صفات سعد بن معاذ
ماهي صفات سعد بن معاذ
على الرغم من أن سعد بن معاذ أسلم عند سن الواحد والثلاثين وتوفي عند سن السابعة والثلاثين إلا أنه خلال هذه السنوات القليلة إستطاع أن يصبح الصحابي الجليل الذي قال عنه الرسول : أهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ . و
لماذا أهتز عرش الرحمن لسعد بن معاذ
؟ ولم يهتز لأحد أخر من الصحابة ؟ وماذا حمل من صفات جعلته صحابي مقرب من الرسول وجعلته سبب لفرحه العرش بملقاه ؟ يبدو أن سعد بن معاذ لم يكن له مثيل في الأخلاق والصفات الحميدة التي ميزته على العديدين ومن هذه الصفات :
ذو فكر وذكاء
تميز سعد بعقلية متزنة وذكاء واضح في أفعاله فهو هو من أقترح على النبي صلى الله عليه وسلم ببناء العريش أثناء غزوة بدر وذلك حتى :
- يكون النبي والقائد وسط حراسة وداخل مقر أمن حتى لا يتعرض لأي هجوم مفاجئ أو خطر .
- يمكن لمكان القيادة هذا أن يجعله مشرفًا على أرض المعركة وما يحدث فيها حتى يتابعها ويديرها .
- حتى يستطيع تعويض الخسائر التي قد تحدث في المعركة عن طريق القوات الإحتياطية القريبة منهم .
ولقد جاء هذا في قول ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث : أن
سعد بن معاذ
قال : يا نبي الله ، ألا نبني لك عريشا تكون فيه ، ونعد عندك ركائبك ، ثم نلقى عدونا ، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا ، كان ذلك ما أحببنا ، وإن كانت الأخرى ، جلست على ركائبك … الى اخر لحديث . فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، ودعا له بخير . ثم بني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش ، فكان فيه . [1]
الشجاعة
يوجد العديد من الموقف التي تدل على قوته وشجاعته وبسالته في جميع المعارك التي مر بها ومن هذه المواقف موقفه في غزوة بدر فبعدما وافق الرسول على بناء العريش تبعًا لرأيه وتم إختيار الحرس المكلفون بحماية الرسول صلى الله عليه وسلم وهم من فتيان الأنصار قام هو سعد بن معاذ بتولي قيادتهم بنفسه وذلك حتى يكون المسئول عن حماية الرسول ضد الكفار وضد أي أحد يريد المساس به ولم يهتم بكونه قد يحارب الجميع من موضعه هذا وبكونه في أخطر مكان في هذه المعركة لو أن الكفار إستطاعوا إختراق صفوفهم وتقدموا نحو العريش .[2]
ذو همة وشخصية إيجابية
لقد كان لسعد بن معاذ أراء ومواقف تدل على شخصيته التي لم تكن سلبية أو ضعيفة وكيف لا وهو سيد أسياد بني عبد الأشهل فهو من قال للرسول :
يا رسول الله: قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض -يا رسول الله- لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبرٌ في الحرب، صُدقٌ عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تَقرّ به عينك، فسِر على بركة الله . [3]
صادق الإيمان والقول
هناك العديد من المواقف التي تدل على صدق سعد بن معاذ في إيمانه بالله ورسوله وصدقه لم يكن مقتصرنًا على ذلك ولكنه كان صادق القول والفعل دائمًا ومع الجميع ومن الأمثلة على ذلك :
- قوله : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا ، وأيمننا نقيبة . قال : فإن كلامكم علي حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله . قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا .[5]
-
وقوله -رضي الله عنه- عندما أصيب يوم الخندق:
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إليّ أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه، وأخرجوه، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة في سبيلك، ولا تمتني حتى تقرّ عيني في بني قريظة . [4]
دبلوماسي محنك
عندما قام يهود بني قريظة بتحريض القبائل العربية مثل قبيلة غطفان على الإتحاد مع قريش ضد الرسول عليه الصلاة والسلام علم الرسول بذلك وأرسل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة إلى كعب بن أسد زعيم يهود بني قريظة وذلك حتى يقفوا على حقيقة ما يحدث وليتبينوا موقفهم الحقيقي تجاه الحرب المرتقبة وبالرغم من وجود عهود ومواثيق بين اليهود والرسول إلا أنهم في هذه المقابلة قال كعب بن أسد : ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقده ويدل هذا الموقف على ثقة رسول الله في قدرة سعد بن معاذ على الحوار والتحدث بدبلوماسية فهو لم يتطاول على من خلف العهد ولم يرجع بمصيبة أكبر إنما أدى دورة على أكمل وجه .[3]
غيور على أهل بيته
من المواقف التي تدل على شدة غيرة سعد بن معاذ على نساء بيته عند نزول آيه التلاعن قال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مُصْفِحٍ عنه. فقال رسول الله : “أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني”. [6]
الشكل والصفات الخُلقية
يعتبر سعد بن معاذ من أطول الناس الموجودون في ذلك الوقت ولقد كان أيضًا جميلًا وسيمًا حسن الهيئة كثيف اللحية أبيض اللون مشرق الوجه ومن أعظم الناس شأنًا .[3] , [6]
يحكم بحكم الله
فبعد أن تم حصار بني قريظة سأل الرسول اليهود أن كانوا يريدون أن يحكم فيهم سعد بن معاذ وبالطبع وافقوا لما كان من بينهم من تحالفات قديمة ولما جاء سعد قال الرسول لهم : قوموا إلى سيدكم (البخاري ) و جاء سعد فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إن هؤلاء نزلوا على حكمك .. فقال : فإني أحكم .. أن تقتل المقاتلة .. وأن تسبي الذرية .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسام : لقد حكمت فيهم بحكم الله . ويدل هذا على إعطاء الرسول الحكم الكلي لسعد دون أي تدخل منه وبما يشاء وإنه سيوافق على الحكم ويؤيده مهما كان وذلك لمعرفته إنه ينفذ حكم الله .[7] , [8]
لماذا فتحت لسعد بن معاذ أبواب السماوات
هو الصحابي الذي فتحت له أبواب الجنه وأهتز له عرش الرحمن من الفرح به والسعادة لقدوم روحه ومقابلته فيقول يونس : عن ابن إسحاق ، عن معاذ بن رفاعة قال : حدثني من شئت من رجال قومي ” أن جبريل أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قبض سعد معتجرا بعمامة من إستبرق . فقال : يا محمد ، من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء ، واهتز له العرش ؟ فقام سريعا يجر ثوبه إلى سعد ، فوجده قد مات ” .[9] ، [5]