هل كثرة التثاؤب تدل على الحسد

العلاقة بين التثاؤب والحسد

إن الحسد حق، لا جدال في ذلك، فقد ذكر في القرآن الكريم في عدة مواضع، وفي الكثير من القصص، إذ يقول الله تعالى في سورة النساء آية54 “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً”[1].

أما عن التثاؤب فهو مكروه، لأنه من الشيطان الرجيم، وليس محبب على الاطلاق، لأنه دلالة على الكسل، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يوصي المؤمنين بكم ما استطاعوا كتمه اثناء عملية التثاؤب.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” إن الله تعالى لا يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشتمه، لكن إذا تثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع، فغذا قال ها، ضحك منه الشيطان”.

يقول الكثير ممن يقوموا بالرقية الشرعية والمتخصصين، حقاً ان التثاؤب من علامات الحسد، ويروا

علاقة الحسد بالتثاؤب

علاقة وثيقة بالإضافة إلى المزيد من الاعراض الجسدية الأخرى[2].

لا يوجد ما هو دال بشكل كبير وقطعي على علاقة التثاؤب بالحسد، وذلك لأن لم يذكر شيء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة،  يدل على أن التثاؤب من علامات الحسد، وما دام لا يوجد في التشريعات ما هو دال على الشيء، فلا يمكن الجزم فيه.

إنما يرجع الرقاة إلى أنها من

أعراض العين والحسد

الشائعة، لدى الكثير من الأشخاص، والدالة على الحسد والعين، وأحياناً على السحر والأذى.

كثرة التثاؤب على ماذا تدل

روى الحافظ بن حجر عن ابن بطال، أن الشيطان يريد أن يرى تثائب الإنسان، ويشعر بالرضا لأنها حالة يتغير فيها شكل الشخص، مما يجعل الشيطان يسخر منه ويضحك، ولكن لا يتسبب الشيطان نفسه في التثاؤب كما هو مشاع لدى الكثير[3].

وقال النووي في هذا الأمر، أن التثاؤب وعلاقته بالشيطان أنه يثير شهوة البدن في الراحة، والكسل وعدم العمل، كما إنه يدعو للنوم والثقل، بالإضافة إلى تأخير العبادات وتأجيل العمل، وذلك غير محبب في الدين الإسلامي الحنيف، وذكر النووي أن يجب على الإنسان أن لا يتوسع في مأكلة، ولا في مشربه، ويقول أن يجب على الإنسان رد التثاؤب قدر ما استطاع، والمقصود من ذكر رده ما استطاع أن يبحث عن سبب كثرة التثاؤب وتجنبها، إذا كان زيادة في المآكل او ملئ المعدة، أو حتى الحسد.

وصى أهل العلم، أن يحرص المسلم على طرد الشياطين وتتبع أسباب التثاؤب وتجنبها، وذلك بالاعتدال في الطعام والشراب وعدم ثقل البدن، كما يجب الحرص على أن يحافظ المرء على أن طعامه يكون حلال، وأن لا يأكل الحرام ولا يدخل بيته الحرام.
لتجنب التثاؤب وأسبابه يجب أن يكون المرء ملتزم بأذكار الصباح والمساء، كما يجب أن يقرأ القرآن، ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم، كما يجب

تحصين الاطفال

.

ماذا يعني كثرة التثاؤب في الصلاة

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” التثاؤب من الشيطان، فإذا تثائب أحدكم، فاليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل”.

يقول أهل العلم أن الشيطان يريد أن يلهي المسلم عن الصلاة قدر ما استطاع، حيث إنها صلة العبد بربه، وطريق الفلاح والتقوى، وهذا أشد بلاء على الشيطان، لذا  فيوسوس للمرء في صلاته، ويحاول أن يشغله في أمر ما، إما أن يوسوس بأمور الدنيا، أو يلهيه في التثاؤب.

من طرق التخلص من التثاؤب اثناء الصلاة، أن يدخل المسلم في صلاته بكل جد وخشوع، وأن يهم بالصلاة في وقتها ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

كما أن العزيمة الصادقة والاستعانة بالله العلي القدير، أمر هام جداً للمسلم، ويجب عليه معرفة أن الشيطان عدوه وعليه أن يحاول مقاومته قدر المستطاع، وطرده من صلاته وحياته، واستخدام

طريقة الرقية الشرعية على الماء

، فهي تمنع وساوس الشيطان والحسد والضيق وتصفي النفس والروح، وتحصن المسلم.

