ما تفسير سورة الفيل وسبب نزولها


ترتيب سورة الفيل

سورة الفيل تعد واحدة من السور المكية وتم نزولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر كان عن طرق جبريل الوحي الأمين عليه السلام وتم نزولها في مكة المكرمة.

تم نزول سورة الفيل بعد نزول سورة الكافرون بشكل مباشر ، سورة الفيل تعد واحدة من قصار السور في القرآن الكريم، حيث بلغ عدد آياتها 5 آيات فقط.

سورة الفيل تعد السورة الخامسة بعد المئة في ترتيبها داخل المصحف الشريف ، وتقع سورة الفيل في الجزء الثلاثين وفي الحزب الستين.[4]


اسباب تسمية سورة الفيل

أسباب التسمية في سور القرآن الكريم تختلف على حسب اختلاف السورة، وهناك إمكانية لحصر الأسباب التي تخص التسمية في سببين فقط.

  1. يرجع السبب الأول إلى أن كثير من الآيات يتم تسميتها بأسماء الكلمات المميزة المردودة في سياق الآيات التي تخصها أو مطلعها وفي أغلب الأحيان يتم التسمية بأسماء مطالع السور، مثل سورة الواقعة وهي من السور التي تمت تسميتها بمطلعها حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( إذا وقعت الواقعة) صدق الله العظيم، ويوجد مثلها من السور الأخرى كالغاشية والنبأ وغيرها من

    أسماء سور القرآن


    .
  2. يرجع السبب الثاني إلى تسمية بعض السور على حسب القصص الأساسية التي وردت في آياتها، وتدور آيات هذه السورة حول هذه القصة، فيتم تسمية السورة باسم القصة التابعة لها، مثل سورة يُوسُف وسورة النمل وسورة البقرة وغيرهم.

وبالنسبة لسورة الفيل فهي من السور التي تندرج تحت السبب الثاني حيث أنها تابعة لقصة معينة، وهي القصة المعروفة التي تخص أبرهة الحبشي وتخص الجيش الذي بعثه ليقوم بهدم الكعبة وكان معززًا بالفيلة، ولهذا السبب تم تسميتها بهذا الاسم.[1]


سبب نزول سورة الفيل

كتاب الله العزيز تم نزوله في ليلة القدر وهذا الأمر مذكور في كتابه وفي قوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقيل أن القرآن الكريم تم نزوله في اللوح المحفوظ في تلك الليلة إلى السماء.

أصبح القرآن الكريم بعد ذلك ينزل بشكل منفصل ومتفرق لأسباب مختلفة ومتباينة طوال السنوات الثلاث وعشرين.

كانت الآيات القرآنية تنزل تبعا للأحداث والوقائع التي تقتضي نزول

أجزاء من القرآن الكريم

تحتوي على توضيح للناس بأمر من الله سبحانه وتعالى، وذلك عن طريق تحريم أمر أو تحليله، أو تضرب الأمثال وتقوم برواية القصص التي تخص الآخرين السابقين.

علم أسباب نزول الآيات القرآنية في الكتاب العزيز يعد علم واسع للغاية وهو من العلوم والمعارف التي كان جميع الصحابة على علم به، ويرجع هذا السبب إلى أنهم شهدوها بشكل عملي خلال فترة حياتهم.

أسباب النزول أمر مهم جدا لأنه علم يساعد الناس في فهم وتفسير الآيات القرآنية والقيام باستخلاص أحكامها.

السبب في نزول سورة الفيل يرجع إلى قصة أصحاب الفيل، وهذه القصة حدثت قبل دخول الإسلام وكانت في العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتمثل أحداث القصة في الشخص الحبشي المعروف باسم أبرهة الحبشي مع جيشه المدعوم بالفيلة مستهدفين الكعبة المشرفة حتى يتم هدمها.

كان يريد بعد هدم الكعبة أن يجعل له قبلة يقوم الناس بالحج إليها في بلدة اليمن، وهي عبارة عن كنيسة القليس، وسار أبرهة الحبشي مع جيشه يهزم جميع القبائل التي كانت في طريقه إلى الكعبة وحاولت مواجهته.

