المفعول به وانواعه
مفهوم المفعول به
إن مفهوم
المفعول به
يشير إلى أنه الاسم الذي وقع عليه عمل الفعل، ودائمًا ما يكون منصوبًا أو في محل نصب، وقد تم ذكر العديد من التعريفات التي تخص المفعول به ومنها تعريف ابن با بشاذ الذي قاله في كتاب “شرح المقدمة المحسبة” وهو : المفعول به يذكر للبيان عمن وقع به الفعل. [1]
وفي تعريف الحريري له قال: “كل اسم تعدى الفعل إليه”، وقد أجمع النحاة المحدثون كل هذه التعريفات في تعريف واحد وهو: “الاسم المنصوب الذي يقع عليه أو الذي يقع به الفعل، والفعل يتعدى إلى المفعول كالتالي:
- قد يتعدى إلى مفعول به واحد كالتالي: نظرت خالدًا.
- أو يتعدى لمفعولين مثل: أعطى المعلم التلميذ جائزة، ومن الأفعال المتعدية إلى مفعولين يوجد: [أعطى، منَح، سأل، كسا، ألبس، علَّم، رزق، أطعم، أسكن].
- وكذلك ربما يتعدَّى الفعل إلى مفاعيل ثلاث مثل: أرى المعلم التلميذ الدرس هينًا، ومن تلك الأفعال ما يلي: [أرى، أعلم، حدَّث، أخبر، خبَّر، أنبأ، نبَّأ].
وقد قام النحويون بذكر بعض الشروط وعددها ثلاثة وهي واجب توافرها في المفعول به حتى يستطيع استكمال معناه، وتلك الشروط تتمثل في:
- لا بد من كون المفعول به اسماً، إذا كان اسماً صريحاً أو اسماً غير صريح.
-
وكذلك يلزم أن يكون دائماً في موضع النصب بإحدى
أدوات النصب
. - وأن يقع فعل الفاعل علي المفعول به سواء أكان ذلك الفعل مُثبتاً أم منفيّاً.
أنواع المفعول به
يمكن تقسيم المفعول به إلى نوعين وهما: الصريح وغير الصريح، وسوف يتم توضيح كلا منهما فيما يلي:
المفعول به الصريح
يمكن أن يكون المفعول به اسماً صريحاً، وهو الاسم الذي يصل الفعل إليه بطريقة مباشرة مثل: “شرح المعلم الدرس”، ويأتي على أكثر من صورة ومنها:
-
ا
لاسم الصريح
:
كما في: قطف الولد الزهرة، وهنا “الزهرة” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. -
ضمير متصل
: كما في: ساعدني صديقي، وهنا “الياء” ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. -
ضمير منفصل
:
كما في: إياك نستعين، وهنا الضمير “إيا” يُعرب ضميرًا منفصلًا مبنيًا على السكون في محل نصب مفعول به متقدم.
المفعول به غير الصريح
وهو المفعول به الذي لا يستطيع الفعل الوصول إليه إلا من خلال حروف الجر، فيكون المفعول به مجرور لفظاً منصوب محلاً، كما في: (ذهبتُ بفاطمة)، ويكون المفعول به في هذا المثال في محل نصب إذ أن جملة “ذهبتُ بفاطمة” تحمل معنى “أذهبتها”، أي أن “الهاء” ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
ومن الممكن أن يتم حذف حرف الجرّ ويكون الاسم الواقع بعده إعرابه على أنّه مفعول به، وفي تلك الحالة سوف يُطلق عليه “على نزع الخافض”، ومن الأمثلة على ذلك: “أُعجبت أنّ الطالب راغب في العلم”، فأصل الجملة قبل أن يُحذف حرف الجرّ هو: “أُعجبت من أنّ الطالب راغب في العلم”.
وكذلك فإن المفعول به غير الصريح يأتي على صورة المصدر المؤول، كما في: “علمت أن محمدًا مجتهدٌ”، أي “علمت اجتهاد محمد”، فـ “اجتهاد” تُعرب مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المفعول به
الثاني
قد يتم إيجاد أكثر من مفعول به في الجملة الواحدة، فمن الممكن أن يكون هناك مفعولين أو ثلاثة مفاعيل، ولكنه يتطلب أولًا وجود أحد الأفعال التي تتعدى لتنصب مفعولين أو ثلاثة، وتلك الأفعال نوعين وهي:
- أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر مثل: رأى، علم، وجد، درى، ألفى، ظَنَّ، حسب، خال، زعم.
- أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهي: اعطى، كسا، وهب، منح، علَّمَ.
ويتم إعراب المفعول الثاني بنفس علامات الإعراب للمفعول به، ومن الأمثلة على ذلك:
- رأيتُ العلمَ نافعاً.
- ألفيْتُ الصدقَ منجيًا.
- ظَنَّنت الأمرَ سهلًا.
- أعطيْتُ السائلَ درهماً.
- منحَ المعلِّمُ المجتهدَ جائزةً.
- وجدت الإهمال طريقاً إلى الفشل.
- دريتُ الايمان أساسَ النصر.
- تعلّم الجد سبيل النجاح.
- خلت زيداً كريماً.
- صير الحائكٌ القماشً ثوباً.
إعراب
المفعول به
بالحركات والحروف
إن المفعول به يتم نصبه بالحركات وكذلك بالحروف، وسيتم توضيح ذلك من خلال
أمثلة على المفعول به
: [1]
- إذا كان المفعول به مفردًا يُنصب بالفتحة مثل: كافأ المُعلم الطالب.
- وفي حالة أن المفعول به يكون جمع تكسير فيُنصب بالفتحة مثل: قرأت الكتب.
- أما إذا كان المفعول به مثني فينصب بالياء مثل: أشتريت كتابين.
- وإذا كان المفعول به جمع مذكر سالم تكون علامة نصبه حرف الياء مثل: كرمت المدرسة المتفوقين.
- وفي حال كان المفعول به جمع مؤنث سالم يُنصب بالكسرة مثل: رأيت الفتيات.
-
وإذا كان المفعول به ضميرًا فيكون في محل نصب مفعول به، ويُعرب ضمير مبني في محل نصب مفعول به، مثل (أشتريت
الكتاب
وقرأته)، فالهاء هنا ضمير في محل نصب مفعول به.
أحكام
المفعول به
هناك بعض الأحكام التي تخص المفعول به، وهي تتمثل في النقاط التالية: [2]
- أن يكون منصوب وجوبا، وإذا كان مجرور غير صريح فيتم تأويله بالنصب حتى تستقيم إلى المفعول رتبته الحقيقية وهي النصب، لأن النصب من الفضلات من المنصوبات.
- يمكن حذف المفعول لوجود دليل مثل السؤال بـ: هل رأيتَ خليلا؟، فتكون الإجابة: رأيتُ، وهنا تم حذف المفعول به والتقدير : رأيتُه، ومنه كذلك قول الله تعالى: (ما ودَّعكَ ربُّكَ وما قلى) والتقدير فيها: وما قلاك، أي أن المفعول به (الضمير الكاف) قد تم حذفه بسبب غرض بلاغي معين وهو الابتعاد عن ذكر المخاطب لعظمة منزلته، فهو عائد على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا شك في منزلته العالية عند ربه.
- من الجائز أن يتم حذف الفعل مع المفعول به لوجود دليل، كما في قول الله عز وجل: (ماذا أنزلَ ربُّكم قالوا خيراً)، والمقصود منها أن الله تعالى أنزل خيرًا، ولذلك قد تم حذف الفعل (أنزل) والدليل الموجود على حذفه هو أنه تم ذكره في السياق مسبقًا.
- إن الأصل في المفعول به هو تأخيره عن الفعل والفاعل، ويرجع هذا إلى أن الفعل هو العامل في المفعول، وتكون الرتبة الخاصة بالعامل قبل المعمول، وباعتبار أن المفعول به قد وقع عليه أثر الفاعل، والمؤثر وهو الفاعل يكون سابقًا للأثر أي: المفعول به، بينما أنه في كلام العرب من الممكن أن يقوم المفعول بالتقدم على الفعل أو الفاعل على العكس من النمط الأصلي والمعتاد في الجمل العربية، وقد يكون لأغراض بلاغية مثل الاهتمام بالمتقدم، ففي المثال التالي: (الكرةَ ضرب اللاعبُ)، يكون الاهتمام الأكبر بالكرة، بينما في المثال التالي: (أكرمَ المتفوقَ المديرُ)، يكون الاهتمام الكبير في الجملة بالمتفوق.