كما أن التقرب إلى الله يمنع الشيطان من التسلل إلى الإنسان ويحرمه من أن يسيطر على العبد المؤمن، إن الله قريب للعباد يسمع دعائهم وتضرعهم، ويحفظهم من كل سوء، حيث إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز “قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ، قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ، لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ”، دلالة على إصرار الشيطان على إغواء العباد ولهيهم عن العبادات.

هل التثاؤب من علامات خروج العين

يظن الكثير أن التثاؤب من علامات خروج العين، في حين أن الدلالة الاكيدة والصريحة في خروج العين هي الشعور بالراحة والطمأنينة في النفس، حيث أن العين لها العديد من العلامات، والحسد أمر مرير وسيء للغاية.


علامات الحسد في البيت

والجسد والنفس تظهر في المال والنفس والأولاد، كما أن النفس تصاب بالمرض النفسي والحزن والكسل، وكثيراً ما يجهش الشخص المحسود بالبكاء، ويشعر بكأبة النفس والضيق، ليس فحسب بل يصل الأمر إلى عدم الرغبة في العمل او الذهاب إلى دور العلم، وكثيراً ما يشكوا الطلاب ضعف في التحصيل الدراسي وحفظ المعلومات، ويعرف الحسد بانه يؤثر على التذكر والنسيان المتكرر، كما ينخفض الذكاء، ويشعر الشخص بالانطوائية ويميل للعزلة والوحدة، كما يجلس فترات طويلة في تيه، ويشعر بعدم الثقة في أقرب الناس إليه، ويتملكه شعور بعدم الوفاء والإخلاص من المقربون[5].

التخلص من الحسد

كثيراً ما يتساءل الأشخاص عن علامات الحسد، وهل التثاؤب من دلالات الحسد، ولكن الأمر أبسط من ذلك، فيجب على المسلم أن يحصنن نفسه باستمرار، ويستعين بالله العلي القدير للتغلب على الحسد وعلاماته وأسبابه، وذلك عن طريق[5]:

  • قراءة

    آيات الرقية الشرعية في الماء

    ، وشربها.
  • رقية المحسود من خلال قراءة

    ايات ابطال السحر

    والحسد.
  • كثيراً ما يتساءل الأفراد

    كيف ارقي نفسي بالرقية الشرعية

    ، والأمر بسيط يتمثل في قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وقراءة سورة القلم والإخلاص والمعوذات والدعاء بأدعية الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يستعيذ المرء بالله من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه، وهو أمر محبب في الدين الإسلامي، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر السيدة عائشة رضي الله عنها أن تسترقى من العين.
  • الدعاء للنفس دوماً وتحصينها، بالأدعية المتعارف عليها، مثل

    دعاء فك السحر

    ، وأذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن والتقرب لله.
  • إذا كان المحسود يعرف الحسد، فلا مانع من أن يطلب ماء اغتسالهن ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم، رأى عامر بن ربيعه سهل بن حنيف يغتسل، فقال له عامر ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأه، وكان يعني أن سهل شديد البياض، فأغشى على سهل مباشرة، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فسألهم الرسول الكريم، هل تتهمون فيه احد، أي ان حسده احد، فقالوا نعم وذكروا عامر بن ربيعه، فأمر النبي أن يأتوا بعامر بن ربيعه، وعندما اتى فسأله النبي بتعجب علام يقتل أحدكم أخاه؟! وسأله آلا بركت، فأمره أن يغتسل، فغسل عامر يداه ووجه ومرفقيه واطراف قدمهن ووضع الماء في قدح وصب على سهل، فبرأ سهل، وذكر بهذا الأمر حديث رواه مالك وأحمد وبن ماجه، وصححه الألباني.
  • فعن أبي سعيد قال أن جبريل اتى للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال له يا محمد اشتكيت، فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم نعم، فقال سيدنا جبريل بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك[6].