عند وصول أبرهة إلى الكعبة وتسليطه للفيل حتى يقوم بهدمها، كانت الصدمة بالنسبة له أن الفيل رفض وأمتنع عن مس الكعبة وعمل أي أذى وشرور في بيت الله تعالى وهذا الأمر فيه دلالة على عظمة وقدرة الخالص سبحانه وتعالى

وتم ذكر القصة كاملة في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم ترى كيف جعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول. صدق الله العظيم.

كانت هذه القصة التي تخص الحبشي سبب في نزول هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.[2]


فضل سورة الفيل

هذه السورة العظيمة فضلها يقع تحت حكم القرآن الكريم وفضله في العموم، حيث إن القرآن الكريم يعد كتاب متعبد بتلاوته، يكمن هذا التعبد في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، وذلك حين قال أن من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، لكن ألف حرف وحيد واللام حرف والميم حرف.

وبالنسبة لعملية التخصيص بفضل سورة الفيل فلم يتم تحديد أي حديث شريف صحيح يختص بفضلها، وجميع الأحاديث التي كانت تخص هذه الآيات التي تخص سورة الفيل كانت ضعيفة جدا أو منكرة

وفضل هذه السورة العظيمة يرجع إلى توضيح وتبيين عقاب الله سبحانه وتعالى للكفار وكل من يتعرض لبيت الله الحرام بأي أمور سيئة، فالله خير حافظًا، وهذه السورة فيها من المحاذير كافة وتضرب مثل بأصحاب الفيل الذين حاولوا مس بيت الله الحرام بالسوء.

ويوجد كثير من

معاني أسماء سور القرآن الكريم

التي تدل على عبر ومواعظ من خلال سرد بعض القصص كسورة الفيل.[3]


معاني سورة الفيل

سورة الفيل تشتمل على واحدة من أشهر وأبرز القصص التي تم تعريض الكعبة المشرفة لها، عندما أراد أبرهة الحبشي أن يقوم بهدمها وتم تسميتهم بأصحاب الفيل لأن جيش أبرهة الحبشي كان قادم بالأفيال التي جاءت من اجل هدم الكعبة المشرفة، وتعد هذه

قصة أصحاب الفيل

.

سورة الفيل تشير إلى حرمة بيت الله سبحانه وتعالى، حيث إن الكعبة عبارة عن الحرم الآمن، والله سبحانه وتعالى هو المسؤول عن حمايتها من أي سوء أو شرور ضد كل كافر أراد أن يمسها بالسوء أو الشر، فهو سبحانه وتعالى رب هذا البيت وهو حاميه.

سورة الفيل مضمونها يشير إلى المحاذير والتهديدات لكل من حاول أن يصيب الكعبة المشرفة بأمور سيئة، فقد قضى الله سبحانه وتعالى على أصحاب الفيل.

سورة الفيل دليل كافي على قدرة الله سبحانه وتعالى على كل ظالم يحاول التعدي على حرمات الله، وذلك لأن الله عز وجل إذا أراد شيء لا يمكن أن يعجزه عدد أو قوة.

عندما رفض الفيل الخضوع والقيام بهدم الكعبة إلى جانب هبوط طيور الأبابيل لرمي أعداء الله عز وجل بالحجارة، فجميع هذه الأمور تعني أن جميع المخلوقات مسخرة بأوامر الله سبحانه وتعالى.

سورة الفيل عبارة عن توجيه إلهي للنبي والمؤمنين ويرجع ذلك إلى ما تحمله من بشارة وذلك بسبب تحقيق إرادة الله عز وجل في كل عصر حتى يثبتوا على الدعوة لأن الله سيقيض للمؤمن من يرد عنه كيد الكائدين.

كان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم متوافق مع حادثة أصحاب الفيل، ونصرة الله كانت لحرمة البيت وليست لقريش وشرفهم، وتوقير وتعظيم للعام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.

مهما بلغت قوة الأعداء وكانوا أكثر سلاح وعدد فيجب على كل مؤمن أن يكون مدرك بأن الله عز وجل ناصر لعباده وحافظ لمقدساته.[4]