تعريف علم الدلالة عند العرب وعند الغربيين


ماهو علم الدلالة


نشأة علم الدلالة

كانت تتعلق بخدمة القرآن الكريم والحديث الشريف والحفاظ عليه وتفسير كلاهما، فكان الاهتمام بهما في مقدمة سائر اللغات سواء شعرا أو نثرا وكلاهما .
ذلك لأن البحث الدلالي العربي قد ارتبط بالقرآن بكل أبعاده سواء الروحية او العقائدية او الاجتماعية او العلمية اللسانية، وكان نتاج هذا الارتباط هو توسع التحليل الدلالي فـي الاوساط المعرفية المختلفة ، كما سار في اتجاهات متنوعة تتلاقى كلها في ضبط الإجراءات المنهجية الخاصة بمعرفة اسرار الإعجاز القرآني سواء اللغوي او البياني من جانب ، والحفاظ على الملكة اللسانية ضد الفساد الناتج عن انتشار ظاهرة اللحن من جانب أخر . وقد تم رصـد كل أنواع الدلالة التي تتلامس مع كافة المستويات اللغوية المختلفة ، كما متاح تلخيصها في عدة محاور دلالية وهي:
  • العمل على ضبط المصحف بالطريقة الإعرابية والإعجامية.
  • الوصل لتفسير اي غريب لقرآن واي غريب بالحديث واي غريب باللغة.
  • كل الثروة اللفظية تعتمد على الرواية العربية من خلال الأعراب الشفهي مع توضيح الإطار الزماني لها، وتتوج عملية لشمول تأليف الرسائل الموضوعية بشكل محدد .
  • الدلالة الصوتية يتم البحث عنها من خلال ضبط العلاقة فيما بين الصوت والمعنى.
  • الاستعمال الصحيح ببعض الصيغ الصرفية بدقة معتمدة على دلالاتها.
  • اضافة الضوابط النحوية المتضمنة سلامة الفهم.

تاريخ علم الدلالة في الدراسات الغربية والعربية

بحث الدلالات عند العرب

تعتبر المحافظة على البحث الدلالي دوماً مقترنة بالتفكير العربي كحقيقة ثابتة، اصبحت الجهـود في هذا الشأن كبيرة وعميقة ولا مساحة لإنكارها، إن مجهودات العلماء العرب راسخة بل يعدوا هم أول من ارسى أسس

علم الدلالة في اللغة العربية

الذي يعتبر امراً أصيلاً في التراث العربي.

وقد افاد علمهم الواسع والعميق والدقيق في تكوين علم الدلالة الحديث غنى وإثراء عظيما، فأسس العلماء العرب من خلال هذا النضج شهرة واتساع هـذا العلم، على الرغم من أننا نحصل على المصدر الخاص من خلال  “علم الدلالة” إذ الصفة الرئيسية للبحث الدلالي في التراث العربي هي صفة التشعب، وعدم تحديد النظم فـي مجال النـسخ المعرفي الواحد.

هذا التشعب له تناثر في أكثر من مصدر وموجودة في عدة مجالات معرفية محددة في التراث العربي في اطاره الدلالي الذي لا يقتصر علـى اللغـويين فقط ، بل إلى الفقهاء والعلماء في الشرع ، والفلاسفة والمناطقة وغيرهم ممـن درس الإعجاز القرآني والبلاغة والنقد والشرح الأدبي والفني، وكانت مِؤلفاتهم غنية بالبحوث الدلالية التي لا يعرفها بعض من دارسي العربية.

وإن التمعن في المصادر التراثية العربية تؤكد مدى الاهتمام المبكر باطارات المسائل الدلالية المتنوعة فنتج عن ذلك الاهتمام جملة من المجهودات والمحافظة عليه عن طريق مجموعة مـن الـضوابط المترابطة التي اخذت مهمة التدقيق بالمعنى اللغوي العلمية للحفاظ على سلامة معناه ، وهذا لهدف تحقيق نوعين من الأهداف. الهدف العلمي والعملي والتي تبحث في:

  • البحث الدلالي لدى العلماء القدماء باللغة.
  • البحث الدلالي لدى علماء البلاغة.
  • البحث الدلالي لدى علماء الأصول والمنطق.

