ادباء رواد النهضة العربية

تعريف النهضة ونشأتها

هي حركة طويلة ومعقدة ومتنوعة، هدفها الأساسي هو  تطوير الحداثة السياسية والاجتماعية للمنطقة، وتضمنت الكثير من المؤثرات والأصوات والأيديولوجيات المتعددة والمختلفة.

نشأت النهضة بعد الغزو النابليوني لمصر، فكانت رد على الزحف الاستعماري الأوروبي، والذي تلاه إنشاء سلالة حاكمة ذات عقلية غربية، مما أدى إلى سعي الكثير من الكتاب العرب للبحث عن بيئة لمصر يسودها الحرية، مما جعلها مركز النهضة، وتم ذلك بعد الحرب العالمية الأولى وتفكيك الدولة العثمانية.

تم تطوير الرواية والدراما، بالإضافة إلى تطوير الأشكال الأدبية في الأدب العربي، وأصبحت الصحافة العربية هي مصدر رزق للكتّاب، مما أجبرهم على التخلي عن الأسلوب التقليدي، ودفعهم إلى إيجاد أسلوب يجذب الجمهور، وعملوا على تحديث التعليم ونشره، مما أدى إلى توفير مجموعة من القراء يتقبلون الأساليب والأفكار الجديدة ، وأكدت حركة النهضة على الحاجة الملحة للإصلاح والتنشيط لمواجهة التفوق العسكري الأوروبي.

من هم رواد النهضة العربية

رواد النهضة هم الشعراء والكتاب، وإن فصل الشعراء عن الكتاب شيء صعب، لأن كل من حمل قلماً كتب شعراً، هناك من قال أن الشعر أسبق من النثر في آداب الشعوب، فهنا سنحصي كل رائد و كل

اديب عربي من رواد النهضة

ترك أثراً، ووضع بصمة في الأدب العربي ، ومن أشهرهم هم:

طه حسين

أشهر ادباء النهضة العربية حيث لقب  عميد الأدب العربي،  وكان له العديد من الأعمال الشهيرة مثل دعاء الكروان.

المطران جرمانوس فرحات

هو أول شاعر من مستعربي لبنان، فقد قال الشعر معرباً، بعد أن كان زجلاً سرياني الوزن، فالشعر بدأ في لبنان، بعد أن كان في الأندلس شعراً رصيناً بليغاً، ولكنه تحول إلى موشحات وأصبحت تنحط رويداً رويداً حتى أمست أزجالاً.

أخذ العلم عن الشيخ سليمان النحوي المسلم في حلب، وإن حب المطران للعربية حمله على تعريب الإنجيل مسجوعاً، ووضع معجم صغير سماه باسم الإعراب عن لسان الأعراب.

وعمل المطران على تشكيل مجمعاً علمياً يعمل أعطاؤه بالترجمة، ومن هنا جاء التجديد، فوضعوا بصمتهم في ترجمة الكتب وغيرها، وله مائة وأربعة كتب، بين مؤلف ومصحح ومعرب، وبعض هذه الكتب أدبي وبعضها الآخر لغوي وشعري، وكان أكثرها ديني، فهو واضغ أول حجر في صرح النهضة في لبنان.


احمد

شوقي

احمد شوقي هو أديب مصري شهير يعتبر من أشهر وأهم الكتاب على مر التاريخ ، كما أنه كتب العديد من المسرحيات الشهيرة مثل مسرحية عنترة.

الخوري نيقولاوس الصائغ

هو تلميذ المطران جرمانوس، ومن قافلة رواد النهضة الأولى، أشهر ما تركه هو ديوانه، ولكن الشيخ إبراهيم اليازجي صحح كثيراً من عيوبه، ولكن لا يزال فيه مرتع خصب.

كتب الخوري في آخر ديوانه رسالة كانت رداً على الشماس مكرديج، فكتبها نثراً وشعراً واستخدم فيها كنايات وأفكار تدل على معارف ذلك الزمان وثقافته.

بطرس البستاني

هو لبناني الجنسية، عمل على تأسيس المدرسة الوطنية في بيروت، وأسس صحيفة الجنان، وكتب قاموساً عربياً بالإضافة إلى أنه شكل موسوعة كاملة.

ألقى محاضرة بعنوان ثقافة العرب اليوم، وكانت هذه المحاضرة أمام الجمعية السورية للفنون والعلوم، وحث فيها على زيادة عدد المطابع والمدارس، وسمح للعرب المتمرسين بأن يختلطوا على نطاق واسع بالشعوب المتحضرة، بالإضافة إلى أنه عمل على تنظيم الصالونات والتجمعات، و فتح مجال للنقاش والتحاور في الجوانب الدينية والثقافية والسياسة.[1]

محمد عبده

وهو أحد أشهر الشخصيات في حركة النهضة، درس في جامعة الأزهر في القاهرة، وفي عام 1899 إلى عام 1905 تقلد منصب المفتي في مصر، وتم نفيه من مصر بسبب آراءه السياسية، فسافر كثيراً واستقر في باريس وبيروت.

مي زيادة

هي شاعرة وأديبة فلسطينية، وتعتبر واحدة من رواد النهضة الأدبية، ولدت في الناصرة لأب لبناني ولكن أمها كانت فلسطينية الجنسية، استقرت في مصر بعد أن عمل والدها محرراً لجريدة اسمها المحروسة.

