مراحل إنتاج البرامج الإذاعية
الإنتاج الإذاعي
الإنتاج الإذاعي فن، يتكون من شكل ومضمون، كما يعتمد على لغة الإذاعية المتخصصة، ولا سيما أن لها ضوابط تحكمها من خلال قوالب إذاعية يوضع فيها مضمون الإذاعي وأهدافه، مع تدخل العناصر الهندسية التي تقوم بدورها التقني والفني في الإنتاج الإذاعي، والعناصر الهندسية لها دور كبير في عملية الإنتاج الإذاعي، كما تؤثر على التطورات التي تحدث في مجال الإذاعة ككل[1].
مراحل إنتاج البرامج الإذاعية
لكي ينجح أي شكل من أشكال الإنتاج الإذاعي يجب أن يمر بمجموعة من المراحل الهامة، والتي تتمثل في[2]:
تحديد الجمهور المستهدف
الهدف الأساسي في أي عمل إعلامي هو الجمهور، إذ إن بداية صياغة الرسائل الإعلامية، هو التعرف على خصائص وسمات المتلقي، لكي يستطيع القائم بالاتصال إعداد رسائل اتصالية ناجحة يجب أن يكون على علم ودراية كافيين بجمهوره المستهدف.
يجب أن لا يغفل القائم بالاتصال
دور الاذاعة في نشر الوعي
لذلك يجب التعرف على طبيعة الجمهور وخلفيته المعرفية، كما يجب التعرف على ما يريده الجمهور وما يرغب فيه، وما يعزف عنه ولا يتقبله، ولا سيما أن على القائم بالاتصال أيضاً دراسة السمات والخصائص الفردية والطبيعة النفسية للمتلقي ، خاصًة إذا كانت السمات العامة والخصائص السكانية غير كافيين للتخطيط السليم.
لذا يجب قبل اختيار البرامج أو ما يقدمه يجب تحديد الجمهور المستهدف في البداية، لكي تحدد الفكرة الخاصة بالبرنامج بطريقه سهلة وبسيطة، فالمعرفة الجيدة للجمهور تسمح باختيار المحتوى بشكل أكثر دقة ونجاح ، والسمات التي يجب دراستها هي تلك المتعلقة بالسلوك الاتصالي وتتمثل في:
-
جماعات الانتماء
تعتبر تلك الجماعات هي الخلفية المرجعية للأشخاص، كما إن تلك الجماعات يتشارك فيها الشخص في الميول والاتجاهات والدوافع، كما أن القيم والمعايير تتشابه في السلوك الاجتماعي إلى حد كبير، لذا فحين يكون لدى وسيلة الاتصال المعلومات الكافية يسهل عليها اختيار المحتوى وطريقه إعداد الرسالة، لكي تؤثر بشكل ناجح وتحقق هدفها الاتصالي والإذاعي.
-
العزلة والاندماج الاجتماعي
يمكن من خلال الاندماج الاجتماعي التعرف على نمط السلوك الاتصالي لدى الجماهير، وذلك من خلال إطار السمات المميزة لجماعات الانتماء والرفاق، مما يساعد على سهولة اختيار المحتوى والتخطيط له والتعرف على اتجاهاته.
-
الإطار المرجعي والخلفية الثقافية
يجب التعرف على الطبيعة الخاصة بالجمهور، كما يجب تحديد الرموز والدلالات والمعاني التي يستطيع الجمهور المستهدف إدراكها حتى يتمكن القائم بالاتصال من توجيه الريالة باللغة والطريقة المثلى للجماهير، وبذلك يتحقق الهدف المرجو ويحدث التأثير المطلوب.
تعتبر الأبحاث التي تقوم بها البرامج الإذاعية ووسائل الإعلام بشكل عام من أهم الركائز الأساسية في إعداد الرسائل وتوجيها، كما تمتاز بمعرفتها بالحاجات المتجددة لدى الجماهير والخصائص المختلفة لفئات الجمهور، من حيث السن والمستوى التعليمي والجنس والذوق المتباين للجمهور، ليس فحسب بل والثقافة وعدم التجانس والتحضر، كما أن خصائص الجمهور تنقسم إلى نوعان وهم :
-
الخصائص العامة
: تعتبر الخصائص العامة هي الخصائص الثابتة في الجماهير، وتتمثل في السن والجنس، والتوزيع السكاني ومستوى التحضر. -
الخصائص الخاصة
: وتتميز بأنها متغيرة وفقاً للمكان والزمان، وتتمثل في الخصائص الاجتماعية والخصائص التربوية والثقافية، كما تشمل الخصائص النفسية للجمهور المستهدف.
اختيار الفكرة ومحتوى البرنامج
الفكرة والمحتوى ليست أمران متشابهان، فالمقصود بالفكرة هو الهدف المرغوب تحقيقه، أما المحتوى هو المضمون المقدم في البرنامج فقد يكون المحتوى ثقافي أو ديني أو اجتماعي وربما يكون اقتصادي أو فني أو سياسي.
والفكرة ما هي إلا قناعة الكاتب، ومعد السيناريو الإذاعي، أي كان نوعه، إذ
انواع السيناريو الاذاعي
متعددة والمؤلف هو من يختار نوع السيناريو وفكرة البرنامج، وفكرة البرنامج حدد أليسون شروطها في:
- توافر فكرة جيدة قابلة للتطبيق.
- عرض الفكرة في قالب جيد بحيث يكون لها هدف بناء.
- تطبيق الفكرة وإنتاجها بشكل مميز فنيًا وعلميًا.
