مميزات شعر امرؤ القيس


أغراض شعر امرؤ القيس

امرؤ القيس هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي، والذي ولد في نجد عام 500م، وهو يعد من أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي، كما يعتبر من أشعرهم كذلك، كما أن المصادر التاريخية لم تكن متفقة على تسمية امرئ القيس الكندي، حيث قيل: هو حندج، جندح، عدي، ومليكة، وهو يلقب بالكندي لأنه من قبيلة كندة، وقد كان شعره متميز بالكثير من الأغراض والخصائص ومنها:

  • كان عصر امرئ القيس متأثر كثيرًا بشعره، وذلك نتيجة براعته في الصياغة، النسج، والتصوير، بالإضافة إلى جزالة الألفاظ الشعرية الخاصة به ومتانة لغته، مما جعله مختلف عن شعراء العصر الجاهلي، ومن أكثر ما ذُكر عن امرئ القيس بأنه أول من بكى واستبكى، ووقف واستوقف.
  • وقد بدأ امرؤ القيس الكندي في كتابة الشعر وهو لايزال فتى صغيرًا، وكان شعره معروف بالغزل والفحش، حيث طفق يشرح القصص الغرامية التي جمعته بالنساء بمجون وصراحة شديدة، مما تسبب في غضب والديه منه فقام والده بطرده إلى حضرموت، وذلك لكي يعيش أخواله هناك على أمل أن يتوقف ويرجع عن مجونه وهواه، ولكن ما حدث بعدها أن امرؤ القيس ظل على حاله هذا من الضلال، فكان بلا هدف يقوم بالتسكع بين بلاد العرب من أجل الصيد والاستيلاء على القبائل وسلب أغراض الناس منها بالإكراه.
  • كان هناك أمر واضح يميز شعر امرئ القيس عن الشعراء الآخرين من العرب وهو قدرته على الابتكار في المعاني، والتعبير عنها من خلال طرق لم يقم أحد بالوصول إليها من قبل، فقد كانت البداية الحقيقية لشعر الغزل على يديه، فقام بالاكثار من الوصف فيه والإبداع في التشبيه والتصوير، كما كانت قصائده تصور حياته بكل وضوح، إذ تحدث فيها عن حياته، تاريخه، صيده، ولهوه ، إلى جانب تناوله الحزن الشديد الذي شعر به عند مقتل والده، وكذلك أبدع، وأجاد امرؤ القيس في قصائد الهجاء والمدح، حيث كان يمدح الذي يقوم بنصره، ويهجو من يذمه، ويُذكر من

    اجمل ابيات امرؤ القيس

    التي تتناول هذه المميزات المسبوق ذكرها بوضوح في الآتي: [1]

أَمِن ذِكرِ سَلمى إِذ نَأَتكَ تَنوصُ

فَتَقصِرُ عَنها خُطوَةً وَتَبوصُ

وَكَم دونَها مِن مَهمَهٍ وَمَفازَةٍ

وَكَم أَرضُ جَدبٍ دونَها وَلُصوصُ

تَراءَت لَنا يَوماً بِجَنبِ عُنَيزَةٍ

وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلوصُ

بِأَسوَدَ مُلتَفِّ الغَدائِرِ وارِدٍ

وَذي أُشُرٍ تَشوقُهُ وَتَشوصُ

مَنابِتُهُ مِثلُ السُدوسِ وَلَونُهُ

كَشَوكِ السِيالِ فَهوَ عَذبٌ يَفيصُ

فَهَل تَسلِيَنَّ الهَمَّ عَنكَ شِمِلَّةٌ

مُداخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ أَصوصُ


معلقة امرئ القيس


معلقة امرؤ القيس

تعد أشهر ما كتب من شعر، كما تعد أشهر شعر كتب في العصر الجاهلي أجمع، وهي عبارة عن قصيدة جاهلية قام امرؤ القيس فيها بالوقوف فيها على الأطلال فكان أول الشعراء الذين قاموا بذلك، كما كان أول شاعر بكى على طلل، بالإضافة إلى أنه استبكى فكان أول من أبكى من حوله كذلك، وتلك المعلقة تحتوي على المجون والترف، ولكنها بالرغم من ذلك تعد قصيدة عصماء، دقيقة الوصف، ورقيقة النسيب، حيث برع فيها هذا الشاعر من حيث التصوير، إلى جانب أنها مكتوبة على البحر الطويل وتتشكل من 80 بيتًا شعريًا، وقد تم ترجمة تلك القصيدة إلى اللغة الروسية والفرنسية، حيث قال امرؤ القيس الكندي في بدايتها التالي: [2]

