العوامل التي تشكل الوعي الاجتماعي

مفهوم الوعي الاجتماعي

يقصد بالوعي الاجتماعي (Social consciousness) مشاركة أفراد المجتمع الوعي فيما بينهم، كما يعرف بأنه حالة الوعي والإدراك لمختلف المشكلات التي قد يواجهها المجتمع بصفة يومية، إذاً الوعي الاجتماعي هو مفهوم مركب من مصطلحين وهما الوعي والاجتماعي، حيث إن الوعي هو ناتج التفاعل بين الأفراد فيما بينهم وبين ما يحيط بهم من عالم مادي، وبالتالي فإن له دور بارز في تطور المجتمعات، ويرد الاختلاف هنا بين ما إذا كان ذلك الدور إيجابي أم أنه تغيير سلبي. [1]

ويُشار إلى أن الأفكار التي تدور بخلد الأشخاص أحياناً ما تؤدي إلى تطور المجتمع وفي أوقات أخرى تعتبر عائق في طريق ذلك التطور، وبالتالي يعتبر الوعي أحد الركائز الأساسية في تطور المجتمعات وتقدمها، أو في انهيارها وتأخرها، وقد قال المفكرون أن الوعي عبارة عن (إدراك المرء لذاته وما يحيط به إدراكاً مباشراً، فهو الأساس لكل معرفة).

وقد عرف ماركس الوعي الاجتماعي بأنه مجموع الآراء والنظريات والأفكار والتقاليد والعادات التي قد تتواجد لدى الأشخاص، ومن خلالها ينعكس واقعهم الاجتماعي)، كما أكد تشارلز كولي أن الوعي بالمجتمع أو الوعي الاجتماعي لا يقبل الانفصال عن الوعي الذاتي، ومن الطرق التي يمكن من خلال الاعتماد عليها نشر الوعي بالمجتمع التعليم، وسائل الإعلام، مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. [1]

عوامل تشكيل التوعية المجتمعية

هناك بعض العوامل التي ما إن تم اتباعها وتطبيقها في المجتمعات سوف يتشكل وعي الأفراد بالمجتمع بما يحقق له التطور والتقدم والتي تعد من

طرق نشر الوعي في المجتمع

ومن أهم العوامل تلك: [2]

فهم ما يتم الاستماع إليه

لكل يتمتع الإنسان بالوعي الاجتماعي لا بج من أن يبتعد عن الطريقة العشوائية بالتفكير حيث يقوم الوعي الاجتماعي بدايةً على الوعي الذاتي الذي يتم من خلال فهم الإنسان لنفسه أولاً ثم فهم الآخرين من الأشخاص المحيطة بهم، أما الوعي الاجتماعي فإنه يقوم على فهم الآخرين وتقدير كيفية تفكيرهم والتعرف على مشاعرهم.

وفي الواقع فإن الغالبية العظمى من الناس يعتقدون أنهم مستمعون جيدون لما يوجه إليهم من حديث أو ما يستمعون إليه من كلام عبر التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الحقيقة تختلف عن ذلك حيث غالباً ما يكون الشخص منشغلاً بالتفكير وقت الاستماع لحديث الآخرين، ولكن لكي يكون الشخص على قدر جيد من الوعي الاجتماعي عليه أن يتفاعل مع الغير فيما يقولونه وما يشعرون به وبالتالي اكتساب المزيد من المهارات والخبرات.

تكرار ما يتم الاستماع إليه

تعد تلك الطريقة بمثابة برهان على أن الإنسان قد استمع جيداً لما يقال إليه، إذ أنه في الكثير من الحالات يظن الإنسان أنه قد استمع لما أُخبر به ولكن عند محاولة تكرار الحديث لا يتمكن من ذلك، وأفضل الطرق فيسبيل ذلك تكرار العبارات بأسلوب المستمع الخاص به بما يجعل المتحدث على دراية بأن كلامه محل تقدير واهتمام، وبالتالي تعزيز الفهم والثقة بين أفراد المجتمع.

التعاطف والذكاء العاطفي

الوعي الاجتماعي هو المقدرة على التفاعل والفهم بطريقة مناسبة مع مختلف المشكلات العامة التي قد يواجهها المجتمع، وكذلك القدرة على تفسير مشاعر من يتفاعل معهم الإنسان وفهمها بدقة.

