلك القضايا على وطنه فقط ولكن بالوطن العربيّ أجمع، وقد تأثّر بما عرضه من أفكار كلاً من سعد زغلول، قاسم أمين، الشّيخ محمّد عبده، والباروديّ، ومن الأبيات الشعرية التي كتبها في ذلك الصدد:
رجعتُ لنفسي فاتّهمتُ حُصاتي
- وناديتُ قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعُقم في الشّباب وليتني
- عقمتُ فلم أجزع لقول عداتي
وُلدتُ ولمّا لم أجد لعرائسي
- رجالاً وأكفاء وأدت بناتي
الشِعر السّياسيّ
- تجلى ذلك الّلون بشِعره في الطابع الوطني الخاص والمُتمثّل بآماله الحالمة لأمّته، وفي ذلك اعتمد على المُفردات التي كان يشكو من خلالها ما يتعرّض وطنه له من مشاكل وقضايا، إلى جانب الأحداث التي تزرع الحماس به لكي يكتب بإصلاح الفاسد من أمور، فضلاً عن أنّ شِعره كان بمثابة مُساعد للآراء السياسية وللصّحافة الوطنيّة وآراء القادة الاجتماعية، إذ كان يتردّد على مجالسهم، فكان كان ما لا تقدر على إيصاله الخطب والمقالات، مما جعله يوصف بكونه شاعر الحياة الاجتماعية والسّياسيّة؛ وممّا قال في ذلك الصدد من أبياته الشعرية:
متى أرى النّيل لا تحلو موارده
- لغير مرتهب لله مُرتقِبِ
فقد غدت مِصرُ في حال إذا ذُكرتْ
- جاءت جُفوني لها بالّلؤلؤ الرّطبِ
كأنّي عند ذكري ما ألمّ بها
- قرم تردّد بين الموت والهربِ
شِعر الرِّثاء
-
يعتبر الرثاء الشعر الأبرز بأشعار حافظ إبراهيم ومن عاصره من شعراء، وهو ما تجلى برِثائه مشاعره الغنية بالوفاء؛ حيث كان شديد التّأثّر حين وفاة أحد أصدقائه، ويلجأ إلى الشِّعر الذي كان يمثل له مخرج يُعبّر به عن شّديد حزنه، ويرجع ذلك الإبداع بشِعر الرِّثاء إلى العديد من الأمور، ومنها:
- رضا النفس، وقوة الإحساس، حيث كان يُحسن إلى النّاس بِرّاً ومعروفاً وخيراً، مما جعلهم يثنون عليه ويشيدون به.
- انطواء شخصيّته على الأسى والحُزن، نتيجة لما قاساه بحياته، خاصةً أنه نشأ يتيماً.
قصائد الشاعر حافظ إبراهيم
كان الشاعر حافظ إبراهيم معروف بقوميته وانتمائه الشديد وولائه البالغ لبلده مصر ومحاربته وكراهيته للاحتلال ولم تكن أعماله مقتصرة فقط على الشعر ولكنه قد كتب بأسلوب النثر، إلى جانب العديد من الكتب والمؤلفات التي قامت بترجمتها من اللغات الأجنبية، ومن أهم أعمال الشاعر حافظ إبراهيم ما يلي: [4]
-
قصيدة المعلم
. - قصيدة قصيدة هجرية.
- قصيدة يا سيدي وإمامي.
- قصيدة عن سجن الجدارة.
- قصيدة شكرت جميل صنعكم.
- قصيدة مصر تتحدث عن نفسها.
- قصيدة قل للرئيس أدام الله دولته.
- قصيدة ألبسوك الدماء فوق الدماء.
- قصيدة لي كساء أنعم به من كساء.
- كتاب (التربية الوطنية).
- كتاب (ليالي سطيح).
-
ترجمة
رواية البؤساء
لمؤلفها (
فيكتور هوجو
) عام 1903 ميلادية. - الكتاب المشترك فيما بينه وبين خليل مطران الذي حمل عنوان (الموجز في علم الاقتصاد).