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه

لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه

وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو

لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ

فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ


صفات امرؤ القيس

  • امرؤ القيس يعد من أهم شعراء الجاهلية وأهم الشعراء الذين كتبوا المعلقات، [3] ولبيان اسمه بالكامل فهو (امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمر بن حجر آكل المرار ابن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية)، كما أن قبيلته كانت تسكن اليمن، وأمه تسمى فاطمة أخت المهلهل وكليب ابني ربيعة بن الحارث التغلبي، وقد اشتهر بأسماء عدة منها حندج بن حجر، ولكن أكثر ما اشتهر به هو اسم امرئ القيس نتيجة شجاعته وشدته، وكذلك كان معروف بلقب الملك الضليل، بالإضافة إلى العديد من الكناه، والتي منها أبو الحارث (كنية الأسد)، أبو زيد، أبو دهب، وذو القروح
  • لوحظ عن امرؤ القيس منذ صغر سنه اتقاد الذهن والذكاء، وكانت نشأته هي التي جعلته مترفًا، ساعياً وراء العبث، اللهو، الطرب، وتنظيم الشعر الذي يتسم بالمجون، مما جعل والده يطرده من المنزل حرصًا على ألا يمسه من شعره سوءًا بين القبيلة، وظل على هذا الوضع حتى سمع خبر قتل قبيلة بني أسد لوالده فقال حينها مقولته الشهيرة: “طردنِي أبي صغيرًا وحمّلنِي دمَهُ كبيرًا، لا صحوةَ اليومَ ولا سكرَ غدًا، اليوم خمرُ وغدًا أمر”، وبدأ في محاولة الأخذ بثأر والده من الأشخاص الذين قتلوه حتى اضطر إلى اللجوء لملك الروم (يوستنيانوس قيصر) والاستنجاد به، من أجل طلب المساعدة في الثأر من قبيلة بني أسد، وأصبح ذلك ما يشغله.
  • ولكن لم يجدِ الأمر، فقام بالاستنجاد بالقبائل الأخرى حتي يأخذ بثأره، فكانت فكرته في  الاستعانة بقبيلتي تغلب وبكر، حتى وصل إلى الأخذ بثأره، ولكنه لم يقف عند ذلك، فقام بالتنقل بين غيرها من القبائل رغبًة في طلب العون انتقامًا من قبيلة بني أسد، وما ساعده في ذلك هو صيته المنتشر كأحد أهم الشعراء الجاهليين، وفي المعلقات كذلك، وقد تُوفي امرؤ القيس في بلاد الروم سنة 540 ميلاديًا، وكان ملكًا ضليلًا نتيجة تقرح جسمه، فعُرف حينها بلقب (ذي القروح).

آراء الشعراء في شعر امرؤ القيس

جظى شعر امرؤ القيس بالعديد من النقد واختلاف الآراء حوله من قبل الشعراء والنقاد، ومن تلك الآراء ما يلي: [4]


  • علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

    ذكر الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أن امرؤ القيس كان من أفضل الشّعراء، كما كان من أسبقهم.

  • الآمدي:

    وهو أيضًا مدح شعر امرؤ القيس، من حيث التشبيهات البليغة التي استخدمها ودقة المعاني، بالإضافة إلى الطريقة البديعة في الوصف.

  • جرير:

    قال إن امرؤ القيس كان من الشعراء المتمكنين من شعرهم، كما كان شاعرًا قديراً.

أشهر أعمال امرؤ القيس

ترك الشاعر الجاهلي امرؤ القيس الكندي العديد من القصائد والأبيات والتي تتلخص في الآتي: [5]

  • أمن ذكر سلمى إذ نأتك تنوص.
  • تطاول ليلك بالأثمد.
  • حي الحمول بجانب العزل.
  • جزعت ولم أجزع من البين مجزع.
  • لمن طلل بين الجدية والجبل