لذا فإن من أهم معايير الوعي الاجتماعي الكفاءة بالعديد من المجالات منها التعاطف والذكاء العاطفي وفهم المواقف بسرعة، والذي يمجرج من ضمن المفاهيم الخاصة به التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين بطريقة مناسبة بما في ذلك التفاعل من أجل حل المشكلات.

أنواع الوعي الاجتماعي

تستند نظرية التعلم العاطفي والاجتماعي لما قام


دانيال جولمان بوضعه وتبنيه من فكرة الذكاء العاطفي والاجتماعي (EQ) حول بعضاً من المكونات الرئيسية للوعي التي تساعد على

تنمية الوعي المجتمعي والولاء الوطني

والتي تتضمن: [4]




  • الوعي الذاتي العاطفي:

    الوعي العاطفي الذاتي هو تلك المهارة الكامنة خلف فهم وإدراك ما يشعر به الفرد وتقدير كيفية وإمكانية أن تؤثر حالة الشخص المزاجية بمختلف أنواعها وأشكالها على من حولنا.




  • التنظيم الذاتي:

    التنظيم الذاتي عبارة عن فن التحكم فيما يتعلق بالاستجابة إلى العواطف إلى جانب توقع النتائج وذلك في محاولة لكي يتم اجتناب رد الفعل العاطفي في المواقف الاجتماعية والشخصية.




  • الدافع:

    يشمل الدافع كيفية فهم استعمال العوامل العاطفية لكي يتم تحقيق وتعلم الأهداف والطموحات الشخصية.




  • التعاطف:

    يقصد بالتعاطف مهارة النظر في ظروف ومشاعر الأفراد المحيطين بالإنسان.




  • الاحترام

    : أفضل ما يمكن تعريف الاحترام به أنه هو مراعاة مشاعر وتجارب أو رغبات شخص آخر وحقوقه شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص الآخرين.




  • اللطف

    : اللطف يمثل فكرة أن يكون المرء ودودًا ومراعيًا لمشاعر من حوله، وهي مهمة سامية حتى إذا لم تتم مشاركة وجهات النظر أو وجهات نظرهم.




  • الاستماع بنشاط:

    الاستماع بنشاط وفعالية وهي مهارة أن يُنظر مشاعر إليك للانتباه والاستماع، واستغلال الوقت في فهم ما يقال.




  • التعاون:

    التعاون يمثل جزء غاية في الأهمية من الوصول لحل أو كيفية العمل مع مجموعات أو أفراد أخرى، وعادةً ما ينطوي على حلول وسط،




    ولكنه يساهم في تحقيق الأهداف والغايات المشتركة.

أهمية الوعي الاجتماعي

على الرغم من مختلف التعريفات الموضوعة للوعي الاجتماعي والتي تعد جميعها مختصرة إلى حد ما إلا أن الغالبية العظمى من الأشخاصيقرون أنه هو ذلك الشيء الذي يستمر صقله طيلة حياة الإنسان، ومن فوائد

الوعي الاجتماعي واثره في الفرد والمجتمع

ما يلي: [4]

  • مع تقدم المرء في النمو وخوض العديد من المراحل الحياتية تساعده مهارات الوعي الاجتماعي والمجتمعي على إدراك كيفية تناسب الفرد وتعايشه مع مجتمعه، وكيف يمكنه تحقيق ما يتمناه وما يسعى إليه في ذلك العالم.
  • على المدى الطويل تساهم مهارات الوعي الاجتماعي بفهم كيفية الاحتراف بالحياة العملية إلى جانب تيسير مشاركة المعلومات مع الآخرين والتعاون فيما بينهم، بما يجعله يمثل جزء أساسي في تكوين العلاقات والصداقات وبالتالي عيش حياة مرُضية وسعيدة.
  • يظل الوعي الاجتماعي في حالة من التطور منذ طفولة الإنسان وأثناء سنوات دراسته إلى أنه يعد من بين أكثر المهارات الحيوية التي لا بد من تعزيزها لدى الطفل، الأمر الذي لا يتوقف العائد منه على الآثار المترتبة عليه على مدى الحياة ولكن للمساعدة في مشوار التعليم أيضاً وتحقيق الاستفادة القصوى منه.
  • بالمدرسة والجامعة يتمكن الطلاب ذوي مهارة الوعي الاجتماعي من التكيف والاندماج مع زملائه وأقرانهم ببيئة التعليم وإدراك السبل الصحيحة والقرارات المناسبة التي يلزك اتخاذها بما يمرون به من مواقف.