بحث الدلالات عند الغرب

يعتبر علم الدلالة القمة للابحاث اللغوية لاندماجه الشديد بجوانب حياة الإنسان الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ذلك أن الفرد يعرف كل يوم معلومات جديدة ويضيف إلى خبراته السابقة معلومات جديدة ، ويتعلم ألفاظا للتعبير عن ما يكتشفه او يخترعه، ويزيد على الكلمات السابقة ادلة جديدة لها إيحائات حديثة ويعتبر علم الدلالة فرع من فروع

علم اللسانيات

الحديثة ، والتطور والتشعب هي مقارباته المنهجية.
مما جعل هناك نقطة لدوران في كل بحث لغوي، لأن أي دراسة في اللغة تهدف لايضاح المعنى الذي هو الهدف والنتيجة القصد من إنتاج السلسلة الكلامية للمتحدث ، بدايةً كم الأصوات وتنتهي بالمعجم، وتمر بالبناء الصرفي وقواعد  التركيب، وما يضيف إلى ذلك كله من معطيات المقامات الاجتماعية والثقافية .
ويرجع تاريخ ظهور أو دراسة الخاصة بالدلالة، إلى زمن أواخر القرن التاسع عشر التي اتمها العالم الفرنسي ” مشال بريال والذي ألف كتاب بريل للمكفوفين على الرغم أن الكتاب صغير فهو رائع، ويستحق القراءة . غير أن الاهتمام بالدراسات الدلالية في أوربا.
كان أولا  عن طريق المحاضرات التي كان يدرسها رسييغ هال” حوالي  عام 1825 في خلال الحديث عن الفيلولوجيا اللاتينية، أما “بريال” فإنه أول من استخدم مصطلح السيمنتيك (sémantique) لدراسة مفهوم المعنى، فكان يعمل في الكتابه، مما احدث ثورة بالدراسات اللغوية، اما حديثاً ظهر فرع من فروع

لسانيات النص

. الأعمال التي تعرف عن علم الدلالة الغربي مسارا علميا ممتازاً بمحطات فكرية كثيرة ، يمكن توضيح المنهج الدلالي للغرب في أربع نظريات متميزة، وهي كالتالي :
  • نظرية الدليل اللغوي عند دي سوسور.
  • النظرية السلوكية عند بلوم فيلد.
  • النظرية السياقية عند فيرث.
  • نظرية الحقول الدلالية عند ترير.

تعريف علم الدلالة لغة واصطلاحا

كما قام الهنود بدراسات مختلفة عن أصناف تشكل عالم الموجـودات، وقاموا بتقسيم الدلالات الكلمات بناء على ذلك إلى أربعة أقسام:

  • قسم يدل على النوع العام للمدلول (مثل لفظ: رجل)
  • قسم يدل على الكيفية (مثل كلمة: قصير)
  • قسم يدل على الحدث (مثل الفعل: أكل)
  • قسم يدل يدل على الذات (مثل الاسم: عمر)

إن الدراسة للمعاني للغة تبدأ من أن يحصل الإنسان على وعي لغوي، كما قام العلماء باليونان في السعي لبلورة مفـاهيم لها اصول وثيقة لعلم الدلالة، فلقد قام أفلاطون مع أستاذه سقراط بدراسة موضـوع العلاقة فيما بين اللفظ ومعناه، وكان أفلاطون يميل إلى رأي ان هناط علاقة طبيعية بـين الدال ومدلوله.

أما رأي أرسطو كان يقول بصلاحية هذه العلاقة، وهذا  قد قسـم الكلام إلى كلام خارجي وكلام داخلي في الذات ، فضـلاً علـى التمييز بـين الصوت والمعنى موضحاً ان المعنى متطابقاً مع التخيل الذي يعرفه العقل عنه.

وقد ظهرت هذه الابحاث اللغوية عند اليونان حتى تأسست بناء على ذلك مدارس التي اسست قواعد مهمة في مجال دراسة اللغة كما كان الحال في مدرسة الرواقيين. والتي ظهرت في القرن السابع عشر بمـا تشمله من النحو اللاتيني، ووصلت العلوم اللغوية من النضج والثراء قيمة ضخماً في العصر الوسيط.

رأي علماء الدلالة في العصر الحديث

خلال إنتاج الحدث الكلامي في طرق التواصل يـتم جلب كـل التصورات والمفاهيم مما ادى إلى التوالد الدلالي. المعنى التصوري هو أن الذاكرة المعجمية للفرد ترتبط بكل كلمة مع التصور الدلالي الواحد الذي ينتج عنه معنى مفهومي أو معاني مفهومية كما اوضحت نتيجة لتعالق البناء الدلالي بالبنية التصـورية.

حيث ارسوا قواعد تشمل وضـوح الدلالـة الخاصة بمادة الحدث الكلامي وما يحتويه معاً، أطلقوا عليها اولاً قواعـد سلامة التركيب وثانياً قواعد سلامة الدلالة وهي قواعد ترفع عمليـة التواصل بالدلالة، وكل من هاتين القاعدتين تتواجدعلى وجود مسـتقل وإنّما يتم التعالق بينهما بقواعد الإسقاط، ويجدر التنبيه أن الباث للحدث الكلامي والمتلقي، وجب أن يكونا على ادراك بالقواعد التي انتجت التمثيلات الدلالية والتمثيلات التركيبية داخل الحدث الكلامي الهادف إلى الإبلاغ ويمكن ايضاح ذلك بما يأتي:

  • ارساء قواعد تحسين النظم واستقامة التأليف وقواعد سلامة الدلالة.
  • بناء تركيبي سليم في القواعد وإسقاط بناء دلالي سليم.