كانت ماري إلياس زيادة والمعروفة باسم مي تجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، والإيطالية والعربية.

انفتحت على أجواء النهضة الحضارية التي تواجدت وتمركزت في القاهرة، وكانت تعمل على عقد ندوة أسبوعية سميت بندوة الثلاثاء، وكان الكثير من الناس يحضرون هذه الندوة.

نُشِر لها أول ديوان شعر وكان باللغة الفرنسية تحت مسمى، أزاهير الحلم، وكان لها عدة كتب منها باحثة البادية  والمساواة  وظلمات وأشعة وغيرها من الكتب، بالإضافة إلى أنها ترجمت ثلاث روايات ، ونشرت الكثير من المقالات والأبحاث.

عائشة تيمور

هي بنت إسماعيل تيمور، أخذت العلم عن ثلة من المشايخ من وراء الحجاب، وكلما اجتمعوا في مجلس أبيها كانت تصغي إلى مذاكراتهم، فهذه الشاعرة الكبيرة تعتبر من فئة المستعربين، لأنها تركية الأصل ومصرية الموطن.

مارون النقاش

هو أبو المسرح العربي، ويعتبر الرائد الأول لفن التمثيل، وإن أرزة لبنان هي مجموعة من الرويات التي ألفها مارون النقاش، بالإضافة إلى أنه كان تاجراً من أصل بيروتي لبناني، عمل على دعم فكرة المسرح كثيراً، وأنشأ مسرحياته ليجذب الناس إلى محبة هذا الفن.

نجيب الحداد

ولد في بيروت عام 1867، وهاجر إلى مصر وهو صغير السن، ودخل إلى إحدى مدارس الإسكندرية وأتقن اللغة الفرنسية، ولكنه عاد إلى بلده بعد ثورة عرابي باشا، وأكمل دراسته في المدرسة البطريركية ببيروت.

ولما هدأت الثورة عاد إلى الاسكندرية، وانصرف إلى الكتابة، فتميز في ميدان الصحافة وخاض في بحورها، ودخل أيضاً مجال المسرح، وتتلمذ على يد خاله إبراهيم، فكان يسير مثله الهوينى حين يكتب، ويترسم خطاه في مقالاته الأدبية.[1]

عوامل النهضة الأدبية

إن اللغة العربية هي من أقدم اللغات، و هي الأساس والمنبع لكل اللغات الأخرى، فإن تاريخ الشعوب العربية يرجع إلى ما قبل العصر الجليدي الرابع، أي  إلى الألف العاشر قبل الميلاد، ولكن تم تشويه الحضارة المعاصرة من قِبل جهات عن طريق:

  • القضاء على الهوية العربية واستبدالها  بالهوية الإستعمارية .
  • استخدام الغزو الثقافي الذي روّج لقيم فنية وأخلاقية، و أفكار سياسية، بالإضافة إلى زعزعة فعالية المؤسسات والسلوكيات التي كانت قائمة في البلاد، والتضليل لعدم م إيجاد حلول للقضايا العامة .
  • توظيف قضية حقوق الإنسان وحقوق الشعوب لأغراض سياسية تخدم مصلحة الاستعمار ، فنجد أن المستعمر حاول بجميع الوسائل لتشويه الحضارة والثقافة العربية بكافة عناصرها المادية، ولكن بعد

    النهضة العربية والنهضة اليابانية

    ، نلاحظ أن هناك الكثير من الاتجاهات النهضوية التي تتمثل في :
  1. الاتجاه الإصلاحي والذي عمل على إصلاح الشعر، وكان هناك أدباء قد عملوا في هذا المجال وبرعوا به مثل الزهاوي والرصافي والكاظمي وغيرهم .
  2. الاتجاه التحديثي الذي يتمثل في رؤى مختلفة من الثقافة العربية، و تجلت هذه الرؤى في الكتابات والأشعار والأفكار، ويعتبر الاتجاه التحديثي شكل من الأشكال الأساسية في التغيير وفي عمليات النهضة العربية، ويتجلى في تيارين هما:
  3. التيار الاجتماعي العلماني الذي يهدف إلى التغيير الاجتماعي والسياسي، وأن تقوم النهضة على أسس وحقائق علمية، بالإضافة إلى الاستفادة من الأفكار الفلسفية، وفصل الدين عن السياسة، و أهم رواد هذا التيار، شبلي شميل والزهاوي وألياس أنطوان.
  4. التيار النقدي الأدبي الذي اهتم بالجانب اللغوي والأدبي، وتأثر تأثراً كبيراً بالآداب الأوروبية، وعمل على إحياء بعض أصناف الأدب كالنصوص التراثية، وخاض في مجال ترجمة الأعمال الأدبية الأجنبية، أبرز رواده طه حسين ومصطفى المنفلوطي وأيضاً الشاعر جبران خليل جبران.
  5. الاتجاه الفكري الذي يتمثل بتيار الفكرة السياسة وتيار النهضة الوطنية بالإضافة إلى تيار القومية العربية ،الذي يدعو إلى تكوين دولة عربية قومية. [2]