ولكن يؤكد أساتذة الاتصال ومتخصصي إنتاج البرامج الإذاعية أن اختيار فكرة البرنامج والسناريو الخاص بالبرامج الإذاعية دون تحديد خصائص ودراسة سمات الجمهور المستهدف لا قيمة له، فالجمهور هو الهدف النهائي الذي تعد الرسائل من اجله، لذلك فتحديد الجمهور والتعرف على ميوله واهتماماته ومعتقداته وقيمه وطبيعته أهم عامل من عوامل نجاح البرامج الإذاعية.
إعداد البرنامج الإذاعي
بعد دراسة الجمهور المستهدف بشكل جيد، وتحديد الفكرة والمحتوى المقدم، تأتي مراحل الإعداد الإذاعي، وهي مراحل هامة جداً في إنتاج البرامج وتتمثل في:
- التخطيط للبرنامج
- تحديد المصادر التي تؤخذ منها المعلومات
- البحث والتنقيب
- تجميع المادة الإعلامية
- اختيار قالب البرنامج
- تحديد المؤثرات الصوتية
- اختيار الموسيقى والبداية والنهاية
- التجميع النهائي للعناصر
ويعتمد التخطيط للبرامج الإذاعية على:
- معرفة الهدف وتحديده.
- البحث عن سبل للوصول للأهداف المحددة.
- دراسة الحلول واختيار المناسب منها بعد اختبارها، ومعرفة تكلفتها ومدى تحقيقها للأهداف.
التسجيل النهائي
تعتبر مرحلة التسجيل النهائي هي اخر مرحلة من مراحل الإنتاج الإذاعي، وتتمثل في:
- حجر الأستوديو الإذاعي.
- كتابة الإسكريبت وهو النص الإذاعي الذي يلقيه المذيع.
- تسجيل البرنامج في الأستوديو.
- عملية المونتاج.
- المزج الصوتي وإدخال المؤثرات.
وبذلك تكون انتهت مراحل الإنتاج الإذاعي، ولكن عامل النجاح الأساسي هي روح العمل الجماعي، حيث أن العمل الإعلامي بشكل خاص لا يعتمد على المجهود الفردي ولا على المهارة الخاصة بالمذيع مثلاً، حيث إنه عمل معقد ومتداخل ويعتبر مزيج بين العناصر والوحدات.
عناصر الإنتاج الإذاعي
تختلف عناصر الإنتاج الإذاعي عن
مكونات البرامج الإذاعية
،
فعناصر الإنتاج الإذاعي تتمثل في:
عناصر هندسية
وهي العناصر التي تقوم بالجانب الهندسي في الإنتاج الإذاعي، وتشمل:
الأستوديو: وهو المكان الذي يتم فيه إنتاج البرنامج الإذاعي، ويجب أن يكون مكان مناسب للإنتاج، ويعرف فنياً في المجال الإذاعي بانه مكان تحويل الإسكربت أو السيناريو إلى أصوات يسمعها المتلقي[3].
يجب أن يكون مكان الإنتاج على قدر كبير من الإعداد والتنظيم، لكي يعمل بشكل احترافي ومميز، إذ يجب أن يكون الأستوديو مكان مغلق عازل للصوت تماماً، كما يجب ان يمنع تسرب الأصوات من خلاله، حتى لا يتسبب في إزعاج الآخرين أو في حدوث ضوضاء، خاصة إذا كان في الجوار أستوديو اخر أو مكان مأهول بالسكان، ويمكن تلخيص مواصفات الأستوديو في:
- يجب عزل الصوت حيث لا يتأثر الأشخاص داخل الأستوديو بالضوضاء.
- يجب أن لا يوجد نوافذ او أبواب بشكل مباشر، حيث يصمم المهندس المختص حوائط داخلية على بعد 20 سم من الحائط الأصلي، حيث أن تلك المساحة الفارغة تعمل على عزل الصوت.
- يجب تغطية أجزاء من الجسم الداخلي للأستوديو بأشكال هندسية تعمل على خفض قوة الذبذبات حين تصطدم بها الموجات، وذلك بهدف تحسين نوعية الصوت.
عناصر صوتية
الصوت وعناصره هو المادة الخام التي يتكون منها الإنتاج، كما أن الصوت هو القاسم المشترك بين الجانب الهندسي والبرامجي، والصوت قد يكون الكلمات والجمل التي يقولها المذيع أو المتحدث ويمكن ترجمة الكلمات المنطوقة في عقل المتلقي إلى صورة ذهنية معينه يمكن تخيلها وفهمها[4].
ويمكن يكون الصوت التأثير الصوتي وهو الصوت الذي يمكن أن يعبر عن دلالات مختلفة كالدلالة على صوت حيوانات أو مخلوقات مختلفة، كما تحدد إطار مكاني وزمني للأحداث، حيث يستطيع المتلقي أن يدرك المتلقي بعض الأمور من خلال التأثير الصوتي الذي يعمل على تنشيط مخيلة المتلقي ويدخله في مجريات الاحداث.
وتعتبر الموسيقى أيضًا أحد العناصر الصوتية الهامة وتعتبر الموسيقى جزء أساسي لا يتجزأ من الأسلوب الإذاعي، حيث إن الراديو يختلف عن الوسائل الأخرى، حيث يحتاج الداعم الذي يساعد في تنشيط مخيلة المستمع، وإدراج العناصر الصوتية لكي يفهم الرسالة على أكمل وجه، ويتحقق للقائم بالاتصال الهدف المرجو، وطالما كانت الموسيقى داعم قوي للرسائل الإذاعية، حيث أن المحطات الإذاعية دوماً ما كانت تدعم الكلمة بالموسيقى للتعبير عن الحالة والطبيعة التي تصفها الكلمة.